مع كل حادث قطار تعود الي الاذهان كارثة قطار الصعيد. ومع كل حادث قطار يظهر السؤال: متي سيقال رئيس هيئة السكة الحديد؟ ومع كل حالة تأخير لقطار عن موعده تنصب اللعنات علي الهيئة! وفيما صعدت مجدداً كل هذه المشاكل علي السطح واجهت العالم اليوم "الاسبوعي" رئيس هيئة السكك الحديدية المهندس حنفي عبدالقوي بكل الاتهامات التي تناولت الهيئة مع تصادم "حميد" بلا ضحايا بين قطاري ركاب وبضائع بالشرقية. سألناه: متي ستقال.. كيف تنتهي مشاكل الهيئة "القاتلة" للاوراح والوقت.. ما خطة التطوير.. ومن اين سيتم تمويلها.. كيف يمكن ان يشارك القطاع الخاص في انشطة السكك الحديدية ومدي اتاحة ذلك؟ واجهناه بكل هذه الاسئلة.. واجابنا بصراحة كاملة.. فالرجل كما يقول يطلب الامان والامكانيات.. ليضمن لنا التطوير وحل المشاكل! بصراحة.. ما مشاكل هيئة السكك الحديدية؟ المشكلة الاساسية ان موازنة الهيئة ضعيفة، ولا تكفي لاعمال التطوير المطلوبة، ويجب ان تعرفوا ان هذه الموازنة تتوزع علي اغراض متعددة من تطوير للمحطات والعربات والجرارات وتجديدات القضبان التي تسير فوقها القطارات، وما يستلزم ذلك من فلنكات، بالاضافة الي تطوير الاشارات وكذلك تكاليف الاتصالات بين المحطات وبعضها البعض وصيانة الكباري الحديدية التي تمر بها القطارات، كما تشمل تطوير الورش الخاص بصيانة الجرارات ومعدات هذه الورش. ويكفي ان اقول ان وزن الجرار يصل الي 125 طناً حتي نتصور احتياجات تلك الورشة التي يتم رفعه واصلاحه والمبالغ اللازمة لتطوير مباني ومعدات هذه الورش. ولاننسي ايضاً ان صيانة وتطوير المباني الادارية و الاستراحات المخصصة للعاملين علي القطارات تستهلك جزءاً من موازنة الهيئة. ازمة الجرارات نقلت تقارير صحفية تصريحا لمسئول بالهيئة مفاده ان عدد الجرارات الصالحة لا يتجاوز 30% من اسطول الهيئة فما مدي صحة هذا الكلام؟ ولماذا لا يتم استغلال اسطول الهيئة بالكامل؟ اسطول الهيئة مكون من 701 جرار منهما ثلاثون جراراً مخصصة لاعمال المناورة وبالتالي، فهي ممنوعة من السفر لانخفاض قدراتها ويبقي 671 جراراً مسموحاً لهما بالسفر منهما 139 جراراً تجاوزت اعمارهما الثلاثين عاما، وبالتالي مطلوب احلالهما بجرارات اخري جديدة، وكذلك 225 جراراً تجاوزت اعمارهما العشرين سنة ومطلوب تحديثهم بالمعدات والمواتير الجديدة، وتعمل باقي الجرارات ونقوم بعمل صيانة دورية لها كل 15 يوما بخلاف الصيانة اليومية وانا اعترف بالفعل ان هناك ازمة في عدد الجرارات ترجع لعدم وجود ميزانية كافية للاحلال والتجديد، وتوفير قطع الغيار التي يتم استيرادها من الخارج لعدم توافرها محليا. وما اسباب الشكاوي المتكررة من تأخر حركة القطارات المستمر مما دعا عدداً من القضاة الي التهديد برفع دعاوي ضد هيئة السكك الحديدية؟ التأخير في مواعيد القطارات يرجع للعجز في عدد الجرارات وعدم توافر قطع الغيار، وليس في امكاننا التغلب عليه. س ما تعليقك علي ما ينشر بتهديد وزير النقل بإقالتك اذا تكررت حوادث تصادم القطارات، وبماذا تفسر تكرارها؟ ومن المسئول عن ذلك؟ اولا حوادث القطارات تتكرر في كل دول العالم واذا كانت معدلاتها تزيد في مصر فهذا يرجع لعدم توافر وسائل الامان والتي يسعي الوزير لتوفيرها، وعلي رأسها ضرورة كهربة الاشارات، فمازلنا حتي الان نعتمد علي الاشارات الميكانيكية التي تعتمد علي العامل البشري الذي قد يتسبب خطؤه في الكارثة ومازالت نسبة الاشارات المكهربة لدينا لم تتجاوز 10% من الاشارات. واذا علمنا ان هناك حركة سير يقوم بها "1250" قطاراً يوميا، فبالتالي هناك نسبة للخطأ البشري ورغم اننا نعاقب من يخطئ الا ان توفير الاشارات المكهربة هو الحل لتأمين القطارات وتلافي الحوادث. البشر.. والقطاع الخاص س اذا كان العامل البشري هو المسئول الاول والاخير.. فكيف نقيم مستوي العاملين بالهيئة؟ العاملون بالهيئة يتلقون العديد من الدورات لاكتساب المهارات المناسبة فقبل كل ترقية لاي عامل بالهيئة يتلقي دورة تدريبية ويعقد له امتحان ويكون نجاحه شرطا لهذه الترقية، كما يتلقي العامل بين كل ترقية واخري دورة تذكيرية ليلم بأحدث التطورات في مجال عمله.