تمثل المساحة المنزرعة في مصر من النباتات الطبية والعطرية 1% من جملة المساحة المنزرعة ويبلغ عائد انتاجها السنوي في حدود 100 مليون جنيه، وهذه الارقام ضئيلة جدا لان الصحاري المصرية تزخر بالعديد من النباتات البرية المتوطنة حتي ان بعض انواع هذه النباتات تتميز مصر بها وحدها ولا توجد في بلد آخر من بلدان العالم فنحن يوجد لدينا 60 نوعا من هذه النباتات التي لا يوجد لها مثيل في بلد آخر وهذا فضلا عن المناخ في مصر الذي يساعد علي زراعة واقلمة العديد من النباتات الطبية وهذا الي جانب وجود العديد من الابحاث والدراسات التي تؤكد وتوضح جدوي وضرورة استغلال واستثمار هذه النباتات.. الا اننا لم نشهد حتي الان استغلالا فعليا وحقيقيا لهذه النباتات فالقليل جدا من الشركات هو الذي يعمل في مجال النباتات الطبية واستغلالها وكذلك فان الاستثمارات التي قامت بهدف زراعة هذه النباتات اكتفت بهذه الخطوة وقامت بتصدير النبات كمواد خام وهو الامر الذي يستوجب ضرورة التوقف امامه للتعرف علي اسباب بعد شركات الادوية عن استغلال هذا القطاع الثري خاصة ونحن في ظل اتفاقيات دولية تجعل اسعار الدواء في ارتفاع مستمر. واذا كانت البحوث والدراسات تؤكد جدوي الاستثمار به فلماذا إذن لم نشهد استفادة فعلية للعديد من هذه النباتات خاصة ان زراعتها مكلفة وكذلك استخلاص المواد الفعالة منها؟ ثروة كبيرة في البداية فان الدكتور فوزي الرفاعي رئيس اكاديمية البحث العلمي يؤكد ان التنوع الحيوي النباتي ومنتجاته المتوافرة في مصر والوطن العربي بصفة عامة تعد ثروة كبيرة لا تقل في اهميتها عن مصادر الثروات الاخري اذا ما احسن استغلالها خاصة انها تعد مصدرا مهما وموثوقا به في علاج العديد من الامراض. الا ان النباتات الطبية قد مرت بمراحل عديدة رافقها العديد من السلبيات التي حالت دون تحقيق استفادة حقيقية من هذه النباتات ومن هذه السلبيات عدم الاعتماد علي الاسس العلمية في التطبيق بحيث نضمن سلامة المستخدم وفعالية المنتج. لذا فان تعظيم الاستفادة من هذه النباتات يتطلب اولا تطبيق نتائج البحث العلمي وتوظيفها في مجالات استخدام التقنيات الحديثة والمناسبة للاكثار من انتاجية المركبات الفعالة طبيا وطرائق استخلاصها وتعميم الافادة من حالات النجاح المتميزة لدي البلدان العربية في مجال اكتشاف الكنوز العربية لعالم النباتات والاعشاب الطبية لاستخدامها في الصناعات الدوائية ودمجها في انشطة البحث والتطوير. وبالنسبة لدور الاكاديمية وما تقوم به من خطوات للاهتمام بالنباتات الطبية ونشر الوعي باهميتها وفوائدها فان دكتور فوزي يؤكد انهم قد قاموا بتنظيم العديد من المؤتمرات والندوات التي هدفت الي التعريف باهمية هذه النباتات واماكن تواجدها بمصر وكيف انها قطاع ثري سواء من الناحية الطبية او الاقتصادية للاستفادة منه. كما ان الاكاديمية قد تبنت مؤخرا للنهوض بالمحاصيل الزيتية والنباتات الطبية والعطرية وقامت كذلك بعقد اتفاق لاجراء دراسة بحثية عن استخدام اساليب التقنية الحيوية للانتاج المكثف لنواتج الايض الثانوي من النباتات الطبية والعطرية المصرية مع كلية الزراعة بجامعة الازهر وقد بلغت قيمة هذا التعاقد 400 الف جنيه مصري. ضعف الاستغلال ويوضح المهندس سيد ندا عضو الجمعية المصرية لمنتجي ومصنعي ومصدري النباتات الطبية والعطرية وجمعية تاريخ الصيدلة ان المساحة المزروعة في مصر حوالي من 50 الي 60 الف فدان نباتات طبية يصدر منها اكثر من 50% خاصة من البابونج فانتاجنا منه يمثل 30% من الانتاج العالمي.. وهي بالطبع مساحة قليلة تعكس ضعف استغلال النباتات الطبية الموجودة في مصر وهو الامر الذي يرجع للعديد من الاسباب منها ان حلقات البحث في موضوع النباتا الطبية غير كاملة.. كما ان استخراج مركب نهائي كدواء يحتاج الي امكانيات مادية كبيرة وهو ما لا يتوافر للقطاع الخاص المصري، ويضاف الي ذلك ان الشركات الاجنبية العاملة في مجال الدواء تقف حائلا امام استعمال النباتات الطبية في مصر كعلاج. وهذا الي جانب عدم وجود وعي لدي المستثمرين باهمية هذه النباتات وكيفية استغلالها فالشركات في مصر قائمة علي تشكيل الادوية وليست قائمة علي استخلاص الادوية من النباتات وحتي الشركات التي كانت تقوم بذلك توقفت في حين انها صناعة مربحة وغير مكلفة.