جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بني في مصر وإفريقيا كلها ورابع مسجد علي مستوي العالم الاسلامي انذاك. بني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها. كان يسمي أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع. يقع جامع عمرو بن العاص شرق النيل عند خط طول 31 13 59 شرق، وعند خط عرض 30 0 37 شمال، كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتي عام 53ه / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر حتي وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري، وفي ما بعد رممه عبد العزيز بن مروان سنة 79 ه (698م) إلا أن قرة بن شريك هدمه من أساسه وأعاد بناؤه سنة 93 ه (710م) علي مساحة واسعة ، وجعل له جدراتنا عالية وسقفا من الخشب وقرة هو الذي أنشأ له المحراب المجوف ، وهو أول محراب من نوعه في مصر ، وأضاف اليه منبرا خشبيا جميلا، في سنة 133 ه (750م) أتم الوالي العباسي صالح بن علي ، عم ابي جعفر المنصور عمل قرة واعطي الجامع شكله الذي بقي عليه مدة طويلة وفي سنة 212 ه (727م) بلغ الجامع مساحته الحالية علي يدعبد الله بن طاهر والي المأمون ، وثبت الجامع علي تلك المساحة الي ايامنا ( وهي 5،112- م ، اي ما يقارب 15000 م2) وهذا المسجد الذي اتمه عبد الله بن طاهر هو الذي يعتبر اليوم المسجد الاصلي الذي يحافظ عليه. في عهد خماروية بن أحمد بن طولون احترق جزء من مسجد عمرو ، فأعاد خمارويه بناءه وأكمل محمد بن طغج الاخشيد عمله سلفه وقد جدد المسجد عدة مرات زمن الفاطميين وبلغ ذروة جماله القديم في عهد الخليفة المستنصر وكان في ذلك الوقت يقوم علي اربعمئة عمود من الرخام . إبان الحملة الصليبية علي بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 ه، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلي إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. وعندما ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلي دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 ه، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه. ثم اعاد الظاهر بيبرس ترميمه سنة 666 ه (1288م) وتوالت عملية اعمال الترميم وكان أخر من جدده من المماليك مراد بك سنة 1213 ه (1798م) ولكن الترميم الاخير لم يقم علي اسس علمية وبعد ذلك خضع المسجد لاصلاحات متنوعة كان أخرها سنة 1922 ، واصبح المسجد من اقل المساجد الكبري وحدة فنية والمسجد بشكله الحالي هائل الحجم تحمل سقفه مئات الاعمدة ، وفي وسطه صحن مكشوف تزينه قبة صغيرة.