"الإسلام هو الحل".. "نريدها إسلامية".. "القرآن هو الحل".. "العمل هو الحل".. "الدين لله والوطن للجميع".. "نريد إصلاح الدنيا بالدين" توليفة من الشعارات الدينية رفعها الاخوان المسلمون وبعض المستقلين وبعض مرشحي الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية التي انتهت جولتها الأولي منذ أيام قلائل.. الناشطون السياسيون والقيادات الحزبية.. رفضوا بقوة عملية "تديين" السياسة واستخدام هذه التوليفة من الشعارات الدينية لأنها تضر بالدين والسياسة معا، وتؤدي لتقويض الاصلاح السياسي المنشود وتساهم في تفتيت وحدة الوطن. يقول د.مجدي بلال رئيس الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية: انني أرفض بشدة تديين السياسة، واستخدام الشعارات الدينية في أي انتخابات برلمانية أو رئاسية و نقابية.. كما أنني أؤيد بشدة فصل الدين عن الدولة، وذلك لأن ربط الدين بالسياسة من جانب المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين أو الحزب الوطني أو الأحزاب الأخري يضر بالدين وبالسياسة معا، ويؤدي لاشعال الفتنة ولزيادة حدة التعصب علي الجانبين المسلم والمسيحي. المشهد الانتخابي ويشير د.بلال إلي أن من ينظر للمشهد الانتخابي يجد شعارات دينية عديدة تحملها لافتات الاخوان والحزب الوطني والمستقلين وبعض أحزاب المعارضة.. فالكل يلعب علي الوتر الديني من أجل حصد الأصوات.. وعلي سبيل المثال مرشح الحزب الوطني مصطفي السلاب في مدينة نصر الذي فاز في انتخابات الاعادة بالجولة الأولي، رفع شعار الدين لله والوطن للجميع" في مواجهة شعار "الاسلام هو الحل" الذي رفعه مرشحا الاخوان: الدكتورة مكارم الديري - فئات - وعصام مختار - عمال - الذي فاز علي ثريا لبنة مرشحة الوطني.. ونفس الشيء يمكن أن تشاهده في دوائر عديدة أخري بالقاهرة. منتصر الزيات ففي دائرة بولاق الدكرور مثلا - والكلام للدكتور بلال وجدنا منتصر الزيات المحامي المرشح علي مقعد الفئات يرفع شعار "نريدها إسلامية" في مواجهة شعار مرشح الاخوان جمال العشري "الاسلام هو الحل". ولم يقتصر الأمر علي هذا كما يقول د.مجدي بلال بل وجدنا أعضاء من الحزب الوطني ذاته يرفعون شعارات اسلامية في مواجهة شعار الاخوان.. وعلي سبيل المثال بعض مرشحي الحزب الوطني بالمحلة رفعوا شعار "نؤمن بالحل الإسلامي" في مواجهة شعار الاخوان الشهير. وليس هذا فقط بل وجدنا شعارات أخري يرفعها مستقلون ومنتمون للأحزاب نقول: "نريد إصلاح الدنيا بالدين و"الإسلام هو العمل" كما وجدنا عددا كبيرا من المنتمين للحزب الوطني والأحزاب الأخري يكتب آيات قرآنية تشير إلي رموزهم الانتخابية و"الساعة" و"الهلال". فمن رمزه الهلال كتب الآية القرآنية التي تقول: "ويسئلونك عن الأهلة" ومن رمزه الساعة كتب أية أخري تقول "إن الساعة آتية لا ريد فيها".. إلي جانب شعارات أخري رصدتها منظمات المجتمع المدني والمراقبون المهتمون بالانتخابات وكلها تدور في سياق شعار الاخوان مثل "القرآن هو الحل" وغير ذلك من الشعارات الدينية. الإصلاح السياسي ورفض بشدة د.سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع الشعارات الدينية التي استخدمها الاخوان وبعض المستقلين والمنتمين للحزب الوطني مشيرا إلي أن "تديين" السياسة سيغلق باب الاصلاح السياسي الذي بدأنه ببطء شديد، وسيفتح الباب علي مصراعيه لصراعات لا نهاية لها، وفتنة يمكن أن تضر بالمجتمع أبلغ الضرر.. وقد شاهدنا جميعا ما حدث في المنيا وبعض محافظات الصعيد، حيث استخدم الاخوان الشعارات الدينية وسلاح التفرقة الطائفية في التأثير علي الناخبين والحصول علي الأصوات.. وهذا مسلك مرفوض لأنه يفتت كيان الأمة. مرشحو الوطني إن من يشاهد العملية الانتخابية في المرحلة الأولي يجد بعض مرشحي الحزب الوطني والمستقلين قد دخلوا في مزايدة دينية مع مرشحي الاخوان فبعضهم يقول "الاسلام هو العمل" و"القرآن هو الحل" والبعض الآخر يقول "نريدها إسلامية" وهي مزايدة تحرض علي الفتنة الطائفية وتهدم مشروع الاصلاح السياسي، وتقوض كل آمال الأمة في النهضة والتقدم. إن الاخوان كما يقول د.فياض قوة سياسية في الشارع المصري بلا شك، بدليل حصولهم علي 34 مقعدا في المرحلة الأولي من الانتخابات، وشعارهم يمكن أن نقبله كمرجعية وليس كبرنامج عمل ضمن مرجعيات أخري.. لكنني أريد منهم برنامجا عمليا يضع حلولا تفصيلية لكل المشكلات التي تواجه المجتمع.. بدلا من تلك الشعارات التي لا طائل من ورائها.