رصد عدد من المصرفيين تراجع التعامل بالكمبيالة فيما بين البنوك والعملاء خلال الفترة الماضية ومنذ بدء تطبيق أحكام قانون الشيك، كما رصدوا تراجع في عمليات البروتستو أو دعاوي الإفلاس الناتجة عن عدم سداد عميل الكمبيالة للديون المستحقة عليه، في الوقت نفسه توقع هؤلاء المصرفيون عودة الكمبيالة للقيام بدورها المعتاد مرة أخري مستقبلاً خاصة في ظل تفضيل الكثير من العملاء التعامل بالكمبيالة خوفاً من عقوبة الحبس إذا هم تعاملوا بالشيك وفشلوا في سداد قيمته. يقول عمرو الجنايني مدير عام العمليات الخارجية بالبنك التجاري الدولي CIB مصر إنه من حق البنك أو العميل الدائنين في حالة عدم سداد الكمبيالة من جانب العميل المدين أن يرفعا دعوي إفلاس ضده بعد أن يقوم البنك "ببرتسة" الكمبيالة وعدم وجود حساب أو رصيد للعميل المدان. ويضيف مدير عام العمليات الخارجية ب CIB مصر أن التعامل بالكمبيالة بين البنوك والعملاء تراجع إلي حد ما خلال الفترة الماضية وبعد تطبيق قانون الشيك حيث يفضل العملاء والبنوك اللجوء إلي الشيك لأن قانون الشيك يحمل صيغة قانونية أقوي من الكمبيالة فمصير عميل الكمبيالة المدني هو إقامة دعوي إفلاس ضده أما مصير عميل الشيك الذي لم يسدد طبقاً لأحكام القانون التعرض للحبس أو الدفع الفوري. ويتوقع الجنايني أن تعود "الكمبيالة" لأداء دورها مرة أخري في المعاملات التجارية إلي جانب الشيك لأن كثيراً من العملاء يرغبون في التعامل الآمن بينهم ولا يلجأون إلي استخدام الشيك خوفاً من عقوبة الحبس في حالة عدم الدفع. سعر الفائدة ويوضح الجنايني أن البنوك التي تتعامل بالكمبيالات تحصل علي مصاريف وفوائد علي التحصيل وهذه الفائدة تختلف من كمبيالة لأخري طبقاً لحالة السداد للعميل، فإذا كان العميل مضموناً لدي البنك فان البنك يصرف قيمة الكمبيالة للعميل الدائن ويخصم منه مصاريف وفائدة الصرف حتي إذا كان تاريخ الكمبيالة آجلاً.. أما الحالة الثانية وهي إذا كان المدين غير معروف للبنك فان البنك يقوم بعمل بروتستو للكمبيالة إذا لم يدفع العميل المدين قيمتها للعميل الدائن ويسير البنك في إجراءات رفع دعوي إفلاس "بروتستو" للعميل المدين من خلال إعطاء العميل الدائن ما يفيد ذلك من خلال اعتماد كشف حساب للعميل المدين موثق من إدارة البنك للعميل الدائن حتي يقوم برفع دعوي إفلاس للعميل المدين بالمحاكم، ويحصل علي حقه بعد إشهار إفلاسه. ويوضح الجنايني أن العميل المدين يقوم بتعيين وكيل عنه لعملية التفليسة إلي أن يتم توزيع ممتلكات وأصول العميل المدين علي العملاء الدائنين. ومن جانبها تقول نادية مختار عبدالعظيم مدير عام بنك القاهرة فرع عدلي إن هذا الفرع هو الوحيد في مصر الذي أنشأ إدارة عامة لأعمال الكمبيالات في إطار برنامج ضخم يتم تحديثه وتطويره كل فترة قصيرة بناءً علي معلومات يحصل عليها من جميع البنوك والبنك المركزي لمراكز العملاء المالي وحجم ديونهم. وتضيف نادية مختار أن بنك القاهرة يفتح الباب أمام جميع البنوك المصرية وجميع العملاء المتعاملين بالكمبيالات ويقوم بإنهاء جميع المشكلات المتعلقة بالكمبيالات ورفع دعاوي إفلاس ضد العملاء غير القادرين علي سداد ديونهم للدائنين. وتوضح مدير عام بنك القاهرة "عدلي" أن هذه الإدارة تعمل منذ فترة طويلة وتحقق عائداً مناسباً للبنك والعميل أيضاً الذي يتعامل بالكمبيالة ويرفض التعامل بالشيك حيث إن البنك يسارع بإصدار صحيفة إفلاس للعميل المدين لصالح، إما البنك الدائن أو العميل الدائن والذي يستطيع أن يحصل علي حكم إفلاس من المحكمة وعن طريقه يحصل علي حقه من العميل المدين. ومن جانبه يوضح محمد رضوان نائب رئيس بنك الإسكندرية أن البروتستو يختلف تماماً عن الإفلاس، فالبنك يقوم بعمل بروتستو لأي عميل دائن لعدم حصوله علي مستحقاته من العميل المدين أي بمعني "يبرتس" الكمبيالة المقدمة من العميل الدائن ضد العميل المدين، أما الإفلاس فهو تتعلق بالمحاكم وليس البنوك عن طريق رفع دعوي أمام المحكمة ضد العميل المدين. ويوضح رضوان أن الإفلاس له حالتان، الأولي يكسبها العميل الدائن وبعدها يحصل علي حقوقه ضمن مجموعة العملاء الدائنين، والأخري هي أن العميل المدين يرفع دعوي مناظرة ويقدم ما يثبت أنه غير مفلس ولديه سيولة فيخسر العميل الدائن الدعوي أمام المحكمة. مصاريف مختلفة وعن مصاريف "برتسة" الكمبيالة يوضح نائب رئيس بنك الإسكندرية أن هذه العملية مشهورة جداً بالبنوك وقبل العمل بالشيكات فالمعروف أنه بعد أن أعطي البنك المركزي الحرية للبنوك في تحديد سعر الفوائد والمصاريف علي الخدمات اختلف كل بنك عن الآخر في تحديد المصاريف والفوائد المحصلة علي هذه الخدمة فكل بنك يضع ما يناسبه من مصاريف وفوائد علي الخدمة المقدمة وتتنافس البنوك في هذه الخدمة لجذب أكبر عدد من العملاء لديها. ويشير رضوان إلي أن تحصيل الكمبيالات وعمل البروتستو خدمة مصرفية عادية اشتهرت بها البنوك منذ بدء نشاطها المصرفي ولا تقتصر علي بنك من البنوك بعينه ولم تطرأ أوضاع جديدة عليها وإنما إجراءاتها لازالت كما هي في جميع البنوك. ويوضح رضوان أن حجم التعامل علي الكمبيالات قل كثيراً الآن عن السابق والسبب في ذلك لجوء بعض البنوك والعملاء إلي التعامل بالشيكات وتفضيلها عن التعامل بالكمبيالات لأنها أسرع في التحصيل وفي الحصول علي حقوقهم لأن عميلها يخشي من عقوبة الحبس التي يطبقها قانون الشيك.. علاوة علي أن عملية إشهار الإفلاس ضد عميل الكمبيالة تأخذ وقتاً طويلاً وممكن أن تسفر عن ضياع حق البنك أو العميل الدائن إذا قدم العميل المدين أو البنك المدين مستندات تثبت عكس ذلك.