دائما يجبرك هذا الشعب علي التوقف عنده كثيرا لتأمله، ليس لما يجري فقط علي أرضه الطاهرة من عنف وقهر واحتلال في زمن اختفت من قواميسه هذه الكلمة الأخيرة ولكن لما يتميز به من سمات خاصة ضد أي مشاكل فتكاد تكون باعثة كل يوم علي أمل جديد وحياة أفضل حتي في أحلك الظروف، هو الشعب الفلسطيني لا شك، الذي يحمل داخله تاريخ أرض مقدسة وجبال من الصبر والأمل.. وأحد رموزه مروان البرغوثي الذي يقضي حكما بالسجن مدي الحياة، وفي نفس التوقيت يحصل علي رسالة الدكتوراة من القاهرة بتقدير امتياز، مقبل البرغوثي،شقيق مروان البرغوثي استضافته «الأهالي» ليتحدث عن المشهد الفلسطيني والوضع الحالي وعن الاستعداد للانتخابات. في البداية أكد مقبل أن المشهد الفلسطيني الحالي أكثر تعقيدا خاصة في الأماكن المقدسة واستبعد قرب المصالحة الفلسطينية بسبب تعنت بعض الأطراف وحملهم مسئولية ما يحدث في فلسطينوغزة بالتحديد، وأكد أن الانتخابات مرتبطة ارتباطا وثيقا بحدوث المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني لأن إجراء انتخابات سيشكل مأساة خاصة في حالة حدوثها في الضفة وحدها وهذا يعتبره «جريمة» غير مقبولة وغير معقولة. وقد نبه إلي حدوث تصعيد ضد الطرف المحتل خلال الفترة القادمة خاصة في ظل ما يحدث في الأماكن المقدسة من انتهاك، وعاب علي الموقف العربي المخزي والمقتصر دائما علي الاستنكار والذي أوصل الشعب الفلسطيني إلي قناعة بمواجهة الاحتلال بمفرده وعدم الانتظار لأي تحرك عربي. وعن السلطة الفلسطينية قال إنها تعرضت لضغط كبير خلال الفترة الماضية للعودة إلي المفاوضات دون وقف الاستيطان. أما عن إمكانية حدوث انتفاضة ثالثة بفلسطين فقال مقبل إن الشعب الفلسطيني لا ينتظر قرارا عربيا للانتفاضة ولكنه يستبعدها في ظل الانقسام الفلسطيني الآن وقبل تحقيق الوحدة الوطنية وأكد أن ما يحدث حول القدس قد يكون أكثر خطورة مما يحدث ضد المسجد الأقصي وداخلها، فالقدس تتعرض الآن للتفريغ من أهلها. وأكد أن حصار غزة لا يدفع ثمنه سوي الأطفال والنساء والشيوخ وحمل مسئولية ما يحدث للاحتلال أولا والسلطة الفلسطينية ثانيا، وعن طرح فكرة الدولة الواحدة أمام الطرف الإسرائيلي أكد أنها سلاح مهم قد يتم استخدامه في فترة لاحقة خاصة مع أنها فكرة تثير رعب الإسرائيليين بسبب زيادة عدد سكان قطاع غزة عنهم وهو ما يقلقهم في ظل دولة ديمقراطية واحدة حتي إنهم يطالبون بترحيل عرب 48 إلي الضفة الغربية. أما عن الأحداث الأخيرة في مسجد الأقصي والتي تنذر بهدمه فقال إن الإسرائيليين يخططون لهذا منذ عشرات السنين فهناك مدينة كاملة شيدوها تحته لهدمه وهو ما قد يحدث. وعن القدس قال إن كل حجر فيها أهم حجر علي وجه الأرض وهي عصب القضية الفلسطينية فهي مدينة تستحق كل التضحيات من أجلها لهذا يريدون تقسيمها ويفرضون عليها حصارا شائكا من الطرف الإسرائيلي. ولم ييأس مقبل من الشارع العربي مؤكدا أنه بخير وأن الشباب العربي مازال مهموما بالقضية الفلسطينية أما عن شقيقه مروان البرغوثي الأسير بالسجون الإسرائيلية فقال إن رسالته للدكتوراة أعدها منذ عام 2000 قبل اعتقاله، وعندما حدثت الانتفاضة ترك كل شيء وعام 2007 طلب د. أحمد يوسف رئيس معهد البحوث والدراسات العربية ضرورة استكمالها فجمعوا المراجع والكتب لإدخالها لمروان داخل المعتقل وهو ما كان يحدث بصعوبة شديدة بعد إضرابات عن الطعام من الأسري واستمر هذا الوضع لمدة ثلاث سنوات حتي تمت الرسالة والتي كان أصعب ما فيها إخراج « مروان» وأوراقه التي يكتبها وهي كان يتم تهريبها عبر أسري فلسطينيين طلاب في الجامعة العبرية. وأكد ارتفاع معنويات مروان البرغوثي وأن الأسري بالسجن قد احتفلوا به فور علمهم بحصوله علي الدكتوراة. أما عن إمكانية ترشحه من داخل السجن للرئاسة في الانتخابات القادمة فأجاب شقيقه بالإيجاب مؤكدا أن هذا الترشيح سيكون رسالة إلي العالم أنه «مجرم» منها هو أسير فلسطين يترشح ويحصل علي تصويت ليكون رئيس لدولة.