إذا كان لديك أموال وترغب في استثمارها بشكل آمن فأنت في هذه الحالة في حاجة إلي نصيحة، والنصيحة يجب ان تكون علي لسان محللين ومحترفين في إدارة الأموال، واذا كانت النصيحة سهلة في قضايا البورصات وأسواق الأسهم والسندات فانها تبدو شديدة التعقيد في الأمور المتعلقة بالعملات الرئيسية كالدولار والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري، وإذا وجدت من ينصحك في الصباح باقتناء العملة الأمريكية فان هذه النصيحة قد تتغير في المساء، بل ربما تتغير بعد دقائق من صدورها. وهنا تبدو مسألة النصائح في مجال الاستثمار مسألة معقدة وصعبة ولكن مع الاعتماد علي بعض الأرقام التحليلية والمعلومات المتاحة عن أسواق المال والعملات فان النصيحة قد لا تبدو نوعاً من التنجيم والشعوذة ولكنها قد تكون مصدر سعادة للمستثمر، حيث يمكن أن ينجم عنها تحقيق ثروات ضخمة في فترة قصيرة جداً. واذا كان البعض يفضل إيداع أمواله بالعملات الأجنبية في أحد البنوك المحلية أو الخارجية لتحقيق أعلي معدلات من الأمان بغض النظر عن الأرباح المحققة، فان آخرين يفضلون اقتحام عالم المخاطر لأنه الطريق الأسرع لتحقيق ثروات في فترات قصيرة نسبياً. وما بين تفضيل البعض لمبدأ "الأمان" وشغب البعض الآخر وتفضيله لعنصر "المخاطرة" يبقي السؤال المطروح من قبل أصحاب الثروات والأموال هو: أين أستثمر أموالي؟ وما الفرص الاستثمارية المتاحة في الأسواق العالمية؟ وهل صحيح ان الدولار هو العملة الأفضل عالميا علي مستوي الاستثمار؟ وماذا عن اليور والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري؟ وإذا كان الاقتصاد الياباني يعاني من مشاكل.. فهل سينعكس ذلك علي العملة اليابانية "الين"؟ واذا كان البعض ينصح بأسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا باستثناء اليابان، فماذا عن أسواق السندات خاصة الأمريكية والأوروبية؟ وهل صحيح أن السوق الأخير ما يزال الملاذ الآمن للاستثمار؟ وإذا كان سوق السندات كذلك.. فماذا عن سوق الذهب الذي نصح كثير من المحللين أصحاب الثروات بالتركيز عليه في الفترات المقبلة، خاصة أن الذهب يعد البديل الأمثل للدولار الضعيف. الدولار.. قوي أم ضعيف؟ محمد طه المدير العام للبنك المصري الأمريكي وأحد أبرز المتخصصين في شئون العملات في مصر ينصح أصحاب الثروات بالاستثمار في الدولار، ويبني نصيحته علي عدة عوامل أبرزها: * أن العملة الأمريكية تمنح أعلي سعر فائدة علي الإيداعات بها إذا ما تمت مقارنتها بالأسعار الممنوحة علي العملات الرئيسية الأخري وعلي رأسها اليورو الأوروبي والجنيه الاسترليني والين الياباني والفرنك السويسري. * أنه لا يوجد في المستقبل القريب أية مؤشرات بشأن رفع البنك المركزي الأوروبي برئاسة د. جون تريشيه أسعار الفائدة علي اليورو لتعادل الأسعار الممنوحة علي العملة الأمريكية أو حتي تقترب منها. * أن هناك توقعات قوية بمواصلة مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بمواصلة سياسة رفع أسعار الفائدة علي الدولار ليصل إلي 5% وربما أكثر رغم تعيين رئيس جديد للمجلس هو بن برنانكي بدلاً من آلان جرينسبان الذي ظل متربعاً في موقعه لمدة تصل إلي 18 عاماً. ورغم المبررات التي ساقها محمد طه في إطار نصيحته للمستثمرين باقتناء الدولار باعتباره أفضل العملات علي مستوي الاستثمار فان محللين دوليين يعملون بمؤسسة ميريل لينش احدي كبري المؤسسات العالمية في إدارة الاستثمارات الخاصة ينصحون المستثمرين بالابتعاد عن الدولار لصالح العملات الرئيسية الأخري وذلك خلال عام ،2006 ولدي هؤلاء المحللين مبررات أيضاً بالنصيحة حيث يتوقعون إصابة الدولار بحالة من الضعف مقابل العملات الرئيسية خلال العام الجاري. وعلي سبيل المثال فان توم سوانيك مخطط إدارة الثروات بمؤسسة ميريل لينش يوصي المستثمرين بالتركيز علي الاستثمار في الأسهم مقابل السندات، بل ويفضل للمستثمرين الأسهم غير الأمريكية علي أسهم الولاياتالمتحدة وذلك طوال النصف الأول من العام الجاري، كما يتوقع حدوث تحول من أسهم القيمة إلي أسهم النمو، ويري أنه لاتزال هناك إمكانية لارتفاع أسعار السلع، وينصح العملاء بالابتعاد عن العملة الأمريكية. النصيحة قد تكون خادعة ورغم تباين تحليلات توم سوانيك مع التحليلات التي ذهب إليها محمد طه، إلا أن عمرو الجنايني رئيس الاتحاد العربي لخبراء الأسواق المالية يخالف الرأيين حيث يؤكد علي صعوبة تقديم توقعات محددة للمستثمرين في مجال العملات، وقال إنه من الصعب أن أتوقع اتجاهات سعر الدولار في الفترة المقبلة، لأن ذلك يتوقف علي أشياء كثيرة من بينها مدي مواصلة مجلس الاحتياط الفيدرالي سياسة رفع أسعار الفائدة علي العملة الأمريكية من عدمه.