أصابنا الملل من تكرار تهديد الولاياتالمتحدةالأمريكية لنا في كل مناسبة بقطع المساعدات المالية الأمريكية لمصر.. هذه التهديدات التي ينادي بها بعض أعضاء الكونجرس والادارة الأمريكية والتي أطلقها الرئيس إبان الحكم علي سعد الدين ابراهيم وهي التهديدات التي تتكرر مرة أخري في واقعة مماثلة هي الحكم علي أيمن نور رئيس حزب الغد ونسمعها الآن مصاحبة لقرار استثناء مصر من اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة لعدم سريان الاصلاح السياسي كما تراه أمريكا. والأمريكان كالعادة يضعون السم في العسل، ومع كل الكلام المعسول عن أن مصر حليف مهم وصديق إلا أنهم قرروا عدم اعطائنا أية مساعدات اضافية بما يتجاوز التزاماتها في كامب ديفيد... وهي مساعدات تقل عن ملياري دولار سنويا. والسبب أن أمريكا لا يعجبها ويغضبها كثيرا التشريعات المصرية بشأن نشاط وتمويل المنظمات والجمعيات المحلية الأهلية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، ومرة أخري لا تعجبها نتائج الانتخابات ولكم تمنيت بعد قراءة هذا الخبر في كل الصحف المصرية أن أقرأ ردا من الحكومة المصرية ممثلة في وزير الخارجية يرفض فيه جميع أنواع وأشكال المساعدات من دولة تدعي انها صديق في الوقت التي تسمح فيه لأعضاء الكونجرس وبعض الصحفيين في أجهزة الاعلام الأمريكية كما يسمح رئيس أمريكا ذاته لنفسه بأن يقول ما نصه إنه قرر عدم تقديم مساعدات مالية إضافية لمصر احتجاجا علي الحكم بالسجن للدكتور سعد الدين إبراهيم وهاهو تشيني النائب يقرر عقاب مصر بعدم ضمها إلي معاهدة التجارة الحرة. فإما أن نسمح لأمريكا بالتدخل في شئوننا الداخلية خاصة شئون القضاء وأما حرماننا من المساعدات والأفدح أن ساستنا لا نسمع لهم حسا أو تنديداً باستخدام المعونة.. لأنها من الشعب لأمريكي إلي الشعب المصري. ومن وجهة نظري فإن علي مصر أن تأخذ موقفا حازما من هذا التهديد المهين وقد ذكرت من قبل أن مصر تستطيع بسهولة أن تعوض هذا المبلغ التافه عن طريق السياحة أو أي مجال آخر بل زايدت وأقسمت ووعدت وأنا علي يقين أنه يمكن تعويض هذا المبلغ في مدة قد لا تتجاوزثلاثة شهور لو تكاتفت الجهود وأنيرت العقول واتحدت النوايا. كان هذا قبل اعتبار الحكومة أن السياحة هدف قومي والآن وخاصة بعد الغاء عدة قوانين في الضرائب والغاء الحق في سن قوانين عشوائية سواء في الرسوم أو غيرها.. من يستطيع وسط كل هذه الظروف أن يصل بالسياحة المصرية إلي 1.7 مليون سائح بعد 2.2 مليون سائح وعائد يتعدي 7 مليارات دولار بعد أن كان لا يتعدي المليونين إننا تستطيع بسهولة لو أرادت الحكومة المصرية أن تضاعف هذا العدد. ونتمني من القلب أن تصل رسالة خطية من الرئيس مبارك يبلغ قيمتها الرئيس بوش وادارته والكونجرس شكره علي ما قدمه الشعب الأمريكي من دعم ومعونة ويطالبه بايقافها فلم تعد مصر بحاجة إليها ومصر لن تأكل بثدييها.