العجيب أن الهدف الأساسي من وراء هذه القرارات هو حماية صغار المستثمرين والأفراد داخل البورصة المصرية. العجيب أيضا أن كل القرارات التي اتخذت وتم تنفيذها نتج عنها خسائر فادحة في استثمارات الأفراد وصغار المستثمرين وبالتالي نقص في السيولة!!. إن معظم صغار المستثمرين والأفراد في الفترة الأخيرة قاموا بتوجيه استثماراتهم داخل البورصة إلي نوعية من الأسهم ذات السيولة القليلة والأسعار المتناسبة التي من وجهة نظرهم يمكن أن تحقق لهم أرباحا علي المدي القصير خاصة بعد زيادة سيولة وعدد الأسهم لنوعية أخري بشكل كبير سواء لزيادات مستمرة في رؤوس الأموال أو توزيعات مجانية و أصبحت من وجهة نظرهم لا تتناسب مع حجم استثماراتهم ومع قابلية الربح من خلالها علي المدي القصير "مثل أوراسكوم تليكوم، طلعت مصطفي، المصرية للاتصالات، العربية لحليج الأقطان، المصرية للمنتجعات، وغيرها.." كيف يكون هذا الوضع واضحا وصريحا للقائمين علي البورصة المصرية ومع ذلك يتم اتخاذ وتنفيذ قرارات مفاجئة بوقف هذه النوعية من الأسهم عن التعامل لإعادة تقييمها وإصدار قرارات أخري في التوقيت نفسه بنتائج تحقيقات بدأت منذ أعوام وناتجها أوجه عقاب مختلفة في منتهي الشدة والصرامة مع المتلاعبين بهذه الأسهم. ماذا كان ناتج هذه القرارات؟؟ الناتج هو أن معظم استثمارات صغار المستثمرين والأفراد سجنت داخل هذه الأسهم مدد متفاوتة وعند رجوع التداول عليها ومع حالة الرعب والخوف التي انتابت الأفراد تدنت أسعارها بشكل كبير إلي جانب تدني أسعار أسهم أخري مشابهة لم يتم وقفها خوفا من أن تلقي نفس المصير مما أدي إلي خسائر فادحة في هذه الاستثمارات!!. هل هذا هو الناتج المنشود؟؟ هل هذه القرارات سليمة؟؟ هل هذا هو التوقيت المناسب؟؟. هل ما تبقي من استثمارات الأفراد بعد هذه الخسائر الفادحة مع إحجام وخوف ورعب وحذر المستثمرين الجدد من الاستثمار في البورصة حتي لا يلقون المصير نفسه في استثماراتهم كما حدث لذويهم وأقاربهم وأصدقائهم سيؤدي إلي جذب الاستثمار الداخلي والسيولة الداخلية للبورصة المصرية؟؟ هل يستطيع أصحاب هذه القرارات تعويض صغار المستثمرين والأفراد عن خسائرهم الفادحة؟؟ أنني أوافق تماما واؤيد بقوة القضاء علي التلاعب بالأسهم في البورصة المصرية وذلك لمصلحة صغار المستثمرين علي المدي الطويل ولكن ليس معني ذلك القضاء علي استثماراتهم علي المدي القصير. إن القضاء علي التلاعب يمكن أن يتم بأشكال كثيرة وبطرق مختلفة وبقرارات كثيرة ولكن الأهم هو اتخاذ القرارات واتباع الطرق التي تحمي صغار المستثمرين والأفراد علي المدي القصير والمتوسط والطويل معا. علي سبيل المثال لا الحصر كان يمكن قبل اتخاذ أي إجراءات أو قرارات مفاجئة تقوم إدارة البورصة بتوعية وإعلان المساهمين عن وجود تلاعبات ببعض الأسهم دون ذكر اسمائها وأن هذه الأسهم تتداول بقيم أعلي من قيمها العادلة وتنوه عن أنها سوف تعطي مهلة من الوقت علي سبيل المثال شهر للمساهمين لتوفيق أوضاع استثماراتهم ودراستها وبعد ذلك سوف تتخذ إجراءات صارمة تجاه هذه النوعية من الأسهم، وبذلك تكون إدارة البورصة قد قامت وبالتوعية ومنح المستثمرين الوقت الكافي لمراجعة أسهمهم ومعرفة قيمها العادلة وتوفيق أوضاع استثماراتهم قبل اتخاذ أي إجراءات أو قرارات مفاجئة. وهناك أمثلة كثيرة أخري، وبلاشك الناتج كان سيكون مختلفا تماما عما حدث لاستثمارات الأفراد الحالية. أخيرا أتمني أن أجد الإجابة عن جميع تساؤلاتي!!. هاني السعدني رئيس شركة استوك أون لاين للاستثمارات المالية