الخلاف الدائر بين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة لم يعد مجرد صراع علي سلطة الحكم التي تتولاها حماس بموجب نجاحها في الانتخابات ولكن المسألة اصبحت تتعلق بمستقبل التعامل مع اسرائيل لحل المشكلة.. فالمفاوضات المتوقفة منذ خمس سنوات تقريبا لا سبيل الي عودتها الا اذا وجد الفلسطينيون حلا للتناقض بين موقف حماس وموقف فتح من المفاوضات ومن اسرائيل. اسرائيل تزعم انها لا تجد شريكا تتعامل معه من الفلسطينيين حتي محمود عباس نفسه مهندس اوسلو يقولون في اسرائيل الان انه لا توجد لديه صلاحيات للتحدث باسم الفلسطينيين. تريد اسرائيل ان تنفرد باتخاذ القرارات التي تحدد حدودها، وبالتالي حدود دولة فلسطينية تولد مشوهة رغم انف الفلسطينيين. وتبرر اسرائيل تصرفها الاحادي الجانب بان حكومة فلسطين لا تعترف باسرائيل وميثاقها ينص علي ضرورة طرد اسرائيل من كل اراضي فلسطين. العالم لا يريد طرد اسرائيل ولا يؤيد ما تذهب اليه حماس لذلك لا احد يهب لنجدة حماس سوي من لا يستطيع ان يقدم لها مساعدة فعلية كايران او سوريا او حتي فنزويلا. محمود عباس يري ان استفتاء شعبيا فلسطينيا هو حل مناسب لهذا الاشكال وسيدعو الاستفتاء الفلسطينيين الي قبول او رفض وثيقة اصدرها معتقلون فلسطينيون تدعو الي اقامة دولة فلسطينية علي اراضي الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وهي الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 67. واظهر استطلاع رأي بين الفلسطينيين منذ حوالي اسبوع ان 80% منهم يوافق علي محتوي الوثيقة المذكورة والتي وقع عليها شخصيات رفيعة من حماس وفتح والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي ودعت الوثيقة الي استمرار المقاومة في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 67 حتي تنسحب منها اسرائيل ولكنها اقترحت التوقف عن القيام بهجمات داخل اسرائيل. وقال عباس في اطار دعمه للفكرة ان جميع الفلسطينيين يريدون هذا من حماس الي الشيوعيين هذا ما نستطيع القيام به ونحن لا يمكننا الحديث عن احلام. وهذه الصيغة - اي الاستفتاء -ربما كانت الطريق لالزام الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس بالتخلي عن ميثاقها الذي يناقض هذه الفكرة او التخلي عن الحكومة والاكتفاء بموقع المعارضة.