قبل ان تجف دماء الابرياء والبسطاء من المواطنين المصريين الذين ماتوا ضحية الجهل والاهمال والتسيب وغرقوا في مياه البحر الاحمر مع الباخرة السلام 98.. وقبل ان تهدأ التحقيقات وتسكت الاقلام عن الكلام المباح نضع امام المسئولين فكرة هذا المشروع القديم لعل وعسي ان يسهم في حل كثير من المشاكل ويخفف عناء المصريين الفقراء والبسطاء من ازمات التكدس والازدحام كما ان المشروع لو تم تنفيذه عندما قدمته شركة سيناء للنقل الدولي والسياحة قبل حوالي ثلاثة وعشرين عاما ربما قد خفف من حوادث الموت والغرق لهؤلاء المصريين المغلوبين علي امرهم. وفكرة المشروع كما جاء في دراسة شركة سيناء تتلخص في انشاء مرسي بنظام المنطقة الحرة الخاصة علي ساحل خليج العقبة في منطقة قريبة وذلك بغرض تشغيل عبارات لنقل الافراد والشاحنات والسيارات وغيرها في خطوط ومواعيد منتظمة الي كل من ميناء العقبة الاردني وميناء حقل السعودي. هذا المشروع كما يقول الدكتور اسامة خير الدين رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحاصلات البستانية ورئيس جماعة المؤسسين بشركة سيناء للنقل الدولي والسياحة صاحبة المشروع انه سوف يسهم في حل مشكلة التكدس الرهيبة التي نعاني منها سنويا في مواسم الحج والعمرة واجازات العاملين المصريين بالسعودية. هذا المشروع يختصر المسافة بين الحدود المصرية والاردنية والسعودية الي حوالي 17 كيلومترا وخفض المدة الزمنية الي ساعة واحدة لعبور البحر الاحمر بدلا من ست ساعات تقطع السفينة فيها حوالي 22 كيلومترا ما بين صبا السعودي وسفاجة المصري. واختيار منطقة قريبة من طابا نقيم فيها ميناء بدلا من السير مسافة طويلة اي نويبع والتعرض لمخاطر البحر. ويشير د.خير الدين الي حوالي 130 مليون ساعة مهددة تضيع هباء من عمر المواطنين المصريين باعتبار ان هناك حوالي مليون راكب سنويا بين السعودية ومصر بسبب ظروف الازدحام وتأخير مواعيد السيارات والتكدس والاهمال. ويؤكد خير الدين ان هذا المشروع سوف يحقق دخلا لخزينة الدولة حوالي خمسة مليارات جنيه في السنة الاولي لتشغيله وسيزداد هذا الرقم مع سنوات التشغيل بعد ذلك. والمواطن المصري لكي يسافر الي السعودية يمر برحلة طويلة وشاقة رغم انها قصيرة وميسرة عند الوصول الي طابا علي الحدود الفلسطينية او الاسرائيلية.. تصبح المسافة بين طابا والعقبة الاردني حوالي 12 - 15 كيلومترا ولكي يذهب الي العقبة فهناك اجراءات امنية وادارية بالرغم من عدم وجود ما يمنع من المرور حيث تربط مصر باسرائيل معاهدة سلام وتربط الاردن باسرائيل معاهدة ايضا.. وهناك ممر اسمه رأس النقب وهذا مدخل لاسرائيل وهو مثل العوجة وممر العوجة يستخدم حاليا اما المنفذ البحري لرأس النقب مغلق ولا نعرف السبب لذلك يضطر المسافر الي نويبع ان يتجه جنوبا ويسير لمسافة 65 كيلو مترا لكي يركب العبارة وطبعا العبارة تعود نفس المسافة التي قطعتها بالسيارة. لماذا اذناً لا نبحث عن موقع قريب من طابا لاقامة ميناء بحري اقرب النقاط الي العقبة الاردني او ضبا السعودي؟ ما اقرب النقاط المصرية الي الاردن والسعودية كما جاءت في الدراسة؟ اختيرت منطقة الخميرا باعتبارها اقرب مكان ممكن الي كل من ميناءي العقبة الأردني وحقل السعودي يتوافر فيها الشروط الفنية لرسو العبارات وبها منطقة خلفية تسمح بالامتداد ولها طريق اقتراب سهل.. حيث يمكن للدولة ان تقوم بانشاء رصيف يسمح بتراكم العبارات الصغيرة والسريعة التي تعمل بنظام المكوكي "شاكل".. ولقد قامت شركة سيناء للنقل الدولي والسياحة بمعاينة مجموعة من المراسي الموجودة بالمنطقة وهذه تصلح للاستخدام. وما المراسي التي يمكن استخدامها وتفضلها الشركة عن غيرها؟ يمكن استخدام كثير من المراسي اولها مرسي المقبلة ويصلح للاستخدام ومحمي من الشمال ومن الجنوب بصفة جزئية ويبعد عن ميناء حقل السعودي بمسافة 9.7 ميل بحري وميناء العقبة الاردني بمسافة 11.5 ميل بحري ويمكن مد رصيف من الشمال في اتجاه الجنوب بطول 120 - 140 متر تقريبا في اعماق 2 - 3 امتار للوصول الي الاعماق المأمونة 6 - 7 امتار ويمكن ايضا مد رصيف من الغرب في اتجاه الشرق ابتداء من الشاطي الصخري بطول 40 - 50 مترا منهم حوالي 10 امتار فوق الصخور العالية والباقي في مياه ضحلة 2 - 3 امتار للوصول الي الاعماق المأمونة. والثاني مرسي خميرة ويبعد عن نويبع بمسافة 48 كيلومترا ويمكن الوصول اليه بواسطة مدق طوله 3 كيلومترات ويبعد عن ميناء حقل السعودي بمسافة 15 ميلاً بحرياً وعن ميناء العقبة الاردني بمسافة 11.5 ميل بحري ويقدر طول الرصيف بحوالي 130 مترا للوصول للاعماق المأمونة..