حين اصدر فاروق حسني قرار تولي الفنان محسن شعلان لموقع رئيس قطاع الفنون التشكيلية كان كل من الاثنين يعلم ان هذا القطاع قد نما لابتضخم الموظفين ولابكثرة المناسبات الفنية ولكن بقوة الامل والعمل الدءوب كي تسترد مصر مكانتها بما تضمه من مواهب خارقة للعادة والمألوف في دنيا الفنون التشكيلية تلك الفنون التي احب ان اسميها الفنون الجميلة لاننا لا نستطيع ان نعتبر الشكل وحده يمكن ان يصبح فنا دون ان يكون له مضمون جميل قادر علي اعادة ترتيب الاعماق. ولا احد بقادر علي انكار ما اضافة الفنان احمد نوار الي هذا القطاع المهم في حياتنا وهو الكثير العتاب لان الكتاب والصحفيين لا ينتبهون الي قيمة ما يجري في مصر او في العالم من احداث فنية طبعا كان الفنان احمد نوار يتجاهل في ذلك ان مصر تنتمي الي جذور قد يعتبرها البعض تقليدية وان كانت تلك الجذور تضم كل ما صنعه المعاصرون من تقدم فطاقة الفنان المصري القديم تضم رأس الحيوان علي جسد الانسان والوان الفنان المصري القديم والمعاصر تحمل من التوازن المبدع ما يفوق خيال المعاصرين من اهل الفن وان كان البعض يمارس الفن خصوصا فن التصوير باسلوب من يحفظ جدول الضرب ظنا منه ان حفظ جدول الضرب هو وصول الي الاسلوب الخاص دون التفات الي ان اللوحة - اي لوحة وكل لوحة - هي مغامرة نفسية لونية تخرج المشاهد مما هو عليه من تكرار الزمن وصولا الي رؤية حياته وحياة من حوله بشكل جديد ولست ان مخالي صاحب محل الاليت بالاسكندرية هو من كان يتجول معي في اي بينالي ليؤكد لي ان كل لوحة تحتاج الي عين كالسكين تأخذ من اللوحة هذا التوازن المبهج للحياة ولعل هذا الاسلوب في الرؤية هو الذي جعلني اخرج من اي معرض فني بعد ساعة واحدة وبعد ان اكون قد شاهدت خمس او سبع لوحات علي الاكثر ثم اعود الي نفس المعرض مرة اخري كي اشرب بعيوني ما ينقي اعماقي من ادران وركاكة اليوم العادي. وحين صدر قرار فاروق حسني بتولي محسن شعلان قيادة قطاع الفنون الجميلة كان ذلك تواصلا مع اللحظات الانسانية التي يتلقطها محسن شعلان في لوحاته وهي التي تبدو في ظاهرها اقرب الي الفن الصحفي ولكنها تعطينا بعدا تخلد به وهو نوعية تلك اللحظات وعمق اختيارها ولا يعني ذلك نفي او استبعاد الجديد والمبدع من تطور الفنون ولكن ان يوجد نوع من التوازن الذي يحقق التواصل مع العاديين من البشر الذين نقدم لهم الفن ،فالفن لا يحيا علي كبار المتذوقين من الاثرياء ولا المتقنين القادرين الذين يدفعون الالاف من اجل المضاربة علي اللوحات وبيعها من بعد ذلك. واذا كان ا حمد نوار بك قدراته الفنية والادارية قد انتقل لهيئة قصور الثقافة فمن المؤكد ان قدرته علي الانجاز المبدع قد بدأت ثمارها في الظهور . واذا كان محسن شعلان قد تولي مكانه في قطاع الفنون الجميلة فرحلة التواصل مع الانسان العادي من هذا القطاع قد بدأت اهلا محسن شعلان. شكرا احمد نوار. منير عامر