قليلون داخل تايم وارنر أكبر شركات الميديا في العالم هم الذين يتحدثون بالخير عن أمريكا أون لاين AOL قسم الانترنت في هذه الشركة العملاقة.. كذلك فإن القادة التنفيذيين في تايم وارنر الذين كانت لديهم حصص أسهم في عام 2000 عام اندماج الشركتين AOL وتايم وارنر لا يمكنهم أن ينسوا أن مدخراتهم قد ضاعت في الهواء بسبب هبوط سعر سهم الشركة بنسبة 75% عقب الاندماج. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إنه بعد مضي خمس سنوات علي الاندماج لا تزال AOL هي رجل تايم وارنر المريض إذا قورنت بالأقسام الأخري في عالم التليفزيون والسينما والنشر.. وقد أوشكت تايم وارنر علي أن تقرر ما إذا كانت سوف تتخلص من هذا المريض بالبيع أو بأية صورة أخري بل إنها تبحث الاَن بالفعل بيع أجزاء من AOL أوروبا. ويقول لاري هافرتي مدير صندوق الاستثمار في جابيللي جلوبال مالتميديا إن بعض الأطباء لا يزال لديهم أمل ولكن مع قدوم الخريف هذا العام ستكون تايم وارنر قد حسمت أمرها غالبا بالبيع. ولعلنا نذكر أن AOL في التسعينيات أي في السنوات الأولي للانترنت قد ازدهرت اعتمادا علي ثلاثة مصادر هي الإعلان والمشتركون في الخدمات المتصلة والتجارة الالكترونية.. أما الاَن فقد تقلص عدد المشتركين في خدمات AOL بسبب انصرافهم إلي الشركات المنافسة، وقد كان لدي AOL نحو 27 مليون مشترك عام 2002 هبطوا في عام 2006 إلي نحو 18 مليون مشترك فقط أي أن AOL تخسر سنويا عدة ملايين من المشتركين في خدماتها، وفي الربع الأول من العام الحالي هبطت إيراداتها بنسبة 7% لتصبح ملياري دولار، أما أرباح التشغيل فقد هبطت 17% لتصبح 442 مليون دولار وهو ما أثر بالسلب علي نتائج تايم وارنر في مجموعها. وتحاول امريكا اونلاين AOL زيادة ايراداتها من الاعلانات. ولاجتذاب اكبر عدد من متصفحي الانترنت فتحت ابواب مواقعها امام الجميع واتاحت لهم اجزاء من المحتوي الذي تقدمه بالمجان بعد ان كانت تقدم للمشتركين فقط.. ويعتقد معظم المحللين ان هذه استراتيجية جيدة ولكن المستثمرين الذين اضيروا كثيرا من قبل باتوا غير صبورين واصبحوا يريدون نتائج سريعة لمكاسب شركتهم من الاعلان ولكن ذلك لن يحدث قبل مرور سنوات. ويقول المستثمر الغاضب كارل ايكاهن ان سعر سهم تايم وارنر في هبوط مستمر ولم يرتفع ابداً منذ الاندماج وان السبب في ذلك هو الاداء الفقير لشركة AOL. كما ان المحللين في البورصة لا يجدون سببا يدفعهم الي توصية زبائنهم بشراء اسهم تايم وارنر. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان احدي المشكلات الكبري في AOL هي حرصها علي توظيف اكبر الكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات مقابل اجور كبيرة.. وعلي جانب اخر فإن AOL بدأت تستغني في الفترة الاخيرة عن جزء من عمالتها حيث سرحت 7% من عمالها خلال مايو الحالي بل ان هناك شائعات تدور حول احتمال استغنائها عن بعض الكفاءات القيادية العاملة لديها. ورغم ذلك يري ريتشارد بارسونز الرئيس التنفيذي لتايم وارنر ان AOL هي بصمة تايم وارنر علي الانترنت. وهذه الرؤية الايجابية لوضع AOL كان لها مايبرزها في العام الماضي عندما اشترت جوجل 5% من AOL مقابل مليار دولار وذلك علي الرغم من ان جوجل كانت تريد منع تحالف AOL مع ميكروسوفت ضدها ولاشيء اكثر من ذلك. وعموما فقد بدأت AOL تحقق بعض النجاح في استراتيجيتها الاعلانية الجديدة ولكنه نجاح لا يزال محفوفا بالمخاطر. وعلي سبيل المثال فإن AOL تدعي ان نصف زوارها في الشهر هم من المشتركين ومعني هروب المشتركين منها هو هبوط عدد زوارها وعدد ما يتصفحونه من صفحاتها وبالتالي تراجع جاذبيتها للاعلان والمعلنين. وعموما فإن الشركة تجاهد لزيادة عدد زوارها وقد امكنها بالفعل تبعا لذلك زيادة حجم اعلاناتها في الربع الاول من هذا العام بنسبة 26% ليصبح 392 مليون دولار او نحو خمس جملة ايرادات AOL ورغم ان هذا اداء مقبول فإن مقارنته مع اداء ياهوو خلال نفس الربع ليس في صالح AOL حيث زادت ياهوو ايراداتها الاعلانية بنسبة 35% خلال تلك الفترة المقارنة. وفي حين تواصل AOL اجتهاداتها من اجل جذب المشتركين والمتصفحين فإن كثيراً من الخبراء يرون ان عالم الانترنت قد تطور تطوراً كبيراً في السنوات الست الاخيرة وظهرت شركات منافسة من كل لون لشركة AOL التي لاتزال تجلس بجوار الحائط.. اضف الي ذلك انه لا يوجد تنسيق بين AOL وبين ما تقدمه اقسام التليفزيون والسينما والنشر في تايم وارنر من انتاج رقمي وتلك نقطة ضعف اخري خطيرة في موقف AOL داخل امبراطورية تايم وارنر الاعلامية وهو امر يرجح ان قرار التخلص من AOL بالبيع لن يتأخر كثيرا.