منذ عامين وربما أقل جاءت الآنسة كونداليزا رايس الي الدول العربية تطالب حكامها بفتح الابواب للديمقراطية وحقوق الانسان وحملت صورة شرق أوسط جديد يتجاوز حدود العالم العربي تركيا وإيران وكان هذا التصور يعكس احلام الامبراطورية الامريكية التي رسمها الرئيس بوش وبدأت باحتلال العراق.. يومها صدقنا الآنسة رايس وهي تتحدث عن الحريةوحقوق الانسان وان الحكومات العربية سوف تسمع رأي الإدارة الامريكية.. وانزعجت الحكومات العربية من المطالب الامريكية وبدأت اجهزة الاعلام العربية والغربية تتحدث عن المستقبل الجديد لهذه المنطقة التي تعيد امريكا رسمها من جديد.. وخرجت اقلام كثيرة تتحدث عن المنقذ القادم من بلاد العم سام ليخرج العرب والمسلمين من عصور التخلف واستبداد الحكام، كانت شعارات الحرية أعلي كثيرا من صوت الرصاص في بغداد.. والبصرة.. ودخل العالم العربي في غيبوبة سريعة من البحث عن الحريات امام انزعاج الحكام.. هناك من حاول ان يركب الموجة فقام بتغيير السياسات ومناهج التعليم وخطب الجمعة وكتب التراث.. وبدأ الحديث عن حقوق المرأة والشواذ والمجتمعات المفتوحة.. وسرعان ما هدأ كل شيء.. فلا الحريات جاءت.. ولا الحكومات المستبدة ذهبت ولا المرأة حصلت علي حقوقها.. كل ما في الامر ان الادارة الامريكية غرقت في بغداد ودخلت في حالة من فقدان الوعي حتي الان.. وشتان بين زيارات رايس التسع للعواصم العربية خلال ثلاث سنوات وزيارتها الاخيرة التي جاءت لكي تسترضي الحكام العرب الذين كانوا بالأمس يواجهون رفضا أمريكيا لكل ما يفعلون داخليا وخارجيا، نسيت الآنسة رايس في زيارتها الاخيرة كل ما قيل عن حقوق الانسان والحريات والحكومات المستبدة.. وبدأ الحديث فقط عن العراق وكيف تستطيع القوات الامريكية ان تحقق فيها نصرا.. وكان هناك حديث آخر عن ايران وكيف انها تهدد مستقبل العرب.. وصدق العرب بسذاجة شديدة ان ايران وليست اسرائيل هي العدو الحقيقي.. وان المقاومة العراقية وليس الجيش الامريكي المحتل هي اعداء هذه الامة وصدق العرب ايضا ان رايس قد جاءت لانقاذ الحكام من شعوبهم وان امريكا لا تهتم من قريب او بعيد بالشعوب وحرياتها ولكن المهم الان كيف تستعيد امريكا هيبتها في المنطقة العربية بعد ان خسرت كل شيء