باختصار لو فكر اي كاتب ان يكتب قصة قابيل وهابيل في القرن الواحد والعشرين فسيجد القلم يسجل صفحات هذه الحكاية بيسر وسهولة.. بل قبل ان ينتهي منها سيعرض عليه اكثر من منتج القيام بتحويلها الي فيلم بالطبع "الدراما" فيه ستكون اعلي من مشاهد الحب القاتل ان قابيل وهابيل عادا من جديد علي الساحة الفلسطينية التي تشهد اعنف سيناريوهات القتل بين اخوة الكفاح والنضال. ان قابيل الفتحاوي قتل هابيل الحماساوي دون مراعاة انهم كانوا ولا يزالون رفقاء السلاح حتي تحرير الارض المحتلة .. وللاسف، قام قابيل الحماساوي بنفس الدور بقتل هابيل الفتحاوي مما يهدد الوحدة الوطنية وينذر بحرب اهلية بدلا من توجيه الجهود للتصدي لعدو شرس يعمل علي بث سمومه لايقاظ الفتنة النائمة.. هل يعقل ان تكون المواجهة بين كتائب القسام وكتائب الاقصي بدلا من الوقوف في خندق تحرير الارض؟! هل يصدق احد ان تسيل الدماء الفلسطينية بايد فلسطينية؟! لقد هزتني الصور التي التقطت لتشييع جنازات ثلاثة من القتلي وايضا الدماء التي سالت من احد عشر مواطنا فلسطينيا وليسوا فتحاويين او حماسيين ولو ان القتلي عادوا للحياة للحظات لقالوا: بيد "أخي" قتلت لا بيد "العدو". والله حرام ان يصل الخلاف بين رفقاء الجهاد الي هذه المشاهد الدامية بسبب السياسة. وللاسف الشديد الاشتباكات مستمرة من الحركتين وانتقلت المواجهة من خان يونس الي حي التفاح بمدينة غزة الذي ينتشر فيه المسلحون بالمئات بالامس وهو ما يعني ان الصدام اصبح حتميا. أقول للفرقاء: ما ذنب الجرحي التسعة من الصبية الذين سقطوا وهم في طريقهم الي مدارسهم .. والله حرام. لعن الله السياسة .. ولعن الله كل متكالب علي اي سلطة يريد ان يصل اليها علي دماء وجثث اخوانه.. ولعن الله من يعمل علي توسيع هوة الخلافات بين رفقاء الكفاح.. ولعن الله من يريد ويعمل علي اضعاف رفقاء السلاح عن طريق عمليات كسر العظام التي نراها علي الساحة منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية. كنت اتمني بدلا من التراشق بالاتهامات التي تحولت الي التراشق بالنيران ان تتكاتف جهود المناضلين وان ينصهروا في حكومة ائتلافية بدلا من التفرغ لاسقاط الحكومية الحالية التي تواجه شراسة الولاياتالمتحدة قبل حكام الدولة العبرية عن طريق إحكام الحصار الذي يهدف الي تجويع الشعب لاسقاطها، وهو ما يعني لو تم ذلك نشوب الحرب الاهلية الفلسطينية. *** درس إسرائيلي أتمني ان يتعلم الفلسطينيون من الاسرائيليين .. فبالرغم من الاختلافات في السياسة بين الليكود والعمل ،وايضا كاديما والعمل وشاس فإنهم انصهروا خلال الفترات الماضية في حكومة ائتلافية من اجل اسرائيل .. فهل الفلسطينيون اقل من اليهود الذين تجمعوا علي ارض فلسطين وبالرغم من اختلاف عاداتهم ومذاهبهم فإنهم متفقون علي التمسك بالدولة والتفاني من اجلها؟!