اصبحت هناك حاجة ملحة لايجاد مفهوم معرفي لمصطلح "العلمانية" من خلال لغة بسيطة حتي تتم ازالة التشوهات التي علقت به ويتم توظيفه في الوسط الاجتماعي لكسب قبول المجتمع ومواجهة القوي الاخري ،، طرحت هذه الفكرة في الندوة السابعة التي عقدها منتدي"ابن رشد" ضمن سلسلة ندواته "تأسيس العلمانية في مصر" وذلك بمكتبة "خالد محيي الدين" تحت عنوان" العلمانية وثورة25 يناير" والتي أدارتها دكتورة" مني ابو سنة" امين عام المنتدي. وقد اشارت " مني" في البداية الي عدم وجود رسالة او فكر واضح لدي اي قوي او تيار سوي الاخوان المسلمين بالتحديد وليس التيار الاسلامي ككل موضحة ان ثورة 25 يناير ضرورة حتمية تاريخية لان المجتمع المصري كان قد وصل بالفعل الي مرحلة الفساد ليس فقط السياسي والاجتماعي وانما فساد العقل حتي اصبح التغيير حتميا ومطلوبا. صياغة فلسفية بينما اكد دكتور" مراد وهبة" رئيس المنتدي علي العلاقة بين العلمانية وثورة يناير موضحا ان بداية العلمانية كانت في القرن السادس عشر وارتبط بنظرية دوران الارض حول الشمس التي سبق واشار لها فيثاغورس في القرن الخامس قبل الميلاد الي ان جاء افلاطون وارسطو بفكرة الديمقراطية وتم ربطها ايضا بالدوران . وحدد "مراد" اربعة اركان لهذه الديمقراطية بداية من "العلمانية" والتفكير النسبي غير المطلق حيث يصبح العالم متغيرا مرورا "بالعقد الاجتماعي" والذي صنعه البشر بالاضافة الي "التنوير" وتحرير العقل من كل سلطة باستثنناء سلطة العقل ذاته ليكون هو المتحكم فقط في نفسه مع مراعاة انه سيكون الناقد ايضا لجميع ممارساته وتحديد الاخطاء فمثلا العقل هو المسئول عن نشأة الفكرة وتصحيحها دون الاحتياج لاي سلطة خارجية وهنا تحاول السلطات الديكتاتورية ايقاف هذا العقل الناقد ورابعا " الليبرالية" وظهورها في القرن التاسع عشر حيث تفوق سلطة الفرد علي سلطة المجتمع طالما اصبح هناك تحرر للعقل وهكذا يمكن القول بأن "العلمانية" هي الحد الادني و" الليبرالية" الحد الاقصي من المكونات الاربعة للديمقراطية وهو الوضع الذي تفتقده مصر في ظل تواجد" الوصولية الدينية" والادعاء انها تمتلك الحقيقة المطلقة. وانتقد" مراد" دخول هذه الوصولية لميدان التحرير في الثامن والعشرين من يناير مع شبابها الذين حرموا من اي طموح وحاولوا تحقيق شئ ولكن كان ينقصهم الرؤية المستقبلية بعد ثورتهم ووضع البديل بمجتمع علماني وإلا ستكون هذه الثورة في خطر وبناء عليه فمن المفترض ان يقوم ائتلاف شباب الثورة بالتحاور مع الحكومة والمجلس العسكري باعتبارهما من لهم المشروعية حتي نجعل مصر مجتمعا علمانيا ديمقراطيا في مواجهة الوصولية الدينية خاصة وان هذه الثورة هي علمانية بطبيعتها وفي جوهرها وعلي الثوار اكتشاف انفسهم والتواصل مع الشعب . ثورة فكرية وقدم دكتور" عصام عبد الفتاح" قراءة للمشهد الحالي في مصر ومنذ بداية الثورة حيث التواصل علي الفيس بوك والاتفاق علي التلاقي في الميدان الي ان تجمعت التيارات الوصولية وظهرت بعدها احزاب جديدة وهنا اصبحت الصفة العامة لهذا المشهد هي مبدأ التخوين واشار" عصام" الي الكتابات الغربية التي وصفت ثورة يناير بانها حركة احتجاج وليست ثورة خاصة في ظل وجود عقبات تعوقها مثل اضراب المثقفين عن التفكير فكل ثورة من الطبيعي ان يسبقها نهضة فكرية مثل الثورة الفرنسية لتقوم الشعوب بتطبيقها اما حركة 25 يناير لم يسبقها اي تراث فكري بسبب انقسام هؤلاء المثقفين وانشغالهم بمصدر رزقهم فقط علاوة علي الضرورة في احداث القطيعة اولا مع الماضي قبل الثورة بالاضافة الي اهمية ان تخلق الثورة مصطلحات يمكن ان ترويها وثورة يناير قامت علي نفس الافكار القديمة والمصطلحات المعروفة كالعدالة الاجتماعية واخيرا مأزق الديمقراطية، ومعناها ان الشعوب العربية كثير ما تظن ان الديمقراطية هي حكم الاغلبية ولكن في الحقيقة نجد الديمقراطية تتأثر بعدة قيم منها ان يكون التفكير نسبيا علمانيا علاوة علي احترام حرية الفرد والاقلية بالاضافة الي انه لا سلطان للعقل الا من العقل نفسه ومن هنا تصبح الديمقراطية حقيقية ومع ضرورة وجود آلية لتحقيقها ، اما فيما يخص الارهاب المطلق والتخلص منه بالتاكيد علي ان النسبي ماهو الا نسبي والحل في التغيير باستمرار .