طلب رئيس الوزراء بناءً علي أوامر السيد الرئيس من الوزير الفنان فاروق حسني الاستمرار في عمله بوزارة الثقافة وكان الوزير قد استقال من منصبه بعد الاحداث الدامية بقصر ثقافة بني سويف وخيرا فعل الوزير المستقيل وحسنا فعلت الحكومة بإصرارها علي بقائه في منصبه فلا أحد يستطيع ان ينكر إنجازات الوزير الفنان فاروق حسني في وزارة الثقافة "وجل من لا يخطئ" فله بصمات طيبة في الآثار وترميمها والحفاظ علي الآثار الاسلامية والقبطية وانشاء صندوق التنمية الثقافية والاهم التصدي للتخلف والارهاب الفكري والوقوف ضد التخلف الثقافي بكل ما أوتي من قوة. لم يحدث في العصر الحديث ان هوجم مسئول في الحكومة مثلما هوجم فاروق حسني.. فكان من الطبيعي ان تثار هذه الضجة الاعلامية التي صاحبت قرار الوزير بالاستقالة لإحساسه بالمسئولية عن احداث مؤسفة لا اريد ان اتحدث عنها فهي الآن في ايدي رجال القانون.. ولنا عودة بعد اصدار الحكم علي من تسبب في هذه الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها خيرة شباب مصر. مفاجأة فاروق حسني بالاستقالة من منصبه اصابت الكثيرين بالدهشة وعدم التصديق لمجرد انهم لم يعاصروا في هذا العهد اي وزير يستقيل اصلا أو يستقيل لإحساسه بالمسئولية وان كنا في هذا الصدد لا يمكننا انكار موقف المهندس الدميري الذي استقال بعد حادث القطار الشهير في السنوات الماضية. ارجع لموضوع الضجة الاعلامية فكلما أدرت مؤشر التليفزيون اجد مثقفينا يهاجمون بعضهم بعضا ويصيحون في وجه بعضهم بشكل عدائي غير متحضر علي الاطلاق بين من يدافع عن موقف فاروق حسني ومن يعارض موقفه والقاسم المشترك هو الصياح والتكذيب. كيف نصل الي هذا المستوي من البدائية.. كيف نظهر امام العالم بهذه الصورة الهمجية وممن؟! من مثقفي مصر الذين ينظر إليهم السواد الاعظم في المنطقة علي انهم المثل والقدوة. الدكتور مصطفي علوي.. أين أنت؟ ألست المسئول الاول عن هذا الإهمال والذي هو اخطر من الارهاب لم نسمع لك صوتا في هذه الضجة لا في صحف مصر ولا في شاشات الفضائيات.. ولا حتي بمجرد تقديم استقالتك لوزير الثقافة الذي انت مسئول أمامه عن قصور الثقافة؟ هل ياتري قمت من قبل بزيارة قصر ثقافة بني سويف كما اعجب من عدم تقديم استقالة رئيس قصر ثقافة بني سويف التي تمت هذه الجريمة تحت بصره وسمعه وعينيه؟! أما المسئول الاكبر وهو "أس" الفساد فهو المحليات أين موقف المحافظ والمجلس المحلي.. ألم يسمعا عن شيء اسمه الأمن الصناعي.. وان توافر اجهزة الحريق من اساسياته؟ ان استقالة الوزير الفنان فاروق حسني قد صرفت الانظار عن المسئولين الحقيقيين فان كانت مسئولية الوزير سياسية فمسئولية المحليات ورئيسها مسئولية جنائية فهم المسئولون الاوائل عن ارواح مواطنيهم. نرجو ان يكون هذا الحادث المؤلم دافعا وحافزا لنا لكي نحارب الاهمال الذي يستشري فينا كالوباء حتي طالنا جميعا.. ان العقاب لابد ان يطول المتسبب الرئيسي والمسئولين عنه.. وان يكف مثقفو مصر بقبول عن الظهور في الفضائيات بهذا المستوي المهين.. اما السيد المسئول مصطفي علوي.. فليقم بمراجعة شاملة لمنشآت وتجهيزات جميع قصور الثقافة وأي مكان خاص بالتجمعات الثقافية والمهرجانات. أما السيد الوزير الفنان فاروق حسني.. فقد ثبت لك من خلال هذه الضجة ان هناك من يقدر جهودك ومن وصفك بانك احد وافضل وزراء الثقافة وان لديك الكثير من الانجازات التي سوف تدافع عنك دون هذه الضجة التي صاحبت موقفك.