كثيرون يعرفون KFC كنتاكي فرايد تشيكن وبيتزا هت وتاكوبل، ولكن قليلين هم الذين يعرفون "يوم" YUM الشركة الأم لهذه الشركات الثلاث وذلك علي الرغم من كونها واحدة من أكبر شركات صناعة الوجبات السريعة التي تعد بدورها من أكبر الصناعات الأمريكية وأكثرها شهرة، وتقوم "يوم" بسلاسلها الثلاث بافتتاح 3 مطاعم جديدة يوميا منها واحد في الصين وقد حققت في العام الماضي أرباحا قدرها مليار دولار قبل خصم الضرائب عن مبيعات حجمها 9 مليارات دولار. وكما هو واضح فقد أصبح لدي "يوم" YUM بسلاسلها الثلاث 34 ألف مطعم حول العالم بزيادة ألفي مطعم عن ماكدونالدز.. ويبلغ نصيبها من السوق الأمريكي 4% وتعد الثانية مباشرة بعد ماكدونالدز التي يبلغ نصيبها 5.6% وحتي منتصف العام الحالي أصبح لدي YUM في الصين 1378 مطعما لسلسلة KFC إلي جانب 201 مطعم لبيتزا هت، وقد كان لهذا التواجد المكثف في السوق الصيني المزدحم بالسكان اَثار إيجابية حيث ارتفعت أرباح التشغيل من 20 مليون دولار عام 1998 لتصبح 200 مليون دولار وهو الأمر الذي انعكس بدوره علي سعر سهم YUM بالزيادة علي نحو غير مسبوق. وتذكر مجلة الإيكونوميست أن هذه الشركة كانت جزءا من بيبسي كولا التي تخلصت منها عام 1997 ولم يمض ثلاثة أعوام حتي كانت KFC التي أصبحت YUM تشق طريقها بقوة في السوق ويصعد سعر سهمها بسرعة وبمعدلات تفوق المتوسط العام لأسهم شركات مؤشر S&P-500 وتفوق الزيادة في أسهم ماكدونالدز منافسها اللدود أيضا. ولم يكن طريق YUM ولا ماكدونالدز معها طريقا مفروشا بالورود خصوصا بعد أن اتهم الإعلام وجباتهما السريعة بالمسئولية عن زيادة السمنة أو البدانة بين الأمريكيين، ففي حين كانت نسبة البدانة بين الأمريكيين في السبعينيات 47% صارت 65% عام 2002 يحتاج 31% منهم إلي علاج طبي من الاَثار السيئة للبدانة، وتكشف ذلك تكاليف علاج البدانة كما أعلنتها الحكومة التي بلغت 75 مليار دولار في عام 2003. وتؤكد الأرقام مسئولية شركات الوجبات السريعة عن البدانة إلي درجة كبيرة، ففي السبعينيات كانت قيمة مبيعات هذه الشركات لا تتجاوز ال 6 مليارات دولار أما عام 2005 فإن حجم سوقها يتوقع أن يصل إلي 134 مليار دولار، ويذكر أحد الخبراء أن الأمريكيين ينفقون بذلك سنويا علي الوجبات السريعة أكثر مما ينفقونه علي التعليم العالي أو أجهزة الكمبيوتر الشخصي أو السيارات الجديدة. ومن الواضح أن YUM بسلاسلها المتعددة تتجه إلي التوسع في السوق الصيني أسرع من غيرها لكي تؤكد رؤية رئيسها التنفيذي ديفيد نوفاك من أن النجاح ممكن داخل وخارج السوق الأمريكي علي حد سواء خصوصا إذا أحسنت الإدارة التعامل مع المرءوسين وصنعت تكاملا جيدا بين السلاسل الثلاث KFC وبيتزا هت وتاكوبل وأكثر من ذلك فإن النجاح خارج السوق الأمريكي سيكون خاليا من صراع مشكلة البدانة التي يبدو أنها صارت الاَن ضمن أهم المشاكل الصحية في المجتمع الأمريكي. وليس معني ذلك أن نوفاك فقد اهتمامه بالنمو في السوق الأمريكي ولكن العكس هو الصحيح فلا تزال مبيعات مطاعم سلاسل YUM تزيد بمعدل 3% سنويا وربما كان هذا أقل من معدل النمو في ماكدونالدز البالغ 5% ولكنه دلالة علي أن الرجل لا يترك بابا مفتوحا لزيادة المبيعات دون أن يطرقه. وبجانب السوق الصيني والسوق الأمريكي يراهن نوفاك أيضا علي السوق الأوروبي وإن كان يعتقد أن السوق الصيني هو أهم الأسواق وأن ما تحقق فيه من نجاحات هو سر إقبال المستثمرين علي شراء أسهم YUM الذي صعد بسعر السهم وبقيمتها السوقية أيضا هذا العام إلي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عام 1997 وهو تاريخ انفصال YUM عن بيبسي كولا. وتجدر الإشارة إلي أن YUM بدأت في الأصل تحت اسم كنتاكي فرايد تشيكن وأن مؤسسها هارلاند ساندرز في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي وهو الرجل الذي يمثل وجهه رمزا لسلسلة مطاعم KFC حتي هذه اللحظة. وكان ساندرز يحصل علي مطاعمه في البداية كامتياز من الولاية التي يعمل بها وعندما أصبح لديه 600 مطعم باعها عام 1664 مقابل مليوني دولار فقط.. وبعد ذلك بسبع سنوات فقط بيعت KFC مقابل 285 مليون دولار واشترتها بيبسي عام 1985.. ورغم أن ساندرز الذي ولد عام 1890 قد مات غنيا في عام 1980 إلاأنه بالتأكيد كان سيصبح أغني لو ظلت KFC في حوزته لفترة أطول.