علي صعيد أخر كشفت دراسة أعدتها مراكز متخصصة بالمفوضية الأوروبية ،أن دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة تحتاج لاستقطاب ودعوة 90 مليون مهاجر حتي عام 2050 لتدارك الخلل الديمجرافي القائم وعدم التكافؤ الموجود بين الفئات الاجتماعية المختلفة بأسواق العمل ، وعلي خلفية ذلك أطلقت المفوضية الأوربية للعام الجاري 2012 "عام الشيخوخة النشطة والتكافل بين الأجيال " ،وكانت الدول الأوربية مجتمعة قد أقرت بعد احتجاجات اجتماعية متفارقة زيادة سن التقاعد للمعاش من 65 الي 67 سنة . وللمرة الأولي نجد أوروبا في تاريخها المعاصر أمام مفارقة هي الأغرب في نوعها فمن ناحية تنامي التيارات العنصرية والقومية اليمينية النزعة المعادية للمهاجرين ،ومن أخري ازدياد الحاجة لجذب ملايين منهم الابقاء علي دوران العجلة الاقتصادية ،يجري ذلك علي خلفية ظهور حالة من التنافس غير معلنة بين الدول الأوروبية في كيفية تقسيم حصص المهاجرين بين دوله، حيث بدأت دول الاتحاد مطالبة المفوضية الأوروبية باتخاذ اجراءات لمنع أي من دوله الأعضاء استقطاب مهاجرين منه .. وكانت الولاياتالمتحدة وكندا قد تمكنتا من حل معضلة الشيخوخة في أوساط القوي العاملة الانتاجية بهما من خلال استيعاب 200 مليون مهاجر ،أما القارة العجوز فانها لا تزال تفكر في كيفية استيعاب هذه الهجرة اللازمة لها ولاقتصادياتها دون اثارة الفئات الاجتماعية وقواها السياسية اليمينية المتطرفة والعنصرية النزعة المعادية للمهاجرين والأجانب..