تصدي د.فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بحزم لنواب في المجلس حاولوا انشاء كتلة برلمانية بوضع اليد. والحكاية ان احد النواب الذين ينتمون لجماعة الاخوان المحظورة في رده علي بيان الحكومة قال انه يرفض باسم الكتلة الاسلامية وصفق له زملاؤه من النواب الذين ينتمون لنفس التيار ظنا منهم بانهم يستطيعون تسجيل كتلتهم عن طريق وضع اليد بهذه الطريقة، ولكن الدكتور سرور كان يقظا كعادته لهذه المناورة فأحبطها علي الفور وشطب العبارة من المضبطة ليضع الامور في نصابها الصحيح. وربما ظن نواب الاخوان "المحظورة" في المجلس ان الادارة السياسية للجلسات التي برع فيها الدكتور سرور، واعطاءه الفرصة للنواب ان يقولوا رأيهم وفق اللائحة تسمح لهم بالمغالطة فجأة وخطف اعتراف بهم ككتلة برلمانية في لحظة "ما". والمعروف ان د.سرور يدير جلسات المجلس بصورة متوازنة وقد نجح تماما في نزع فتيل الازمات بادارة الحوار بطريقة سياسية مع الاحتفاظ بالمراكز القانونية للأغلبية والمعارضة وعدم استخدامها الا عند اللزوم وبالتالي يوفر د.سرور لعضو مجلس الشعب مناخا غير متوتر يستطيع فيه ان يشعر انه نائب عن الشعب وليس مجرد نائب عن حزب او مجموعة سواء كانت في صف الاغلبية او المعارضة.. ولا يظهر تأثير ترجيح الاغلبية الا عند التصويت فقط لحسم النقاش حول موضوع معين، وبالتالي تكون المسافة بين طرح الموضوع للمناقشة واللجوء الي اتخاذ قرار بالتصويت كافية للحوار السياسي وابداء الرأي والتداول وانصهار الاراء والملاحظات حتي يكون الجميع مرتاحين سواء أكان القرار مؤيدا لوجهة نظرهم ام لا. والحقيقة ان خبرة د.سرور الطويلة في ادارة المجلس ارست قواعد برلمانية واسلوبا متميزا ابتعد بالمجلس عن جو التوتر و المشاحنات التي يمكن ان تنشب اذا لم تلتزم المنصة منهجا ذكيا ومتوازنا في التعامل مع الاعضاء. المهم ان د.سرور - كما تقول التقارير - رفض "تسلل" نائب الاخوان واطلق صفارة تحذيرية وشطب عبارة الكتلة من المضبطة وقال للنواب المحتجين: هذا موضوع يخصكم وعليكم ان تصلوا الي المعني الذي تقصدونه بصورة قانونية ودستورية ثم بعد ذلك تتكلمون.. لا يوجد حزب لكم ولا مجموعة برلمانية ولائحة المجلس لا تعرف الا الاحزاب.. وهكذا احبط الدكتور سرور المحاولة التي لن تكون الاخيرة.