الطابور الخامس ذهبت إلي ميدان التحرير علي مدار الأيام الماضية في محاولة لاستيضاح الأمر والوقوف علي حقيقة ما يجري من محاولات مستمرة لاقتحام مبني وزارة الداخلية وإسقاطه لدرجة أنني تخيلت أن حسني مبارك وحاشيته يجلسون داخل المبني. تفحصت الوجوه التي تقوم بإشعال النار كلما اقتربت إحدي الكاميرات التليفزيونية بتشجيع الصبية علي إلقاء الحجارة والتكسير ولم أجد بينها تلك التي كانت متسامحة في 25 و28 يناير وطوال أيام الثورة قبل سقوط رأس النظام كما أنني لم أسمع ذاك الهتاف البديع الذي نجحت به الثورة المصرية «سلمية - سلمية». توجهت ومعي حيرتي إلي الذين أعرفهم وكانوا يجلسون علي جانبي الجزيرة الوسطي بالميدان ليفتني أحد فيما يحدث داخل شارع محمد محمود المؤدي إلي وزارة الداخلية وبعد العديد من الآراء والمناقشات اتفق الجميع علي خطأ الداخلية الجسيم في استخدام القوة المفرطة عند إخلاء الميدان من أهالي المصابين عقب المظاهرة الانتخابية لتيارات الإسلام السياسي يوم الجمعة، وأن ما يحدث الآن من محاولات لإشاعة الفوضي والعنف يعيد إلي الأذهان ما حدث أمام السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة والسفارة السعودية وكذلك أحداث مسرح البالون، ويذكرنا بالطرف الثالث في أحداث ماسبيرو. الذي ذهب إلي الميدان وتابع بدقة ما حدث وكيفية التحركات والوجوه التي تقود وتحرض علي تكسير واجهات المحال التجارية وتعقب بعض الكاميرات التليفزيونية الموجودة في أماكن ثابتة أعلي العمارات والتي ترصد التحركات الخلفية بعيدا عن الثوار الشرفاء يصل إلي يقيني بوجود «الطابور الخامس» الذي يستهدف فقط إسقاط الدولة المصرية ومعاقبة المصريين علي ثورتهم والقصاص من القوات المسلحة التي لم تقم بالتصدي لتلك الثورة عندما نزلت إلي الشارع مساء يوم 28 يناير الماضي. رءوس كثيرة في مؤسسات عديدة بعضها سيادية يمتلكون المال ويحتفظون بسلطانهم إلي اليوم تضرروا من ثورة 25 يناير ودول مجاورة تمتلك المال ولديها مريدون داخل البلاد تعمل حاليا علي عدم اكتمال ونجاح الثورة المصرية والحكومة الحالية مخترقة وبها وزراء تم تعيينهم بتوصيات من دول خارجية ومن رجال أعمال كانوا مقربين من الحاشية السابقة وأحدهم زار إسرائيل مرات عديدة ولا أمل فيهم. الذي لا أصدقه ولا أريد التفكير فيه أن السلطة التي تدير البلاد حاليا تعلم الكثير عن الطابور الخامس من خلال اعترافات الذين تم ضبطهم في أحداث سابقة وتتركهم يعبثون بأمن واستقرار هذا البلد بدعوي الحرية وخوفا من انتقادات داخلية وخارجية قد توجه لهم وهنا لا أستبعد دور الطابور الخامس في بعض الأحداث في المحافظات من قطع لخطوط السكك الحديدية والطرق السريعة والذي ينتهي بسقوط الدولة وهيبتها. يا سادة.. اعترفتم في مراسيمكم المختلفة بحرية التظاهر والاعتصام والاحتجاج للجميع بما لا يضر مصالح الجميع ويعطل مرافق الدولة واكتسبتم علي مدار الشهور الماضية ما كان ينقص من خبرة سياسية تستطيعون بها الآن التمييز بين الأحزاب السياسية والائتلافات الشبابية والتيارات الفكرية التي تعبر عن مطالبها وتمارس حقها بطريقة سلمية لصالح هذا البلد وبين غيرها من الذين يخربون ويدمرون ويستخدمون الخرطوش والرصاص الحي بما يخدم أهدافهم بإشاعة الفوضي والعنف. لذلك أطالب المجلس العسكري باتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ الدولة والتحدث إلي الملايين الذين ينتظرون معرفة حقيقة ما يجري وعدم تركهم للإشاعات التي يتم ترويجها وليكن هناك متحدث رسمي باسم المجلس العسكري يخرج يوميا للتفاعل مع المواطنين وشرح الأمور وكشف الحقائق في ظل تلاحق الأحداث وتسارعها خاصة أن الجميع فقد الثقة في الحكومة الحالية ورئيسها. والكلمة الأخيرة أننا ننتظر التحقيق في الاعتداء المتعمد علي الصحفيين خلال قيامهم بمهام عملهم ومحاسبة المسئول عن ذلك ولعدم تكراره، والتحقيق الشفاف والسريع لكشف حقيقة المجزرة التي راح ضحيتها العشرات الذين نزلوا إلي التحرير بعد الدعوات التي اطلقتها مواقع التواصل الاجتماعي واستجاب لها الثوار بعد ذلك.