فيما تم أمس الإعلان عن حالات جديدة للإصابة بانفلونزا الطيور في خمس محافظات منها محافظتان جديدتان هما الدقهلية والبحيرة، شهدت المحافظات المصرية تحركات محمومة في محاولة لاحتواء هذه الكارثة، والتعامل مع اَثارها خاصة الاقتصادية والصحية.. انتشرت أمس في جميع المناطق مذابح ومحارق للتخلص من الدواجن في المنازل، فيما أغلقت محال البيع أبوابها بعد أن تصرفوا في بضاعتهم سواء بذبحها أو أكلها أو بإعادتها إلي أصحاب المزارع والتجار بعد فشلهم في بيع دجاجة واحدة منذ الإعلان عن وجود حالات إيجابية لانفلونزا الطيور قبل ثلاثة أيام واستمرار إعدام الطيور المصابة في المنازل وبعض المزارع حتي أمس. وفي سياق متصل طالب اتحاد منتجي الدواجن بوضع وتنفيذ برنامج عاجل تدعمه الحكومة لتشجيع البنوك علي تقديم قروض بدون فوائد تصل قيمتها إلي 500 مليون جنيه كمرحلة أولي مع وضع فترة سماح مناسبة لبدء سداد هذه القروض. وصرح أحمد الخياط رئيس الاتحاد عقب لقائه أمس علي رأس وفد كبير مع وزير الزراعة أمين أباظة بأن الاتحاد طالب بإعادة النظر في قرار حظر نقل الدواجن بين المحافظات وإغلاق محال البيع، واستبدال ذلك بتصاريح بيطرية للمزارع، موضحا أن طاقة المجازر لا تزيد علي 10% من الإنتاج، في حين كانت تستحوذ منافذ البيع علي 85% من الإنتاج. وأضاف المهندس محمد العناني عضو مجلس إدارة الاتحاد أنه تم طرح عدد من المقترحات للخروج من الأزمة الحالية التي كبدت صناعة الدواجن خلال الشهور الأربعة الماضية 2.2 مليار جنيه خسائر، وتشمل وضع اَلية لتعويض المنتجين عن الجدود والأمهات والكتاكيت الجاري إعدامها ودجاج التسمين الذي لا يمكن بيعه. يأتي ذلك في الوقت الذي أوضح فيه د. طالب علي الممثل الاقليمي لمنظمة الفاو في القاهرة أن مصر من أكبر الدول المتضررة من ذلك علي أكثر من مستوي، مشيرا إلي أن استثمارات صناعة الدواجن المصرية 17 مليار جنيه يعمل بها 2.5 مليون مصري فضلا عن أن 46% من استهلاك اللحوم في مصر يتركز في الدواجن وهو ضعف النسبة العالمية. وكان بيان لجنة متابعة مكافحة مرض انفلونزا الطيور قد أعلن أمس عن اكتشاف حالات جديدة إيجابية مصابة بانفلونزا الطيور، شملت محافظتين جديدتين، الأولي مزرعة لبنك الائتمان الزراعي بميت غمر ويتم إعدام 56 ألف دجاجة فيها، والثانية في مزرعة بالبحيرة وتم إعدام 4000 دجاجة بها. وظهرت 8 حالات إيجابية جديدة في مناطق متفرقة بالقاهرة وإعدام 1000 دجاجة، كما تم إغلاق حديقة الحيوان بالجيزة في إجراء احترازي بعد ثبوت إصابة 6 عينات حيث تم إعدام 563 طائرا فيها، كما تم رصد حالات إيجابية في 8 مناطق بالجيزة بفيصل والهرم والعجوزة ونزلة السمان والعمرانية وامبابة والوراق وصفط اللبن، ويجري فحص نفوق 134 من طيور مزرعة كلية زراعة جامعة القاهرة. وأكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة أنه تم فحص جميع المخالطين للطيور المصابة وعددهم 200 وجاءت النتائج سلبية مشيرا إلي أنه تم منذ 22 أكتوبر الماضي فحص 5000 مواطن من المخالطين بها، ولم يثبت وجود أي حالة إصابة بشرية. وفيما أعلن د. حمدي السيد نقيب الأطباء ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب أن المجلس سيناقش غدا الثلاثاء 30 طلب إحاطة تتناول انفلونزا الطيور، أعرب عن أسفه من اتخاذ هذه القضية كوسيلة للصراع السياسي تحاول المعارضة من خلالها اتهام الحكومة بالتقصير، وكانت اللجنة قد عقدت اجتماعا لها أمس سيعقبه اجتماع اَخر غدا لتقديم تقرير إلي المجلس حول عملية احتواء أزمة انفلونزا الطيور، وقال رئيس اللجنة إنه تم بحث تعويض أصحاب المزارع عن إعدام طيورهم وفق متوسط أسعارها في السوق وتعويض أصحاب عشش المنازل لتشجيعهم علي التقدم طواعية لهدمها. وقد استمرت أمس مظاهرات أصحاب مزارع الدواجن بالقليوبية أمام مبني المحافظة ببنها بعد قرار المحافظ المستشار عدلي حسين وقف التعامل في بورصة الدواجن وفروعها، ودعوا إلي إنشاء صندوق لتغطية خسائرهم الضخمة، وقد اتهم عبد الغفار يوسف مدير البورصة بعض أصحاب المزارع باستغلال الأزمة والحصول علي عينات من المزارع المصابة بهدف الحصول علي التعويضات، وأصدر عدلي حسين قرارا بأن يتم الإبلاغ عن الإصابة بمعرفة أطباء المديرية، وقال إنه سيتم عرض أي متحايل علي النيابة، كما قرر مجازاة عامل ادعي إصابته بفيروس انفلونزا الطيور. أما في محافظة أسيوط، فقد نفي اللواء نبيل العزبي ما تردد عن وفاة مهندسة زراعية كانت تعمل في إحدي مزارع المنيا بالفيروس، وقال إن تشريح الجثة أثبت ذلك، كما أثبتت فحوص علي عجوز ببني سويف عمره 70 عاما أن حالته التي تتشابه مع أعراض الإنفلونزا جاءت نتيجة انسداد في الرئة بسبب التدخين. وحول المخاوف من بعض منتجات الطيور، أكدت د. نبيلة الدغيدي رئيس شعبة البحوث البيطرية ورئيس لجنة الطوارئ الخاصة بلجنة الطوارئ أن المنتجات التي قد تنقل الفيروس تتمثل في اللحوم المدخنة واللانشون والبورجر، ووسائد ريش النعام، في حين لا توجد أية مخاوف من استخدام الادوية أو مستحضرات التجميل نتيجة تعرضها لدرجة حرارة تزيد علي 70% عند تصنيعها.