تصاعد تبادل الاتهامات والغضب العميق والرغبة في الانتقام في إيطاليا بعدما تحركت باريس لمنع شركة اينل الإيطالية العملاقة لمرافق الخدمات من دخول السوق الفرنسية. وباتت روما تشعر أخيرا بأنها لا تزيد علي كونها ساحة مفتوحة لرجال الأعمال من جارتها الشمالية مع رفض باريس أي معاملة بالمثل للمستثمرين الإيطاليين. وزادت تلك المشاعر حدة عندما أعلنت الحكومة الفرنسية في عجالة خططا للاندماج بين جاز دو فرانس التي تسيطر عليها الحكومة ومجموعة سويز الخاصة لمرافق الخدمات في مسعي لاتقاء عرض متوقع من شركة اينل لشراء سويز. ومن المقرر أن يعقد المجلسان الإشرافيان لشركتي سويز وجاز دو فرانس الفرنسيتين لمرافق الخدمات اجتماعين منفصلين يوم الأحد لصياغة بنود الاندماج المزمع بينهما. وقالت مصادر قريبة من المحادثات إنه من المتوقع أن يعلن في وقت لاحق عن تفاصيل صفقة الاندماج التي سينتج عنها شركة طاقة عملاقة تتجاوز قيمتها السوقية المشتركة ال 72 مليار يورو "85.6 مليار دولار". ورفضت جاز دو فرانس وسويز التعليق علي التحركات السعرية تجاه إتمام الاندماج الذي أزعج اتحادات العمال الفرنسية وقد يثير مخاوف المفوضية الأوروبية من أنه قد يمثل انتهاكا لمبدأ حرية انتقال رؤوس الأموال. وقال جون فرانسوا كوبيه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إن سياسة الحكومة التي يديرها يمين الوسط ليست تدخلية أو حمائية لكنها شيء حديث.. لدينا هنا قرار مرتبط باتجاه وطني حديث في الاقتصاد. لكن الساسة والصحف في إيطاليا لم ينظروا إلي القضية من نفس الزاوية.. وندد الساسة من كل ألوان الطيف السياسي في إيطاليا بالقرار الفرنسي فيما حذر جوليو تريمونتي وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي في غضب من عواقب وخيمة إذا لم يتدخل الاتحاد الأوروبي. وقال تريمونتي: لا يزال بإمكاننا منع دول الاتحاد الأوروبي من بناء حواجز وطنية.. ما لم نفعل ذلك فإننا نخاطر بتكرار تداعيات أغسطس 1914 في إشارة إلي بداية الحرب العالمية الأولي.