في أول لقاء جمع المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة بعدد من القوي الوطنية بالبحيرة ثار غاضبا عندما قال منسق حركة كفاية د. عادل العطار «إن الحزب الوطني المنحل لم يكن حزبا بل كان عصابة» ثم اشتد غضبه عندما قال الناقد والمترجم - السيد إمام «إن مشهد ميدان التحرير كان صراعا بين ثقافتين الأولي حداثية تمثل الثوار والأخري رجعية تمثل النظام السابق» فما كان من الحملاوي سوي الانسحاب من اللقاء الذي عاد إليه عقب مناقشات لاحتواء الموقف.. وقد قرر المهندس الحملاوي - في سياق متصل - وقف المهندس محمد الحداد مدير الإدارة الهندسية بمدينة كفر الدوار عن العمل وإحالته للتحقيق عقب إصرار الحداد علي عدم استخراج رخصة لبناء برج سكني لصالح عدد من فلول الحزب الوطني السابق علي أراض ملك للدولة وتستخدم للنفع العام موقفا للسيارات.. وقد شكل عدد من فلول الوطني بكفر الدوار جمعية أطلقوا عليها جمعية التنوير عقب ثورة يناير ووثقوا صلتهم بمحافظ البحيرة في الآونة الأخيرة واستغلوا تلك الصلة في الإطاحة بمدير الإدارة الهندسية لمجرد رفضه السماح بمنحهم رخصة بناء علي أراضي الدولة. وتمثل تلك الواقعة نموذجا لعودة نفوذ الحزب المنحل إلي ديوان محافظة البحيرة خلال المرحلة الأخيرة الذين سعوا لخلق منافذ جديدة للعودة فقد قام الحملاوي بتكريم أمين الحزب الوطني السابق بدمنهور د. عادل مكي في إطار منطقة البحيرة لكمال الأجسام وكذلك استقباله الدائم لعدد من النواب السابقين بالبرلمان في حين غابت القوي السياسية وائتلافات شباب الثورة عن موائد الحوار الرسمي، واكتفي المحافظ بلقاء تعارف في بداية قدومه للمحافظة وامتد ذلك إلي تجاهل واضح وصارخ لجميع مطالب القوي السياسية في مختلف الملفات التي تهم المواطن والتي كان آخرها إصدار قرار بتحويل مبني جهاز مباحث أمن الدولة السابق إلي هيئة قضايا الدولة، في حين أن مطلب القوي الوطنية كان تحويل المبني التاريخي إلي قصر للثقافة في مدينة هي الوحيدة من بين عواصم محافظات مصر التي تخلو من قصر للثقافة ويقول الناقد السيد إمام إن هذا القرار يؤكد عداء المسئولين التنفيذيين للثقافة وربما يصل الأمر إلي احتقارها ويشير إلي أنه رغم موافقة المحافظ السابق مبروك هندي علي مذكرة وقع عليها أكثر من 500 من السياسيين والمثقفين بتحويل المبني إلي قصر للثقافة لكن المحافظ الحالي تجاهل ذلك واتخذ القرار منفردا.