رحل في صمت الفنان السوداني محمد وردي مساء السبت 18 فبراير بالخرطوم عن عمر يناهز 79 عاما بعد حياة نقية حافلة استمرت أكثر من نصف القرن تعرض للاعتقال عدة مرات.. وبدأ حياته بالتدريس وكان ناشطا نقابيا في رابطة المعلمين السودانيين قبل أن يحترف الغناء عام 1957.. وهو من أبناء منطقة عبري بالولاية الشمالية وهي إحدي قري النوبة السودانية بشمال السودان.. وكانوا يطلقون عليه بالسودان بفنان أفريقيا الأول حيث ذاع صيته في دول أثيوبيا وأريتريا وغيرها.. وهو من تيار اليسار في السودان وكان يقدم أعماله الوطنية من قناعاته السياسية. وعقب انقلاب الرئيس السابق جعفر نميري عام 1969 قدم وردي أناشيد تدعم نظام الحكم عندما كانت توجهات هذا الانقلاب الأولي اشتراكية.. وكان من المؤيدين لانقلاب هاشم العطا ضد حكم النميري واختار القاهرة كمنفي اختياري له حتي رحيل نظام النميري عام 1985 وقدم بمقر التجمع حفلا غنائيا ابتهاجا بمناسبة سقوط نظام النميري ثم عاد للقاهرة مرة أخري مع بداية حكم البشير للسودان ومكث في منفاه هنا لمدة ما يقرب من ثلاثة عشر عاما، قال عنه أدباء السودان بعد وفاته: - كان الثوار يحفظون أناشيده، أناشيد الحرية أناجيل في صدورهم. - كان وطناً من الأغنيات وقارة من الألحان.