يبدو ان شمس الطيران بدأت تشرق من جديد، بعد زوال أزمات شركات الطيران التي عاشتها قبيل وبعد الحرب علي العراق، وكذلك تكرار حوادث الطيران في عامي 2003 و2004 بصورة لم يسبق لها مثيل. وتشير الاحصائيات التي أوردتها منظمة آياتا العالمية للطيران إلي استعادة شركات الطيران لربحيتها بنحو 22% كما ان شركات الطيران العالمية بدأت تقدم العديد من الجوائز والحوافز للركاب وكذلك عمل تخفيضات علي تذاكرها ولعل أبرز هذه الشركات، شركة الطيران التشيكية التي خفضت تذاكرها بنسبة 50% ثم شركة طيران الخليج التي ترعي سباق جائزة البحرين الكبري لطيران الخليج 2006. وتوضح اياتا ايضا ان أكثر من 50 شركة طيران عالمية بدأت تتعافي من ديونها خاصة شركة "بريتش ايروايز البريطانية" وكذلك شركات الطيران الأمريكية. ويشير جيمس هوجن الرئيس التنفيذي لشركة طيران الخليج إلي ان شركته المملوكة حاليا لثلاث دول عربية هي مملكة البحرين وسلطنة عمان وإمارة أبوظبي وتأسست عام 1950 لاتزال تمتد بشبكة خطوط من أوروبا إلي اسيا وتشمل أكثر من 44 مدينة تقع في 30 دولة ويتألف اسطولها من 34 طائرة وقد أدي برنامج اعادة الهيكلة الذي بدأ في 2003 إلي تأسيس منصة عمل للتشغيل التجاري المستدام فهناك طهاة الاجواء جليسات الأطفال في الاجواء ايضا. في الوقت نفسه نجحت عدة شركات طيران عالمية في الدعاية الجيدة لنفسها وعقد اتفاقيات مع شركات مماثلة لاستكمال خطوطها، خاصة الشركات الصينية التي بدأت زيادة اسطولها بنسبة 25%. وبدأت الشركات المصنعة للطائرات مثل "بوينج" و"ايرباص" في اضافة مميزات جديدة لطائراتها من حيث السرعة والخدمات الترفيهية الجديدة مما حقق مبيعات في عام 2005 تعادل ضعف مبيعات 2004 وتزيد بنسبة 80% علي مبيعات 2003. وتوضح اياتا ايضا ان معدلات السفر بالجو كانت قد تراجعت بنسبة 50% في 2003 وابان الحرب في العراق خاصة مما تسبب في تأخر رواتب العاملين خاصة في الشركات الأمريكية وقام معظمهم باضرابات عالية لكن هذه الشركات قدمت برامج لاعادة الهيكلة وجذب الركاب مما حقق لها عائدات بنسبة 50% من التكاليف لكن بعض الشركات لم تتعاف بعد من ديونها خاصة الشركات التابعة للقطاع الخاص، ولم تجد أي دعم من حكوماتها إلا ان العام المنصرم 2005 شهد تزايدا في معدلات السفر الجوي قدر بنحو 10 آلاف رحلة جوية يوميا في المتوسط. وزاد من عمليات التشغيل عدم الاستمرار في ارتفاع أسعار الوقود بعد انتهاء أزمة البترول في أغسطس الماضي وقلة الحوادث المتكررة للطيران.