سجل عدد الأشخاص المطالبين بالإعانات في بريطانيا في مارس اعلي مستوي له في أكثر من ثلاثة سنوات مما أثار الشكوك بخصوص اتساع النمو الاقتصادي. ووفقا لتقرير مكتب الإحصائيات القومي في لندن زادت طلبات الإعانة ب 12600 طلب مقابل فبراير إلي 937600 وهو أعلي مستوي منذ يوليو 2003. وتجاوزت هذه الزيادة توقعات الاقتصاديين الذين توقعوا ان تسجل 6500 طلب . وفي إطار ذلك تخلصت شركتي "بوستز جروب و"إم أف أي فورنتشر" من بعض موظفيها بعد ان نما الإنفاق الاستهلاكي بأبطئ إيقاعاته خلال عقد العام الماضي. وتوقع صانعي السياسة ان تضخم البطالة سوف يضعف من توقعات بنك انجلترا من ان يساهم الإنفاق في تعزيز النمو في ثاني أكبر اقتصادات القارة الأوروبية هذا العام. شعبية براون ومن جهة أخري ربما يؤدي ارتفاع البطالة إلي تقليل شعبية وزير المالية البريطاني جوردن براون الذي يؤهل نفسه لخلافة رئيس الوزراء توني بلير. ويساند بروان أربع وزراء كخليفة لبلير . وقال بلير انه سينتحي عن الوزارة قبل الانتخابات القادمة بدون تحديد موعد لتنحيه . وجدير بالإشارة ان المستوي القياسي للعمالة والاتساع الاقتصادي علي مدار 54 فصلا علي التوالي في المملكة المتحدة ساهم في فوز بلير للفترة الثالثة في انتخابات مايو. إلا ان طلبات البطالة ارتفعت لثلاثة عشر شهرا من أربعة عشر شهرا الأخيرة وهي أطول فترة من الزيادة منذ تعافي بريطانيا من آخر حالة ركود اقتصادي عام 1992 عندما كان جون ميجور رئيسا للوزراء . و يواجه براون ضغوطا من الأحزاب المعارضة حول خططه لزيادة الإنفاق العام الذي دفع بالعجز في الموازنة إلي 40 بليون جنيه استرليني "70 بليون دولار أمريكي" وهو أعلي مستوي له منذ ان تولي وصول حزب العمل الي السلطة عام 1997. و يعتمد بروان في خططه علي تعافي النمو هذا العام بعد ان اتسع الاقتصاد ب 1.8% في 2005 وهو أبطئ إيقاع له في 13 عاما . و توقع ان ينمو الاقتصاد بما بين 2 ، 2.5% بينما تنبأ البنك المركزي ان يتسع النمو إلي 2.7%. وفي نفس الوقت يتوقع الاقتصاديون ان يسجل النمو 2.2%. وصرحت شركة "بوتس" - صاحبة أكبر سلسلة متاجر للسلع والأدوية في بريطانيا - إنها ستسرح 2250 شخص نتيجة دمج شركتها مع شركة "آليانز يونيكوم". وفي نفس السياق أعلنت شركة "أم أف أي" اكبر سلسلة لبيع الأثاث في المملكة المتحدة إنها ستتخلص من 1470 عامل بعد خسائر في أرباح المؤسسة العام الماضي. ونتيجة لارتفاع أسعار النفط ب 80% في العامين الماضيين والمنافسة العالمية قام المصنعين بتسريح العديد من العمالة. وأعلنت شركة "جود يير تاير آند روبر" أكبر شركة لصناعة الإطارات في الولاياتالمتحدة إنها ستغلق مصنعها في المملكة المتحدة كجزء من خطتها لتسريح 1500 موظف في أوروبا. وأوضح تقرير مكتب الإحصائيات ان القوة العاملة بالمصانع انكمشت بمقدار 113000 عامل في الثلاثة الأشهر المنتهية في فبراير مقارنة بالعام الماضي ليصل إلي 3.07 مليون وهو أدني مستوي منذ ان بدأ تسجيل هذا المؤشر في 1978. وأضاف المكتب أن عدد الغير عاملين نما بحوالي 30000 عامل في الثلاثة اشهر المنتهية في فبراير مقارنة بالثلاثة أشهر السابقة لتصل إلي 1.56 مليون شخص. و رفع ذلك معدل البطالة وفقا لمقاييس منظمة العمل العالمية إلي 5.1 % وهو اعلي مستوي له منذ ديسمبر متجاوزا معدل البطالة في الولاياتالمتحدة لبالغة 4.7% بينما يعد أقل من نصف المعدل في منطقة اليورو الأثني عشر البالغ 8.2%. ومن ناحية أخري ارتفعت العمالة في الثلاثة أشهر المنتهية في فبراير بحوالي 76.000 عامل مقارنة بالثلاثة أشهر لتصل إلي 28.84 مليون وهو أعلي عدد منذ بداية تسجيل هذه القراءات في 1971. ولم يتغير معدل العمالة عن 74.5%. الفائدة وجدير بالذكر ان البنك المركزي أبقي علي أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.5% للشهر الثامن في 6 أبريل وقد تخلي المستثمرين عن رهونهم الفائدة هذا العام نتيجة العلامات الواضحة علي سرعة النمو والتضخم. وقد سجل تضخم الأسعار الاستهلاكية المعدل المستهدف 2% في فبراير مدفوعا بارتفاع أسعار الطاقة.