لاشك ان موقف الادارة الامريكية وحكومة كندا من حركة حماس ينفي كل احاديث امريكا السابقة عن الحريات وحقوق الانسان والانتخابات الحرة لقد دخلت امريكا علي العالم العربي بقصة طويلة عن الديمقراطية وانها جاءت رسول حريات لهذه الشعوب المغلوبة علي امرها بعد ان دمرتها النظم الاستبدادية التي حكمت العالم العربي سنوات طويلة.. وصدق العرب ما قالت امريكا وظهرت مجموعات كبيرة من الحواريين في الاوساط السياسية والاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني تسبح باسم المنقذ الجديد.. ولكن امريكا لم تستطع ان تضلل الشعوب العربية وقتا طويلا لقد تكشفت الحقائق واتضحت الصورة كانت البداية عندما اقتحمت قوات الاحتلال الامريكي بغداد تحت شعار كشف اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق واتضح بعد ثلاث سنوات من الاحتلال ومائة الف شهيد من ابناء الشعب العراقي ان العراق لايملك اسلحة دمار شامل او غير شامل.. واعلنت امريكا انها تريد سلاما حقيقيا بين العرب واسرائيل وانها ستضمن قيام دولة فلسطينية بجانب اسرائيل وطالبت الشعب الفلسطيني بأن يعبر عن موقفه بحرية كاملة وعندما اختار الشعب الفلسطيني حركة حماس وقام بتشكيل الحكومة ثارت امريكا وقطعت المعونات وهددت كل من يتعاون سواء مع حماس من دول المنطقة او الدول الغربية واخيرا قررت الادارة الامريكية انها لن تتعامل نهائيا مع حماس.. ولاشك ان هذا التناقض الصريح في خطاب ومواقف الادارة الامريكية يعكس تلك الازدواجية التي تمارسها في سياستها الخارجية انها لاتريد ان تغضب اسرائيل وهي ليست جادة في مواقفها ووعودها للشعب الفلسطيني وبجانب هذا فان فشل امريكا في العراق انعكس علي كل مواقفها الاخري في المنطقة فقد ساءت العلاقات بينها وبين سوريا ودخلت في مواجهة حادة مع ايران حتي اصدقاء امريكا في المنطقة فقدوا ثقتهم في مصداقية الدولة العظمي الوحيدة.. والان تجمد كل شيء بين اسرائيل والفلسطينين عندما وصلت حماس للسلطة وهذا يؤكد ان اسرائيل لاتبحث عن سلام حقيقي عادل ولكنها تبحث عن صفقة تسرق بها المزيد من الارض والمزيد من الامن والاستقرار ولكن لا سلام بدون الشعب الفلسطيني ولا امن بغير استعادة حقوقه ولهذا فان معركة حماس مع اسرائيل هي حرب من اجل السلام اذا كانت اسرائيل ترغب بالفعل في تحقيقه.