في حرم المطار.. طاطي دماغك طبقاً لخطوط الطول وخطوط الفقر, فإن تاريخ الدولة المصرية الحديثة يبدأ بمذبحة القلعة مروراً بمذبحة القضاه وصولاً إلي مذبحة الفراخ; فقد بدأنا بحفظ الموتي وانتهينا بحفظ الأناشيد.. فكرنا في فيلم "الضربة الجوية" ونفذنا فيلم "بين الأطلال", ومع ذلك ستظل الشعلة مرفوعة والفحم مشتعل.. بعث أبي برقية شكر إلي مجلس قيادة علاوة يوليو وأمسك العلاوة وشمها وسأل أمي: "ح نسميها إيه؟".. قالت: "علي اسم أختي حسنات".. واقترحت أن تخصص الزيادة للاحتفال بمرور مائتي عام علي حملة فريزر (1807- 2007) وطلبت أن نغلق الشبابيك حتي يظن الناس أننا نائمون ثم نفتحها فجأة ونرمي عليهم العلاوة, وإللي تنزل علي دماغه يبقي هوه فريزر.. قال أبي: "مش شرط يكون هو, عندك مثلاً الدكتور أنس الفقي ماسك التليفزيون لكن الدكتور مصطفي الفقي هو الذي يحتله وإن غيابه عن الشاشة حدث مهم مثل كسوف الشمس وخسوف القمر ودخول اللحم إلي منزلنا".. قالت أمي أنها رفعت التكليف عن الأطباء فأخبروها أن خالي متولي لا ينجب لكن القدر عوضه; فقد سافر وغاب في الخليج لمدة إثني عشر عاماً وعاد فوجد زوجته قد أنجبت له دستة أطفال ماركات مختلفة, ولم يعترض وعندما وجدها تمضغ اللبان قتلها وقال أمام النيابة إن إنجاب الأطفال في غيابه جنحة مثل غرق العبارة لكن مضغ اللبان جناية مثل بيع الليمون بأزيد من التسعيرة لأن مركز الأهرام الإستراتيجي يختلف عن مركز "أبو حماد".. سألتها عن معني رفع التكليف, قالت: "معناه أن المريض يخاطب الطبيب عادي ويقول له (أزيك يا منيل) وممكن يستلف منه البالطو الأبيض".. وقالت لي إذا أقتربت من المطار طاطي دماغك لأن الطول المسموح به هناك متر ونصف فقلت لها: "إنتم تسيبوني أطول براحتي وبعدين تحاسبوني".. قال أبي: "إنت طولت في خطة الإعمار".. ردت أمي: "بأن الإعمار بيد الله, عندك مثلاً ابن لادن, ضربوه بالطيارات والقنابل والصواريخ وأكلوه كفتة فرج الله ولم يحدث له شيء.. وإن إبراهيم سعدة تحول إلي أنور وجدي عندما وضع تليفون مكتبه في الزير".. إستأذن أبي ليعزي في إنتحار وزير زراعة اليابان فقالت أمي: "هيه اليابان دي عندها زراعة؟".. فقالت أختي: "لأ طبعاً, لكن عندها دم".. كان سعر سهم لحمة الراس قد ارتفع في البورصة حتي بلغ مستوي شباكنا, فناوله أبي العلاوة فأخذها وشمها وأغلقت أمي الشباك ووضعت خلفه الكومودينو وكادر المعلمين.. قال أخي أن المصري- بيولوجياً- كان له ذيل, لكن بالحكمة والرخاء والإستقرار تلاشي, لذلك عندما حلف اليمين قلنا له: "مصدقينك من غير حلفان".