واصلت فجوة العجز التجاري الامريكي اتساعها للعام الرابع علي التوالي في 2005 يذكيها التدفق الغزير للواردات الصينية وصعود اسعار الطاقة الي اعلي مستوياتها علي الاطلاق . ووفقا لتقرير وزارة التجارة في واشنطن تجاوزت واردات الشركات الامريكية من البضائع والخدمات صادراتهم بنحو 726 مليار العام الماضي بعد ان قفزت فجوة العجز في ديسمبر الي 65.7 مليار دولار مقارنة ب 64.7 مليار دولار في نوفمبر. ويستبعد الخبراء فرص تحسن العجز الامريكي هذا العام في ظل نمو الاقتصاد الامريكي بوتيرة اسرع من اقتصادات شركائه التجاريين. ومثلت الصين اكثر من ربع هذا العجز مقارنة باية دولة اخري مما ادي الي تدفق الانتقادات من جانب المشرعين بشأن السياسات التجارية والمصرفية للدولة الآسيوية التي تتمتع باسرع معدل نمو بين الاقتصادات الرئيسية علي مستوي العالم لتحل محل بريطانيا كرابع اكبر اقتصاد في العالم. واظهر تقرير الوزارة نمو الواردات في ديسمبر الي مستوي قياسي بلغ 177.2 مليار دولار تتصدرها شحنات معدات الشركات والامدادات الصناعية والسيارات والبضائع الاستهلاكية مثل الالكترونيات. في الوقت نفسه صعدت الصادرات الي اعلي مستوياتها علي الاطلاق مسجلة 111.5 مليار دولار. عجز الموازنة و تزامن مع تقرير وزارة التجارة اعلان بيانات لوزارة الخزانة توضح تسجيل فائض في الموازنة لثاني شهر علي التوالي في يناير وذلك للمرة الاولي في ثلاثة اعوام. وسجل الفائض 21 مليار دولار صعودا من 11 مليار دولار في ديسمبر . علي الرغم من زيادة الرسوم الضريبية في ظل قوة النمو الاقتصادي ما زال البيت الابيض يتوقع تسجيل عجز في الموازنة يقدر ب 423 مليار دولار هذا العام . يشار الي ان استمرار العجز المزدوج في كل من الميزان التجاري والموازنة الفيدرالية يعني مواصلة اعتماد الولاياتالمتحدة علي المستثمرين الاجانب لتمويل ذلك العجز. وبلغت نسبة العجز التجاري من اجمالي الاقتصاد 5.8 % العام الماضي صعودا من 1.3 % فقط منذ عقد . وشهد العجز الامريكي مع الصين تراجعا ب 11.9 % الي 16.3 مليار دولار في ديسمبر مقارنة ب 18.5 مليار دولار في نوفمبر . اما علي مستوي العام بلغ اجمالي العجز مع الصين 202 مليار دولار مقارنة ب 162 مليار دولار في 2004. يذكر ان العجز التجاري مع التنين الاصفر تضاعف بنحو ثلاثة امثال منذ تولي الرئيس جورج دابليو بوش الرئاسة مما ادي الي انهيال الاتهامات علي مجلسي النواب والشيوخ بالتباطؤ في تنفيذ اجراءات فتح الاسواق . الغزو الصيني و في اطار محاولتهم مواجهة هذا الغزو الصيني علي السوق الامريكي اقترح الجناح الديموقراطي في البيت الابيض تأسيس مكتب في الكونجرس لتلقي الشكاوي التجارية للشركات . وفي حالة قبول هذا الاقتراح لا يستبعد رفع شكوي قضائية في هذا الشأن الي منظمة التجارة العالمية. وفي هذا السياق حذر عمالقة المال والاعمال الامريكيون وارين بافيت رئيس مؤسسة "بيركشاير هيثاواي" المستثمر الثري البارز جورج سوروس من ان تفاقم العجز سيؤدي الي اضعاف الدولار بعد تعافيه العام الماضي . وقالوا ان تنامي العجز يعني ضرورة تحويل المزيد من الدولارات الي العملات الاخري لتسديد فاتورة الواردات . وكان الدولار قد تعافي بنحو 14.4 % مقابل العملة الاوروبية الموحدة (اليورو) و14.7 % مقابل الين الياباني في 2005 . ووصف بافيت مراهنته علي الدولار بانها "طويلة الاجل للغاية" مطالبا الادارة الامريكية باتخاذ اجراءات اوسع لزيادة الصادرات . من جهة اخري يلقي المشرعون الامريكيون باللوم علي الصين في تفاقم العجز التجاري من خلال ابقاء سعر عملتها المحلية ( اليوان ) منخفضة جدا مما يجعل المنتجات الصينيةأارخص ثمنا بكثير من نظيرتها الامريكية وهو ما يعطيعا ميزة غير عادلة في الاسواق العالمية . واستجابة للضغوط العالمية المتزايدة عليها قررت الصين زيادة سعر صرف اليوان ب 2.1 % في يوليو الماضي في اول ارتفاع له خلال عقد كامل فيما اعتبرته واشنطن غير كاف علي الاطلاق .