يقف عدد كبير من المستثمرين الاجانب في مصر في الآونة الأخيرة موقف المراقب سواء للانتخابات الرئاسية الحالية او البرلمانية المرتقبة وما سوف تسفر عنه من نتائج قد يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر علي استثماراتهم في مصر وقد فضل عدد كبير من المستثمرين الاجانب في مصر تأجيل القرارات الاستثمارية المهمة في حين كان البعض الآخر مطمئنا الي ان هذا الحراك السياسي سيستمر لفترة مرحلية قصيرة وتعود الامور الي نصابها بعد ذلك بل وتوقعوا ان تسير الأمور نحو الاحسن؛ وفي المقابل فضل البعض اتخاذ وضع المراقب حتي تنتهي اسابيع الانتخابات الساخنة ويتفق الجميع في اتخاذ وضع المراقبة وخاصة لحركة الاسهم في البورصة المصرية بالاضافة الي تقارير اعمال الشركات سواء المصرية او الاجنبية المنافسة وكما يوضح برنارد ليفري العوض المنتدب لشركة سيمنز الالمانية فان سياسة الشركة في التوجه باستثماراتها للخارج هدفها ان تكون جزءا من التنمية في هذه الدولة وبالتالي لا تعمل علي مدي قصير وينتمي تواجدها في الدولة بانتهاء المشروع.. ولكن استثماراتها طويلة المدي وينحصر اهتمام الشركة الاكبر عند اتخاذ قرار توجيه الاستثمارات للخارج في توافر اقصي مدي من الاستقرار في هذه الدولة باعتبار ذلك يرتكز علي مبادئنا الديمقراطية ويقول انا أؤمن ان الديمقراطية اساس جيد للحكم في بعض الدول لكن اعتقد ان بعض الدول يكون من الافضل لها وجود قيادة قوية افضل من ديمقراطية كاملة لا تؤدي الي الاستقرار. الخيار الأفضل وفيما يؤكد ليفري ان افضل شيء لمصر هو تأكيد الاستقرار ومواصلة التنمية ويري ان اي حكومة تتولي الحكم في مصر وتعمل من أجل الاستقرار والتنمية الاقتصادية هي حكومة جيدة كما يبدي في نفس الوقت قلقه من قيام حكومة ترتكز علي اسس دينية وليس علي الاسس الديمقراطية مشيرا الي انه يؤمن بالفصل التام بين الدين والحكم وانه لا ينبغي المزج بينهما. ويتوقع برنارد ليفري ان فترة الشهرين القادمين ستشهد هدوءا نسبيا في الحركة الاستثمارية لأن الحكومة برئاسة الدكتور أحمد نظيف قد تتوقف عن اتخاذ قرارات مهمة خلالها كما هو الحال في اية دولة وأية حكومة تكون في نهاية حكمها. لن تصدر قرارات مصيرية يمكن ان تؤثر علي المواطنين لسنوات قادمة ولذلك فنحن بصدد فترة ترقب في الشركات الضخمة التي ترجئ القرارات الاقتصادية الكبيرة انتظارا لانتهاء الانتخابات. وفيما يقارن ليفري بين الوضع الالماني الذي يشهد حاليا انتخابات مشابهة الي حد كبير للوضع المصري الا انه يري ان خطط شركته لن تتأثر خلال فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية باعتبارها طويلة الاجل ويقول انا لا أخشي من شيء قدر خوفي من العمليات الارهابية فمصر يمكن ان تكون افضل الدول الجاذبة للاستثمارات الاجنبية بشرط توفير الأمن والاستقرار للاجانب وذلك علي حد تعبيره ويؤكد ان المستثمرين الالمان يريدون العمل في مصر وينظرون حاليا بترقب لما ستسفر عنه الاحداث السياسية. ويلفت ليفري الي ان افضل المؤشرات في مجال البيزنس التي توضح مدي جاذبية الاقتصاد هو اسعار البورصات ولأن التنمية في مجال البيزنس ستعتمد علي الحكومة الجديدة فان مؤشرات البورصة واسعارها المرتفعة هي التي تثبت ان الحكومة الجديدة سترسي قواعد الثقة مما يؤدي الي جذب الاستثمارات الاجنبية. متفائل للغاية أما هيرفيبيه ماجديبيه مدير فروع كارفور في مصر فيري ان المناخ الاستثماري في مصر ايجابي للغاية خاصة بعد الاصلاحات الاقتصادية التي قامت بها حكومة نظيف الخاصة بتخفيض الضرائب والجمارك ويعرب عن تفاؤله وثقته بان هناك قرارات ايجابية جديدة قادمة في مجال الاصلاح الاقتصادي ستتيح استغلال الفرص الكثيرة للاستثمار في مصر ويقول انني اوصي من يسألني من رجال الاعمال الفرنسيين باستثمار أموالهم في مصر وقد شهد هذا العام بالفعل نشاطا فرنسيا كبيرا في ضخ استثمارات في مجالات الغاز الطبيعي المسال واطارات السيارات وقطاع المصارف.