سجل العجز التجاري الامريكي انكماشا في نوفمبر بعد المستوي القياسي الذي سجله في اكتوبر وذلك عقب تراجع تكاليف واردات النفط وزيادة الصادرات الي اعلي مستوياتها علي الاطلاق في ظل زيادة شحنات البضائع وعلي رأسها الطائرات التي تنتجها عملاقة تصنيع الطائرات " بوينج " . واوضحت بيانات وزارة التجارة في واشنطن تقلص الفجوة في تجارة البضائع والخدمات الي 64.2 مليار دولار مقارنةب 68.1 مليار دولار في اكتوبر . كما تراجع العجز مع الصين للمرة الاولي في ثمانية اشهر . وجاء التراجع بعد هبوط معدل نموالواردات انعكاسا لتراجع اسعار النفط عن مستوياتها الغير مسبوقة في اعقاب اجتياح الاعاصير لساحل خليج المكسيك في نهاية اغسطس واوائل سبتمبر . الا ان اجمالي قيمة العجز علي مدي العام الماضي ينتظر ان تسجل مستوي قياسي يقدر باكثر من 700 مليار دولار بينما يتوقع توسع هذه القيمة هذا العام مع اقبال المستهلكين الامريكيين علي البضائع الرخيصة القادمة من دول مثل الصين والمكسيك . وجاءت بيانات الوزارة افضل من توقعات الخبراء الذين كانوا ينتظرون ان يسجل العجز 66.1 مليار دولار . وتراوحت توقعاتهم بين 62 و71 مليار دولار . ورغم الانكماش يظل عجز نوفمبر ثالث اكبر عجز تسجله الولاياتالمتحدة الاوريكية في تاريخها . ووفقا لتقرير الوزارة انكمش العجز في تجارة البضائع الي 68.9 مليار دولار من 73.2 مليار دولار في اكتوبر . وساهم في هذا الانخفاض تراجع قيمة واردات المنتجات البترولية التي تشمل النفط الخام والمنتجات المكررة الي 24.6 مليار دولار من 25.4 مليار دولار بعد ان هبط متوسط سعر برميل النفط من 62.27 دولار في اكتوبر الي 58.34 دولار في نوفمبر وكلاهما ادني من سعر الذروة الذي سجله في الثلاثين من اغسطس عقب اجتياح اعصار " كاترينا " عندما حلق عند 70.85 دولار. واستوردت الولاياتالمتحدة نحو314.4 مليون برميل من النفط الخام في نوفمبر ارتفاعا من 304.5 مليون برميل في اكتوبر . في الوقت نفسه تراجعت واردات البضائع والخدمات الي 173.5 مليار دولار في نوفمبر مقارنةب 175.5 مليار دولار في الشهر السابق عليه . الصادرات من جهة اخري قفزت صادرات كل من البضائع والخدمات الي مستوي قياسي بلغ 109.3 مليار دولار من 107.4 مليار دولار في اكتوبر تقودها صادرات المنتجات الرأسمالية مثل الطائرات المدنية التي صعدت من 30.9 مليار دولار الي 32 مليار دولار في نوفمبر . كما ارتفعت صادرات الامدادات الصناعية مثل الكيماويات وزيت الوقود الي 19.4 مليار دولار من 19 مليار دولار . في نفس الوقت صعدت صادرات البضائع الاستهلاكية الي 10 مليار دولار من 9.4 مليار دولار بينما قفزت صادرات السيارات وقطع الغيار الي 8.7 مليار دولار في نوفمبر من 8.5 مليار دولار وكلاهما مستوي قياسي . وفي هذا السياق صدرت " بوينج " ثاني اكبر منتجي الطائرات علي مستوي العالم بعد " اير باص " الاوروبية 28 طائرة في نوفمبر مقارنةب 23 طائرة في اكتوبر وستة طائرات فقط في سبتمبر . ويعود ضعف الصادرات في سبتمبر الي الاضراب الذي قام به عمال الآلات . واعلنت الشركة ارتفاع الطلبيات علي طائراتها مثل ناقلات ال " 777 " التي تصل تكلفتها الي 232 مليون دولار الي 148 طلبية في نوفمبر قفزا من 36 طلبية في اكتوبر . اما صادرات الطائرات المدنية فصعدت من 2.5 مليار دولار في اكتوبر الي 3.2 مليار دولار في نوفمبر . وفي تعليق للمحللين علي العجز التجاري الامريكي جاء ان الاقتصاد الامريكي الذي يقدرب 12 تريليون دولار يعد اكبر سوق علي مستوي العالم بلا منازع كما يعد اسرع الاقتصادات الصناعية نموا . واشاروا الي ان العجز الامريكي سيستمر طالما ظل الاقتصاد الامريكي ينموبوتيرة اسرع من غيره مما يعزوالولاياتالمتحدة الي الاستيراد بمعدل اعلي من التصدير لاشباع حاجات الانتاج والنمو. وكان الاقتصاد الامريكي قد توسعب 3.6 % في الربع الثالث من العام الماضي مقارنة بنفس الربع في 2004 ومقارنةب 1.6 % سجلها اقتصاد منطقة اليوروالذي يقدرب 9.5 تريليون دولار و2.9 % سجلها الاقتصاد الياباني المقدرب 4.7 تريليون دولار . اما الاقتصاد الصيني الذي يعد سادس اكبر اقتصادات العالم وثالث اكبر شريك تجاري للولايات المتحدة ويقدرب 1.7 تريليون دولار فسجل نمواب 9.4 % في الربع الثالث مقارنة بنفس الفترة من 2004 .