سجن ابو غريب في العراق اصبح علما علي اهدار حقوق الانسان وآدميته بعد فضائح التعذيب الوحشي التي ارتبطت باسم هذا المعتقل سواء في عهد الحكم المنتهي لصدام حسين او عصر حكم الاحتلال الامريكي للعراق. وتقول تقارير حول موضوع التعذيب في سجن ابو غريب ان نزلاءه حلت بهم لعنة التعذيب في كل العصور وان انتهاء حكم صدام لم يمنع بعض المرضي النفسيين من المشرفين علي السجن في عهد الاحتلال من ارتكاب افعال شنيعة بحق السجناء والذين تتهمهم السلطات في الغالب بالانتماء لجماعات مسلحة تعتدي علي قوات الاحتلال او تمارس القتل والتخريب في الشارع العراقي بوجه عام. وتسربت موجات من الصور لممارسات التعذيب في ابو غريب ترجع الي عام 2003 وتوثق لجرائم سادية وحشية في حق السجناء مثل تهديد المحتجزين بمسدس محشو بالطلقات ،صب الماء البارد علي السجناء العراة ، ضرب النزلاء بالعصا والكراسي طبقا لاقوال شهود استمعت اليهم لجنة ادانت عسكريين امريكيين بممارسة التعذيب بوحشية ، كما قرر الشهود ان المحتجزين من الرجال كانوا يهددون بالاغتصاب ووضع اشياء في اماكن حساسة من اجسادهم واجبارهم علي اتخاذ اوضاع جنسية شاذة ، واجبار الرجال علي ارتداء ملابس نسائية واستخدام الكلاب البوليسية للشرطة العسكرية بالتخويف وترهيب السجناء. ونظرا لردود الفعل الدولية القاسية اضطر الرئيس الامريكي ووزراؤه الي الاعتذار عن هذه الافعال ونسبوها الي تصرفات شخصية للذين ارتكبوها وامروا بتقديم بعضهم للمحاكمة ،ولكن احكاما هزيلة في نظر المراقبين صدرت ضدهم مما عزز الشعور في العالم العربي والاسلامي بعدم حرية الامريكيين في الوقوف ضد تيار استخدام القوة في العراق وازدادت المطالبة برحيلهم. ولم تفلح الحملات التي بذلتها الادارة الامريكية في تحسين صورة امريكا في العراق ولا الزعم بأن الديمقراطية الامريكية هي التي كشفت الاخطاء في سجن ابو غريب في حين ان ممارسات صدام ضد العراقيين في سجن ابو غريب ذاته في العراق كله لم يفلح احد في كشفه الا بعد ازاحته. علي العموم تفكر السلطات الامريكية في غلق سجن ابو غريب سيء السمعة وتسليمه للحكومة العراقية .وتزمع نقل السجناء الي سجون اخري فربما ينسي الشعب العراقي ما حل به من مآس بعد تحريره من حكم صدام ليقع في ايدي حكم عصابات مسلحة تمارس الرهانات علي قتل وسفك دم الشعب بلا هواده. والسؤال: متي ينتقل الشعب العراقي من السجن الكبير الذي يعيش فيه الان تحت ارهاب المسلحين، والي اين يذهب؟! محمود التهامي