أكد السفير "أحمد بن حلي " نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية علي حق الشعوب العربية في الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والعيش بكرامة .. وناشد بن حلي الحكام العرب أن يستمعوا ويستجيبوا لمطالب شعوبهم وحقهم في حياة حرة كريمة وألا يواجهوا تلك الانتفاضات بالعنف والقوة لأن التغيير قادم لا محالة مهما حاولوا التصدي له.. فإلي نص الحوار معه.. في ظل ما يسمي بحالة الربيع العربي وانتفاضات الشعوب العربية في عدة أقطار علي رأسها ليبيا واليمن وسوريا هل لدي جامعة الدول العربية استراتيجية جديدة لمساندة ودعم إرادة الشعوب في التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية ؟ أولا هذه طبيعة الأمور وطبيعة العصور أنه لابد من التطوير والتغيير والعالم العربي الآن وصلته رياح التغيير وإذا كانت مناطق أخري سبقتنا مثل أوروبا الشرقية بل دول أمريكا الجنوبية فلقد جاء الوقت الذي يحتم أن تتماشي هذه الدول مع عصرها وإرادة شعوبها والتزاماتها الوطنية والدولية فلا مفر من التغيير ولكن هذا التغيير لن يكون نمطا واحدا فقد يختلف من دولة لأخري وعملية التغيير ستتباين وفقا لدرجة تطوير وأوضاع كل دولة عربية ومن باب أولي أن الجامعة التي تمثل الدول العربية وأيضا الشعوب من خلال البرلمان العربي ومنظمات المجتمع المدني أن تكون سباقة لمواكبة هذا التغيير. كيف ؟ وما ملامح هذه الرؤية أو الاستراتيجية ؟ لا أود أن أتحدث عن الاستراتيجية الآن فقد تكون لدي الأمين العام الجديد د. نبيل العربي استرتيجيته لكن أنا كمساعد وأحد من يعيشون هذه التجربة أقول أن ميثاق الجامعة لابد أن يتغير . هل تغيير جذري أم بعض المواد فقط ؟ أهم شئ هو الاقتراب من المواطن العربي وهمومه ومشاكله وطموحاته بشكل كبير والتعبير عنها ولا نظل متقوقعين في إدارة الأزمات السياسية فعلينا أن نهتم بقضايا الشباب والمرأة والقضايا الاقتصادية والاجتماعية. ولكن هل هذه القضية مطروحة الآن علي أجندة الجامعة ؟ نعم فنحن نحتاج إلي ذلك الآن والواقع يفرض ذلك التطوير. من القضايا المهمة التي طرحت علي القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت ثم في مصر قضية البطالة في الوطن العربي فماذا فعلت الجامعة لحل هذه القضية ؟ هناك مشروع طرحه أمير الكويت خلال القمة التي عقدت هناك رصد له 2 مليار دولار لإنشاء صندوق لدعم مشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة ووصل المبلغ الذي تم جمعه حتي الآن إلي مليار و450 مليونا حتي الآن ودخل حيز التنفيذ وهناك آليات ومجلس إدارة لهذا الصندوق الكبير ويجب علي كل دولة عربية أن يكون لديها قائمة بمن يستحقون أن يستفيدوا من هذا الصندوق وتبلغ ذلك للهيئات المشرفة هذا مشروع علي مستوي الوطن العربي لكن يبقي أن تضع كل دولة علي حدة قضية تشغيل الشباب علي سلم الأولويات وعموما كل القضايا السابقة ستطرح علي القمة القادمة. متي وأين ؟ في مارس القادم 2012 والمفترض أن تعقد في بغداد لكن هناك اجتماعا وزاريا في سبتمبر لاتخاذ قرار إذا ما كانت الظروف الأمنية والسياسية تسمح أم لا . هناك ثلاث دول عربية بها انتفاضات شعبية كبيرة "ليبيا وسوريا واليمن" ما توقعاتك لمنحي هذه الانتفاضات ؟ وما دور الجامعة العربية في هذه المرحلة التاريخية ؟ التغيير قادم لا محالة ولكن كل دولة لها وضعها الخاص ونحن كجامعة عربية ندفع في اتجاه الاستجابة لمطالب الشعوب وطموحاتها ولكن لا ينبغي أيضا أن تكون هذه الهزات مبررا للتدخل الأجنبي . ولكن الجامعة العربية وافقت علي هذا التدخل الأجنبي في ليبيا بدعوي حماية الشعب الليبي من نيران ومدافع القذافي فما تقييمكم لهذا الموقف الآن؟ لا أريد أن أعود للوراء لأقيم القرار الذي صدر عن الجامعة حينها ولكن ما يهمنا الآن هو الانتقال إلي مرحلة التسوية السياسية وكيف نجمع الليبيين علي صيغة توافقية لإدارة مرحلة انتقالية لتجسيد طموحاتهم من خلال إقامة مؤسسات دستورية "برلمان وحكومة " للخروج إلي بر الأمان. هل الجامعة تلعب دورا الآن للمساهمة في تحقيق ذلك ؟ طبعا وهناك رؤية الآن فقد اجتمع بالجامعة كل من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للمؤتمر الاسلامي ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي "آشتون "وتم بلورة عدد من الافكار تم حملها إلي الاتحاد الافريقي الذي كان لديه ما يسمي بخطة" خارطة الطريق" من خلال لجنة خماسية عليا علي مستوي الرؤساء وتمت صياغة هذه الأفكار مع الرؤية الأفريقية و رؤية الأممالمتحدة من خلال المبعوث الخاص "الأخ عبد الإله الخطيب " وسيكون هناك اجتماع يوم 15 يوليو الحالي وسيحضره" د. نبيل العربي " ليطرح رؤية الجامعة العربية في هذه القضية. ما أهم ملامحها ؟ الأهم هو وقف القتال والعنف والعمل علي حماية المدنيين وتزويدهم بالاحتياجات الأساسية والطبية إلخ . والمرحلة الثانية هي اتفاق مختلف الليبيين في جميع مناطقهم علي تشكيل سلطة انتقالية للاتفاق علي المؤسسات الدستورية التي يسعون لها وتضافر الجهود الدولية لتحقيق ذلك مع الحرص علي عدد من الثوابت أولها هو وحدة أراضي الدولة الليبية والأمر الثاني هو الاستجابة لطموحات الشعب الليبي في التغيير أما ثالثا فهو عدم إعطاء فرصة لأن يكون هناك تواجد أجنبي علي الأرض الليبية وأن يكون هذا التحرك الدبلوماسي بيد العرب والأفارقة ثم بقية الأطراف. ولكن في حال إصرار كل طرف علي موقفه خاصة أن المجلس الانتقالي والثوار يصرون علي خروج القذافي وأبنائه من السلطة، بينما يصر القذافي وأبناؤه علي القتال حتي آخر زنقة فما هو المخرج ؟ الكل يدرك أن أي أزمة مهما كانت عنيفة تنتهي بحل سياسي والإصرار علي أن يكون هناك حل سيدفع بكل طرف إلي التنازل والوصول إلي حل مشترك. وماذا عن المشهد السوري أين الجامعة العربية منه ؟ لا أريد أن أعلق الآن لأنه ستكون هناك جهود من قبل الجامعة لمصلحة استقرار وأمن سوريا. وماذا عن اليمن ؟ هناك المبادرة الخليجية إلي جانب رؤية مقدمة من الجامعة وهي متفقة مع المبادرة الخليجية، ويجب علي الجميع أن يدركوا أن المبادرة هي أحد السبل لإخراج اليمن من أزمته ولكن علي الجانب الآخر أشيد بقدرة الشعب اليمني المسلح علي إ صراره أن تكون "سلمية " لابد أن نحييه علي هذا الموقف العظيم. ولكن الشعب اليمني مصر علي خروج الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" من السلطة ؟ المبادرة الخليجية تعالج هذا الجانب وتطالب صالح بالخروج من السلطة خلال فترة معينة . قلت إنك تتمني أن تكون الحلول سلمية من قبل السلطات في بعض الدول العربية وقد يكون هذا إشارة لما يحدث في البحرين مثلا؟ = لا البحرين تجاوزوا الأمر ودخلوا في مرحلة مصالحة والجامعة أصدرت بيانا باركت مبادرة عاهل البحرين ودعت كل الأطراف للاستجابة لها ومواصلة عملية الإصلاح دون عائق ورفض أي تدخل خارجي وإعطاء الفرصة للبحرينيين لحل مشاكلهم . ألم يكن تدخل درع الجزيرة لمواجهة الانتفاضة في ميدان اللؤلؤة تدخلا خارجيا ضد الشعب البحريني؟ لقد كان تدخل درع الجزيرة جزءا من الحل ويجب أن نفكر في هذه الآلية علي مستوي الوطن العربي في المستقبل علي مستوي الجامعة العربية وأن تكون لدينا قوات لحفظ السلام وهذه الآلية مطروحة في مجلس السلم والأمن العربي لحفظ السلام وليس التدخل.