كل عام وأنتم بخير، تذهب الأعوام وتأتي غيرها بالخير والشر معا وتلك سنة الحياة، وكل عام يأتي نتوقع أو نأمل أو نرجو أو ندعو الله أن يكون افضل من سابقه، وبقينا علي هذا الحال سنوات ربما يكون عددها اقل او اكثر من السبع سنوات العجاف التي جاء ذكرها في القرآن الكريم في قصة يوسف عليه السلام، جاء في القصة ان بعد السنوات العجاف يأتي عام يغاث فيه الناس وتنصلح احوالهم وتيسر لهم سبل الحياة، فهل يكون العام الجديد هو العام الذي يغاث فيه الناس. كل الامل ان يكون عام 2006 افضل حالا ولو قليلا من سابقه الذي اشتدت فيه وطأة اعمال العنف حول العالم وفي اقليمنا بالشرق الاوسط علي وجه الخصوص، وازداد فيه طغيان القوة وخاصة من الدولة الاعظم في العالم الولاياتالمتحدة، وازداد فيه فقر الدول الاكثر فقرا وخاصة في افريقيا وانتشر فيه وباء انفلونزا الطيور الذي يقضي علي ملايين الطيور ويهدد بالانتقال الي البشر. ونحن في عام 2005 امضينا معظمه في الانتخابات وتطايرت علي اسطح الحياة كلها اتهامات بالعجز والتقصير والفساد ولاتزال الدولة تكافح لاخراج البلاد من أزمة اقتصادية وعدتنا بحلها سنة تلو الاخري ولم نكسب حتي الان سوي الوعود. الشباب عاطل عن العمل، والدخول لدي معظم الناس اقل من ان تفي بحاجتها، التضخم يستفحل، والعالم من حولنا يلهث بحثا عن حلول عملية لمشكلاته المتفاقمة ونحن لانزال نتشاجر مع انفسنا: هل الاسلام هو الحل لكل المشكلات حقا او ان حل المشكلات جزء من تكليف الله سبحانه وتعالي للبشر؟ الامور عندنا في عام 2005 اكتنفها غموض يحول دون اي تصور للمستقبل لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الاتجاه الاجتماعي، لا يمكن التنبؤ بأي شيء، لا أدري لماذا، هل لانعدام الاخلاص ام لانصراف الناس وخاصة المسئولين لادارة شئونهم الخاصة واقتصار رؤيتهم علي بعد قصير الامد؟ عام 2005 كان استمرارا للسنوات العجاف بكل المقاييس، رغم الجهود المحدودة التأثير التي صنعتها حكومة نظيف الاولي الا ان "الاغاثة" التي نرجوها تحتاج الي نية صافية وعمل كبير يشترك فيه الجميع دون الهاء الناس بخلافات دينية ونعرات طائفية والبحث في اختراع العجلة من جديد وقد مضي علي اختراعها آلاف السنين. ندعو الله لكم ولنا بدوام الصحة والبعد عن الاحباط.