كل المؤشرات تؤكد بان اسرائيل ستظل رافضة للسلام ومرتكزاته بدءا من خريطة الطريق وهي مقترح امريكي مرورا بتفاهمات شرم الشيخ في فبراير الماضي وانتهاء بكل التحركات والجهود التي تبذل بما في ذلك زيارة كل من شارون ومحمود عباس الي واشنطن ولقاء الاول مع بوش في 11 ابريل الماضي ولقاء عباس بوش في 26 الشهر الماضي ومردود ذلك كله علي اللقاء المرتقب بين عباس وشارون في الحادي والعشرين من الشهر الحالي. ان كل ما يجري علي الارض اليوم يشير الي ان اسرائيل عازمة علي ترسيخ وجودها في الضفة الغربية والادلة كثيرة لعل احدثها ما صرح به مستشار شارون مؤخرا من ان الانسحاب من غزة والمفروض ان يتم في منتصف اغسطس القادم كان للضرورة القصوي حيث ان اسرائيل لا تستطيع دفع ثمن الاستيطان في القطاع ولهذا قررنا الخروج من منطقة ليس لنا فيها مصلحة قومية علي المدي البعيد بعكس الضفة وعليه فالصورة الجلية تظهر ان الانسحاب من غزة سيقابله ضم اراض في الضفة الغربية. ضمانات بوش دليل آخر علي عزم اسرائيل علي ترسيخ وجودها في الاراضي الفلسطينية الا وهو الاعلان بين الحين والحين عن بناء عدد من الوحدات السكنية في المستوطنات الموجودة بالضفة الغربية وكان آخر ما أعلن هو بناء اثنتين وعشرين وحدة سكنية في مستوطنة معاليه اوديتم والمبنية اساسا فوق اراض احتلت 1967 والمسوغ الذي قدمته المتحدثة باسم الخارجية الاسرائيلية هو ان امريكا اعطت لاسرائيل "كارت بلانش" يخولها بسط سيادتها علي الكتل الاستيطانية الكبري في الضفة الغربية عندما منح بوش شارون رسالة الضمانات المكتوبة في لقائهما بواشنطن في 14 ابريل من العام الماضي والتي بمقتضاها منح شارون صكا باسقاط حق العودة وباسقاط حدود 1967 وبالمضي قدما في توسيع المستوطنات وبسط سيادة اسرائيل عليها والمضي قدما في تهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري. ويستمر الجدار قائما لا ينتظر ان تتوقف اسرائيل عن بناء الجدار الذي قضم الاراضي الفلسطينية ومن اجله نُسفت العديد من منازلهم بدعوي انها بدون ترخيص وفي هذا الاطار تعتزم اسرائيل هدم ثمانية وثمانين منزلا في حي سلوان بالقدس والتي يسكنها نحو 2500 فلسطيني وهو ما يعتبر بمثابة اعلان حرب علي الوجود الفلسطيني في المناطق المتاخمة للبلدة القديمة في القدس. الدولة في مهب الريح ولا شك ان الوضع علي الارض مرشح للانفجار مع استمرار بناء الجدار ومع استمرار الحاق الضرر بعملية السلام ولقد رأينا كيف تعاملت اسرائيل يوم الجمعة الماضي مع المتظاهرين واستخدمت لاول مرة سلاحا جديدا يفقد المواطنين توازنهم لفترة ويظل التعويل علي الامل المفقود -واعني به قيام الدولة الفلسطينية- تعويلا لا يستند علي ارضية او اساس فكل ما يجري علي الارض ينسف فكرة قيام الدولة ولهذا جاءت تصريحات الساسة الاسرائيليين واضحة تؤكد بان فكرة اقامة دولة فلسطينية بحلول 2008 لارساء الاستقرار بعيدة كلية عن الواقع لان مثل هذه الدولة ستحاول التآمر ضد دولة اسرائيل! ماذا عن القمة الثانية؟ والقمة المقصودة هنا هي التي أعلن عنها انها ستعقد بين محمود عباس وشارون في القدس في الحادي والعشرين من الشهر الجاري وهي الثانية بعد لقائهما الاول في فبراير الماضي بشرم الشيخ.. ويرد التساؤل ما الذي يمكن ان يتخمض عن القمة المزمعة لاسيما وان ما تم الاتفاق عليه من قبل في شرم الشيخ لم ينفذ فوقف اطلاق النار تعرض للخرق ومازال يتعرض للخرق من قبل اسرائيل كما ان اسرائيل لم تنفذ بند الافراج عن الاسري الفلسطينين وفق المعايير التي تم الاتفاق عليها فضلا عن ان الحصار مازال قائما علي الاراضي الفلسطينية ومازال الجدار ممتدا يفصل الاراضي الفلسطينية بعضها عن بعض ومازال توسيع الاستيطان يتعمق ويجري علي قدم وساق اغلب الظن ان شارون سيحاول استغلال القمة لاستجلاب تنازلات جديدة من محمود عباس تتعلق بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية ووأد المقاومة كلية خاصة وان شارون يصر علي ان تبسط السلطة الفلسطينية سيطرة ملائمة علي الارض التي ستنسحب منها اسرائيل في غزة ضمانا لتأمين الوضع الاسرائيلي داخل غزة وطمأنتها بعدم قيام الفصائل الفلسطينية بأية عمليات ضدها في المستقبل.