تشهد الفترة الحالية طفرة حقيقية في حركة البيع في قطاع الغزل والنسيج فقد تم حتي الاَن تنفيذ 3 عمليات بيع بقيمة إجمالية بلغت 55 مليون جنيه كان اَخرها اعتماد بيع مصنع سمنود التابع لشركة النصر للغزل والنسيج والصباغة ولذلك تقرير إعادة دراسة البدائل المطروحة لشركة الشقية للكتان والقطن بعد تقدم عرض وحيد للشركة بقيمة 24 مليون جنيه.. وهو ما يستدعي النظر والبحث والدراسة من خلال العمليات المنفذة خلال الفترة الماضية في إطار برنامج إدارة الأصول واقبال المستثمرين علي شراء الأصول ونجاح هذه العمليات بالفعل في 3 مصانع هي: اسكو ومصنع غزل قليوب وأخيرا سمنود بينما لم تنجح بعض العمليات الأخري مثل الدلتا للغزل كشركة بأكملها وأخيرا الشرقية للكتان. شكل العرض سابقة هي الأول من نوعها في عمليات البيع بعد أن تضمن العرض الاحتفاظ بالعمالة بما في ذلك العمالة الزائدة علي عكس جميع عروض الخصخصة الأخري لكن المفاجأة الأخري تمثلت في أن العمالة هذه المرة فضلوا الخروج بنظام المعاش المبكر بينما نلاحظ دائما أن العمال يرفضون هذا الحل نفسه ازاء عمليات البيع مما قد يعطل تنفيذها. وفيما يلي نقدم "بروفايل" كاملا للشرقية للكتان من حيث مؤشراتها الرئيسية كما نستعرض اَراء الخبراء حول أسباب اقبال المستثمرين علي شراء الأصول وما إذا كانت عملية بيع أصول شركات الغزل والنسيج ستكون المفتاح لهذا القطاع الذي لم ينفذ فيه منذ بداية البرنامج سوي 9 عمليات فقط وهو ما دفع بعض الخبراء إلي وصفه بالقطاع البطئ في خطة الخصخصة. المؤشرات البداية كانت عند اعلان الشركة القابضة للغزل والنسيج عن بيع الشركة الشرقية للكتان بداية العام الحالي وبدأ المستثمرون في سحب كراسة الشروط الخاصة بالشركة التي تأسست عام 1946 ويبلغ رأسمالها المدفوع نحو 1.9 مليون جنيه وتمتلك الشركة القابضة 63% منها وتمتلك الشركة 5 مصانع بمساحة إجمالية 82 ألف متر. تقدم للشركة عرض بلغت قيمته 24 مليون جنيه غير شامل لبيع الأراضي حيث تتضمن العرض شراء كامل المقومات المادية للمصنع دون الأراضي التي سوف تؤجر لمدة 25 سنة قابلة للتجديد وبنسبة 5% من قيمة الأرض المحددة بمعرفة لجنة التحقق من إجراءات التقييم وذلك مقابل حق انتفاع سنوي. وسحب المستثمر عرضه قبل أسبوع منه انعقاد الجمعية العمومية والذي وصفه البيان الصحفي الصادر من وزارة الاستثمار بأنه العرض الأفضل للشركة ليتبقي عرض آخر غير متناسب مع قيمة الشركة الفعلية. وبدأت الشركة القابضة حاليا في دراسة البدائل لمستقبل الشركة الحالي كما يوضح ذلك رئيس الشركة القابضة سواء في إعادة طرح الشركة مرة أخري أو إعادة هيكلتها مرة أخري لتتناسب مع رغبات المستثمرين. وتعتبر الشرقية للكتان احدي الشركات التابعة والتي تعاني من معظم مشكلات الشركات في هذا القطاع فهي شركة خاسرة بلغت خسائرها في النصف الأول من العام الماضي 2004 - 2005 نحو 23.5 مليون جنيه كما بلغت خسائرها في العام الماضي 2003 - 2004 نحو 49.2 مليون جنيه بانخفاض في قيمة هذه الخسائر بلغت نحو 22.5 مليونجنيه عن العام المالي 2002 - 2003 والذي بلغت فيه قيمة الخسائر نحو 71.7 مليون جنيه. ظهرت مؤشرات صافي حقوق الملكية الخاصة بالشركة بالسالب في الأربع سنوات المالية الماضية منذ عام 2000 - 2001 وحتي عام 2003 - 2004 وبلغت قيمتها بالترتيب كما يلي - 128.1 - 179.5 - 238.1 - 287.3 مليون جنيه. يبلغ عدد العاملين بالشركة 1971 عاملا إجمالي أجورهم السنوية نحو 61.47 مليون جنيه منهم نحو 900 عمالة زائدة يمثلون نحو 45% كما يؤكد ذلك رئيس الشركة القابضة وبالرغم من ذلك فإن معدل العمالة التي تم إخراجها سواء بنظام المعاش المبكر أو التي بلغت سن التعاقد منذ عام 2000 - 2001 لم يتجاوز 352 عاملا حيث بلغت العمالة خلال عام 2000 - 2001 (2323) عاملا. تطورت ايرادات الشركة خلال الأعوام الأربعة المنقضية فزادت نحو نصف مليون جنيه خلال النصف الأول من العام المالي الماضي 2004 - 2005 حيث بلغت الايرادات نحو 21.1 مليون جنيه مقابل نحو 20.2 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام المالي 2003 - 2004 بينما ارتفعت هذه الايرادات بنسبة 25% علي العام المالي 2000 - 2001 مقارنة بالعام المالي 2003 - 2004 الذي بلغت فيه ايرادات النشاط الجاري نحو 40.6 مليون جنيه مقابل 30.5 مليون جنيه وبنسبة زيادة بلغت قيمتها نحو 10 ملايين جنيه. وتقوم الشرقية للكتان بغزل القطن والكتان وتقوم أيضا بإنتاج المنسوجات القطنية المخلوطة والملابس الجاهزة وتعتبر الشركة من الشركات القليلة في مصر التي تقوم بإنتاج غزول الكتان كما يوضح ذلك خالد أبو المكارم عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات النسجية ويقول إن أي مستثمر سيكون حريصا علي الحصول علي هذه الشركة لحصوله علي الأقل واستحواذه علي حصتها في السوق.