اظهرت الاعلانات الاخيرة عن ميكروسوفت العاملين في مكاتبها كديناصورات تتشبث بعصر مضي وهذا بالاحري اتهام يمكن توجيهه الي الشركة ذاتها كشركة منتجة للبرمجيات. وتقول مجلة الايكونومسيت ان ميكروسوفت تكسب اكثر من نصف ايراداتها السنوية البالغ حجمها 40 مليار دولار وكذلك الجزء الاكبر من ارباحها من منتجين اثنين فقط اولهما هو نظام التشغيل ويندوز والثاني هو برمجيات المكتب وهي عبارة عن برامج للكمبيوتر الشخصي تشمل برامج معالجة الكلمات وبرامج الجداول المحاسبية وكلا المنتجين اصبح عرضة للمنافسة الشديدة من تكنولوجيا اصبحت تغزو الاسواق حاليا وفي حين توزع البرمجيات البديلة مجانا عبر الانترنت فان منتجات ميكروسوفت لاتزال تباع عبر عمليات التسويق التقليدية. ويبدو ان التحدي الذي تواجهة ميكروسوفت يشبه التحدي الذي واجهته شركة IBM ذات يوم في بداية التسعينيات عندما بدأ العالم يتحول من استخدام اجهزة المينفريم الي استخدام اجهزة الكمبيوتر الشخصي.. ففي هذا العصر الجديدة اصبحت هوامش ارباح الهاردوير اقل من هوامش ارباح السوفت وير وهو امر استفادت منه ميكروسوفت في حينه.. ولكن ميكروسوفت الان اصبح وضعها مهددا مع تطور تكنولوجيا السوفت وير او البرمجيات الجديدة البديلة. ومصدر التهديد الذي تواجهه ميكروسوفت يرجع الي البرامج التطبيقية التي تغير طريقة استخدام الناس للكمبيوتر وهي برامج صارت منتشرة مجانا علي الانترنت وبدلا من شراء برمجيات انظمة التشغيل وملحقاتها من ميكروسوفت صار في مقدور مستخدمي الكمبيوتر الحصول علي البرامج البديلة مجانا عبر الانترنت ومثلما تقدم شركات امازون وجوجل واريباي خدماتها عبر الشبكة الدولية صارت شركات البرمجيات تبيع برامجها من خلال خدمة الاشتراك التي يمكن الوصول اليها بواسطة متصفح الانترنت. ومن امثلة هذه الشركات شركة سيلزفورس دوت كوم التي تبيع برمجيات الادارة وهناك شركات اخري تقدم برمجيات المحاسبة وغيرها بل اصبحت هناك ايضا برامج بديلة المعالجة الكلمات والجداول المحاسبة. وهذه التحولات الضخمة في عالم الكمبيوتر استغرقت وقتا طويلا بسبب مشاكل التسويق وحتي فكرة تسويق البرمجيات عبر الانترنت مباشرة كانت هي الاخري في حاجة الي وقت.. والحقيقة ان برمجيات ميكروسوفت لاتزال مربحة لانها تتمتع بوضع شبه احتكاري وحتي مع انتشار تسويق البرامج البديلة عبر الانترنت فإن ميكروسوفت ستظل تتمتع بوضعها المربح هذا لفترة من الوقت. ولكن هذا لاينفي كما تقول - الايكونوميست - ان ميكروسوفت صارت مهددة في الاسلوب الذي تصنع به ايراداتها وارباحها فالبرمجيات لم تعد تباع علي قرص مدمج مقابل مبلغ محدد وانما صارت تباع كجزء من اشتراك المستخدم في الموقع الذي يبيعها عبر الانترنت بل ان مواقع بعض الشركات مثل جوجل تقدم تلك البرمجيات البديلة بالمجان وتحول ذلك عن طريق الاعلانات وفي الشهر الماضي قامت جوجل بشراء الشركة التي صنعت برنامج رايتلي وهو برنامج اصبح ذائعا لمعالجة الكلمات ويعتبر منافسا خطيرا لبرنامج ميكروسوفت وورد. ويقول جورج كولوني رئيس شركة الابحاث التكنولوجية فورستر ان شركة ميكروسوفت تواجه الان اكبر تحد في تاريخها خصوصا من الشركات التي تقدم برمجياتها البديلة دون مقابل .. وهناك دلائل علي ان ميكروسوفت بدأت تشعر بوطأة هذا التحدي فقد اعلنت في الايام الماضية انها ستؤخر تقديم نسختها الجديدة من برنامج النوافذ والمسماة باسم VISTA وكذلك النسخة الجديدة من برامج المكتب وذلك حتي مطلع العام القادم 2007 كما اعلنت اخيرا ايضا عن اعادة تنظيم القسم المنتج لبرامج النوافذ. واستجابة لتلك التحديات الجديدة قامت ميكروسوفت في الخريف الماضي باعادة هيكلة نظامها الاداري واصبحت اقسامها السبعة تحت قيادة ثلاثة رؤساء كلهم خبراء في الادارة قبل الجانب الفني كما تبحث حاليا ربط قسم النوافذ بموقعها المعروف علي الانترنت MSN بما يعني ان برمجيات النوافذ يمكن ان تباع في المستقبل عبر الانترنت او حتي بعض مكوناتها بالمجان. اكثر من ذلك فقد استعانت ميكروسوفت في العام الماضي بخبير من الخارج هو راي اوزي وهو من اكبر خبراء التكنولوجيا العالمية لبحث سر عجز ميكروسوفت عن انتاج برمجيات في درجة نجاح جوجل سيرشي وبلاك بري واي يود وقد اوصي هذا الخبير بأن تجعل ميكروسوفت في كل برمجياتها مكون او اكثر يتم تقديمه عبر الانترنت بمقابل او بدون مقابل وكثمرة لهذه التوصية خرجت برمجيات ويندوز ليف واوفيس ليف وهي برمجيات يمكن الحصول عليها عبر الانترنت. وباقتصار فان ميكروسوفت تحاول ان تجعل من التحدي فرصة ومن تسويق البرمجيات عبر الانترنت مصدرا جديدا للدخل وقد نجح موقع MSN بالفعل في الحصول علي شريحة طيبة من كعكة اعلانات الانترنت البالغ حجمها 10 مليارات دولار وهذه مجرد خطوة علي الطريق .. وهو طريق تواجه ميكروسوفت عليه عقبات ومشاكل فنية وتنظيمية كثيرة وقد اصبح لدي ميكرو