المرأة المصرية علي قوائم الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية ومنصب الرئيس الذي حرصت المرأة المصرية علي الوصول اليه أمر ليس من باب الدعابة أو التسلية وانما هي رسالة ارادت المرشحات بها التأكيد علي تحرر واستقلال المرأة المصرية وانها مؤمنة بكفاءتها وبانها تستطيع ان تكون ناجحة في حل مشكلات عويصة لم يستطع الرجال حلها وعلي وجه الاجمال فان مجرد وجود المرأة علي قائمة المرشحين هو تأكيد علي ان لها دورا رياديا ووجودا ملحوظا في الحياة العملية في مصر.. والمرأة المصرية تحتل اكثر من 50% من فرص العمل في مصر وهو انتصار آخر يضاف الي كفاح المرأة المصرية لكسر احتكار الرجال لبعض المجالات بحجة انها لا تصلح لهذه المناصب التي تحتاج الي جلد شديد وحزم لا يتوافر الا في الرجال او بدعوي انها ناقصة عقل ودين. وقد اقتحمت المرأة ابوابا كثيرة ظلت طويلا موصدة في وجهها وأكدت كفاءتها في ادارة شئون الحياة علي الرغم من الحجج الواهية التي كانوا يرددونها في كل مكان ولكن حمدا لله ان المرأة لم تصغ لهذه الآراء المتخلفة التي أوصلتنا الي ما وصلنا اليه نتيجة ترك الأمور لهم وحدهم.. وهؤلاء الذين قالوا او يقولون ان المرأة عورة ولابد من اخفائها بل وحرمانها من كل ما في الدنيا عليهم ادراك ان ترشيح المرأة المصرية نفسها للرئاسة هو رد علي العقول المظلمة التي حصرت الحديث عن نصف المجتمع ينحصر في تحقير المرأة وتحطيم روحها المعنوية فلا نسمع في الفضائيات او المحطات الارضية وشرائط الكاسيت والكتب الرائجة الا كل ما يهز ثقة المرأة في نفسها. بهذا الترشيح ترد المرأة المصرية علي هذا المسخ العقلي والنفوس الخربة وتقول بأعلي صوتها انا المرأة المصرية ايزيس ونفرتيتي وشجرة الدر والملكة فريدة أنا هدي شعراوي وسيزا نبراوي وصفية زغلول. أنا الأم المصرية الفلاحة اربي اولادي وازرع فيهم روح الشهامة والرجولة بينما يتعمد المتطرفون الذين سمحنا لهم باختراقنا بتحقير المرأة وتصويرها رمزا للخطيئة وهدفا للثعبان الاقرع وعذاب القبر. هذا هو الفكر الذي يريد أن يطمس قرنين من الزمان من كفاح المرأة بمظاهر كاذبة استجابة للنموذج الأخلاقي وبعيدا عن جوهر الدين الإسلامي. لا يعني كلامي هذا أن المرأة ستصل في هذه الانتخابات الي كرسي الحكم وانما اعني انه آن الاوان لتنهض المرأة بدورها في العمل العام وتواصل عطاءها وتصديها لمختلف المشكلات فاوضاعنا علي كل المستويات لم تعد تسمح بتعطيل وهدر نصف طاقة المجتمع واذا كانت اليد لا تصفق وحدها كما يقال فان المجتمع ككل لا يستطيع النهوض والتقدم والانطلاق في سماء التنمية بجناح واحد وقد جربنا ان نطير هكذا طويلا وفشلنا وآن الأوان ان نتعلم من اخطائنا. لقد اعلنت المرأة المصرية عن وجودها وارجو ان اراها قريبا تنافس علي مناصب لم تصل اليها بعد مثل منصب المحافظ وقد حرصت المرأة علي اثبات وجودها في هذا المجال وهو مجال المحليات واذكر هذا المجال لان وجود المرأة فيه كقيادة لا يزال ضعيفا فليس لدينا سوي 3 سيدات بوظيفة رئيس مدينة و33 امرأة بمراكز قيادية بالمحليات رغم ان التجربة نجحت وثبت لكل ذي عينين انهن يؤدين اعمالهن بكفاءة ملحوظة. إنني احيي السيدات الثلاث اللاتي رشحن انفسهن لمنصب رئيس الجمهورية واتمني ان احيا الي اليوم الذي اري فيه المرأة المصرية تقود المجتمع المصري نحو الرفاهية والعدالة.