تحل اليوم الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الفنان القدير يوسف داود، أحد أبرز الوجوه في عالم الكوميديا المصرية، وصاحب الطلة الفريدة والصوت المميز الذي لا يُنسى وحضور لا يغيب. تميز يوسف داوود بأسلوبه المتفرد وصوته المميز، ونجح في تقديم أدوار متنوعة جذبت انتباه الجمهور والنقاد على حد سواء. رغم أن أغلب أدواره كانت تميل للطابع الكوميدي، إلا أن أداءه كان دائما يحمل عمقا ووقارا خاصا به. ولد يوسف جرجس صليب يوم 10 مارس 1938 في مدينة الإسكندرية، وتخرّج في كلية الهندسة قسم كهرباء عام 1960، وعمل مهندسًا لفترة طويلة قبل أن يقرر أن يخوض تجربة جديدة في عالم الفن، فالتحق بالدراسات الحرة في التمثيل، وكانت انطلاقته في منتصف الثمانينيات. يوسف داود موهبته لفتت الأنظار سريعًا رغم بدايته المتأخرة، إلا أن موهبته لفتت الأنظار سريعًا، فشارك كبار نجوم الكوميديا في أعمالهم السينمائية والتلفزيونية، بداية من مسرحية "زقاق المدق"، ثم فيلم "زوج تحت الطلب" عام 1985، إلى جانب فؤاد المهندس وعادل إمام، والذي كان بمثابة بوابة عبوره إلى قلوب الجمهور. عرفه الجمهور بلقب "مهندس الضحك"، حيث تنوعت أدواره بين الكوميديا والدراما، وبرز بشكل خاص في أدوار الأب ورجال الشرطة والقضاة، ومن أشهر أعماله التلفزيونية: السوق ورياح الشرق وأنا وأنت وبابا في المشمش . وحكايات زوج معاصر وجحا المصري وابن الأرندلي وعصابة بابا وماما والزناتي مجاهد وشباب رايق جدا ورأفت الهجان والبراري والحامول وخليها على الله وأحلام في البوابة و7 شارع السعادة وغيرها من الأدوار التي أجاد فيها تجسيد الشخصيات الهادئة صاحبة الهيبة وخفة الظل في نفس الوقت. خلال مشواره، شارك في ما يقرب من 40 فيلمًا، ومنها (زوج تحت الطلب)، (سيداتي آنساتي)، (السادة الرجال) (كراكون في الشارع) بالإضافة إلى عدد كبير من المسرحيات ومنها (الميليونير الصعلوق)، (مراتي مديرة عصابة) وبقي اسمه حاضرًا في ذاكرة الفن حتى بعد وفاته في 24 يونيو 2012 عن عمر ناهز 74 عامًا. رحل يوسف داود، لكن صوته، وهيئته، وابتسامته المميزة، ما زالت حاضرة في كل مشهد قدمة، ليبقى واحدًا من العلامات المميزة في تاريخ الكوميديا المصرية.