«طلائع شباب مصر»: التعليم المزدوج بوابة الشباب المباشرة إلى سوق العمل    «المعلمين»: مشروع علاج لأعضاء النقابة بخصومات تصل 60%.. تفاصيل    انتخابات الشيوخ، محظورات خلال فترة الدعاية يجب على المرشحين تجنبها    مرتبات شهر يوليو 2025.. موعد وأماكن الصرف وجدول الحد الأدنى للأجور بعد الزيادة الجديدة    علاء الزهيري: 100 ألف جنيه أقصى تعويض من شركات التأمين لحوادث الطرق    سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم السبت 19 يوليو 2025 بعد التراجع الأخير.. بكام الآن في الصاغة؟    حريق سنترال رمسيس.. تعويضات جديدة لمتضرري انقطاع الإنترنت    الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل: وقف إطلاق النار في السويداء يجب أن يصمد    سفير أمريكا لدى إسرائيل: الهجوم على كنيسة فلسطينية بالضفة عمل إرهابي    «نبقى على العهد».. بيان قوي من رابطة جماهير الأهلي في فلسطين بعد أزمة وسام أبو علي    هل سينتقل ألكسندر إيزاك إلى ليفربول؟ رد حاسم من مدرب نيوكاسل    سموحة يحصد ذهبية وفضية في بطولة أفريقيا ل ألعاب القوى 2025 بنيجيريا (صور)    إصابة شخصين بحادث سقوط عمود كهرباء أثناء مرورهما بشارع عرابي في دمنهور    طقس غداً الأحد حار رطب نهاراً مائل للحرارة ليلاً    انتشال سيارة ميكروباص سقطت في رشاح شبرا هارس بالقليوبية    عروض «زمن الفن الجميل» وفلكلور القناة في ثالث أيام «صيف بلدنا» بمدينة العلمين    الخميس.. موعد طرح ألبوم جنات الغنائي الجديد "ألوم على مين"    افتتاح وحدة الرنين المغناطيسي المطورة ب مستشفى سوهاج الجامعي    توزيع 600 كرتونة غذائية و7 أطنان من السلع الأساسية للأسر الأولى بالرعاية بكفرالشيخ    حالة الطقس في محافظة الفيوم غدا الأحد 20-7-2025    العلاقات «المصرية - السعودية».. شراكة استراتيجية وركيزة استقرار للشرق الأوسط    35% زيادة فى أسعار برامج رحلات العمرة لهذا العام    محمد رمضان يطرح أحدث أعماله الغنائية بعنوان «من ضهر راجل» (فيديو)    حسن سلامة: العلاقة بين مصر والسعودية أقوى من محاولات الفتنة والتاريخ يشهد    حصاد الأسبوع    احتجاجات غاضبة بالسويد ضد جرائم إسرائيل في غزة    أسامة نبيه يدفع بتشكيل جديد لمنتخب الشباب فى الودية الثانية أمام الكويت    فيلم مصري يقفز بايراداته إلى 137.6 مليون جنيه.. من أبطاله ؟    تنويه عاجل من «التنظيم والإدارة» بشأن مستندات المتقدمين لوظائف هيئة البريد    «أمن قنا» يكشف ملابسات العثور على «رضيع» في مقابر أبوتشت    جهاز المحاسبة الألماني يحذر من عجز محتمل في صندوق المناخ والتحول التابع للحكومة    التفاصيل المالية لصفقة انتقال راشفورد إلى برشلونة    غلق 47 منشأة طبية مخالفة بالبحيرة وإنذار 24 أخرى    فستان جريء ومكشوف.. 5 صور ل نادين نجيم من حفل زفاف ابن ايلي صعب    ليالي المسرح الحر تختتم الدورة ال20 وتعلن نتائج المسابقات    روسيا.. بين تغيير المواقف والسعى لصفقة تحت الطاولة    قوات العشائر تسيطر على بلدة شهبا بريف السويداء    براتب 900 يورو.. آخر فرصة للتقديم على فرص عمل في البوسنة ومقدونيا    يومًا من البحث والألم.. لغز اختفاء جثمان غريق الدقهلية يحيّر الجميع    هل يجوز للمرأة أن تدفع زكاتها إلى زوجها الفقير؟.. محمد علي يوضح    دعاء أواخر شهر محرم.. اغتنم الفرصة وردده الآن    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح أسباب الهجرة النبوية    ضبط 20 سائقًا يتعاطون المخدرات في حملة مفاجئة بأسوان (صور)    رئيس جامعة قناة السويس يوجه بسرعة الانتهاء من إعلان نتائج الامتحانات    دون إبداء أسباب.. روسيا تعلن إرجاء منتدى الجيش 2025 إلى موعد لاحق    وزير الصحة يوجه بتعزيز الخدمات الطبية بمستشفى جوستاف روسي    ليلى علوي نجم الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    داعية إسلامي يوضح أسرار الصلاة المشيشية    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال توفير التغذية الكهربائية لمشروعات الدلتا الجديدة    "بائعة طيور تستغيث والداخلية تستجيب".. ماذا حدث في المعادي؟    توقيع اتفاقيات تعاون بين 12 جامعة مصرية ولويفيل الأمريكية    خبر في الجول - جلسة بين جون إدوارد ومسؤولي زد لحسم انتقال محمد إسماعيل للزمالك    هل خصم فيفا 9 نقاط من الإسماعيلي؟.. النادي يرد ببيان رسمي    الصحة: إجراء 2 مليون و783 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    أسعار اللحوم اليوم السبت 19-7-2025 بأسواق محافظة مطروح    خالد جلال: معالي يشبه الغندور وحفني.. وسيصنع الفارق مع الزمالك    سوريا وإسرائيل تتفقان على إنهاء الصراع برعاية أمريكية    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات حية .. من قلب الانتفاضات العربية گسرنا حاجز الخوف ولن تعود ليبيا للوراء أبدا
نشر في الأهالي يوم 22 - 06 - 2011

منذ نجاح الثورة المصرية في إزاحة نظام مبارك الديكتاتوري الفاسد ، والشعوب العربية في حالة انتفاضة دائمة في عدة دول ، وهي ليبيا واليمن وسوريا والبحرين ، من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وإزاحة هذه الأنظمة إلي غير رجعة ، وإقامة الدولة المدنية التي يتساوي فيها الجميع أمام القانون ، وينتفي فيها التمييز بجميع أشكاله ، وتتحقق فيها المواطنة الحقة من أجل هذا الحلم جاء إلي القاهرة بعض الناشطين والناشطات في مجال حقوق الإنسان ، لتبادل الخبرات العربية ، أملا في تحقيق الحلم الثوري في التغيير الذي بات ، حلما عربيا ، نتشارك فيه جميعا.. في البداية التقيت الشاعرة والصحفية "خديجة بسيكري"من ليبيا وكان معها هذا الحوار.
البعض يأخذ علي الثوار الليبيين ، أنهم استعانوا بالغرب ، في ثورتهم علي نظام القذافي ، وأن الآلة العسكرية الغربية تقصف الليبيين بالصواريخ وتقتل المدنيين منهم دون تفرقة !
إن حلف الناتو ، كان يقصف مواقع عسكرية ، لها علاقة بالمواقع الإستخباراتية لمعمر القذافي ، هذا بالنسبة لمدينة طرابلس ، ولم يتم -ربما بطريق الخطأ - ، إلا قتل حوالي 8 أشخاص فقط ، وهذا عدد لا يقارن بمن قتلهم معمر القذافي ، فلقد قتل عشرات الألوف ، فنحن لا يمكن أن نقبل أن الناتو يقتل أبناءنا في ليبيا ، ولكن " مجبر أخاك لا بطل " ولكن إن لم يتدخل الناتو في ليبيا منذ شهرين ، لما كنا بينكم الآن ، فلقد استهدف القذافي مدينة بنغازي بالكامل ، ولقد طلب بوضوح من جنوده أن يقفوا علي الجانب الغربي من مدينة بنغازي ، ويتم مسح مدينة بنغازي بالكامل ، ونشر علي مساحة 15 كيلو مترا آليات لم نشهد لها مثيلا .
توقعاتك لما يحدث في ليبيا أكيد الثورة منتصرة لا محالة ، ولكن القضية تكمن في الثمن الذي سيدفعه الشعب الليبي ، كما أن هناك سيناريو يتحدث عن تقسيم ليبيا ، حذر منه عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية ، وإذا ما واصل القذافي صلفه وعناده فماذا أنتم فاعلون ؟
لن نتنازل ، هذا قرار الشعب الليبي بالكامل ، هذه الثورة قام بها الشباب الليبي وخطط لها الشعب الليبي ، لم يخطط لها أحد ، والآن ربما هناك من يحاول أن ينقض علي الثورة ، كحال أي ثورات أخري، والشباب الليبي يرجئ حسم هذه المسألة لحين سقوط القذافي ، ربما الآن هناك تواجد أجنبي كبير في ليبيا ، والشارع يرفض هذا التواجد ، لأننا شارع قومي عربي ، وربما هناك البعض له أجنداته الخارجية ، ونحن لسنا ضد التواصل مع الغرب والاستفادة من خبراته ، ولكن بهوية عربية .
وماذا عن المرأة الليبية والثورة ؟
المرأه الليبية ، مشاركة في صنع الثورة ، وليست داعمة فقط ، وأول شرارة كانت من المرأة ، نعم الشارع الليبي كان في حالة احتقان كبير ، وكانت هناك اعتصامات ، وعندما كانت قوات القذافي تقصف بلا رحمة وقد تم قصف بيت طفلة تدعي " رقية " وقد اطلق اسمها علي كتيبة من كتائب الثوار ، قتلت بطريقة بشعة ، حيث تم فصل رأسها عن جسدها ،مما يؤكد وحشية هذا النظام ولكن رغم ذلك فالمرأة الليبية كانت موجودة منذ أول يوم للثورة.. وسأحكي هنا عن امرأة خرجت لتشتري خبزها اليومي ، التقت بشاب يحمل لافتة " تطالب بإسقاط النظام ، وذلك قبل بداية الثورة بيوم ، وهذا أمر يعد بطوليا وغير عادي بكل المقاييس في ظل نظام القذافي ، والغريب أن هذه المرأة تعاطفت مع هذا الشاب ، والبعض اعتبرها " مجنونة " أن تفعل هذا ضد القذافي علنا ، وهو خط أحمر لا يمكن تجاوزه " قبل اشتعال الثورة " وعندما داهمهم الأمن ، احتضنت هذا الشاب ودعمته ، فانقض عليها الأمن ،وضربها بوحشية ودون رحمة ، ومن هنا كانت الشرارة ، حيث رفض الشباب الاعتداء علي امرأة كبيرة بهذه القسوة والبشاعة ، واندلعت المظاهرات ، وكانت المرأة جنبا إلي جنب الرجل في كل شيء ، حتي السيدات ربات البيوت ، كن يفترشن الشوارع حتي يظل الاعتصام قائما ، يوزعن الطعام علي الثوار ، وهذا كان قرارهن ، دون الاستئذان من الرجل ، وهذا يجيب عن أحد التساؤلات المطروحة وهو ، هل ستعود المرأة إلي البيت بعد الثورة ، والإجابة هي أن هذا هو قرارها وحدها ، فالمرأة الليبية العربية قررت أن تخرج إلي الشارع ، وأعتقد أنها لن تعود إلا بإرادتها ، فلقد واجهت الرصاص والمدافع علي مدار الأشهر الماضية ، بقوة وتحد، وهذا يؤكد أن الثورة أعادت اكتشاف المرأة الليبية ، بل والمجتمع الليبي بالكامل .. وأتذكر أنه يوم أن داهمت كتائب القذافي بنغازي ، تصدي لها الأطفال والشباب الذين هم في عمر الزهور ، وخجلت أن أكون بالبيت ، نزلت إلي الإذاعة بعد استيلاء الثوار عليها لاذاعة بيانات الثورة ، ومساندة الثوار ، ورغم أن آليات القذافي كانت منتشرة علي مسافة 15 كيلو مترا ، ولو قدر لها أن تدخل بنغازي لأبادتها عن بكرة أبيها .. وهذا ما كان يخطط له.
كيف تديرون أمور حياتكم اليومية ، في ظل اشتعال الحرب في ليبيا بهذه الضراوة ؟
نحن نعيش علي المساعدات ، والتبرعات فيما بيننا ، ومساعدات بعض الدول مثل " قطر " ، وأنا أحاول من خلال برنامج إذاعي أن نعرف كيف نقنن كل شيء ، لأننا لا نعلم متي ستنتهي هذه الأزمة ، والشعب الليبي لم يمد يده لأحد من قبل ، ولذلك فالأمور صعبة للغاية ، ونحن احتياجنا الأساس الآن للسلاح ، ونتمني أن يكون لدينا سلاح عربي ، لا أجنبي، نحن لا نريد بيانات دعم وفقط ،نرجو أن يتم جمع أموال لشراء السلاح ، ولماذا لم يتم تكوين لجان شعبية لدعم ليبيا ، مثلما حدث في الجزائر مثلا ، نحن نقتطع من قوتنا لشراء السلاح .
ما سر صمود مصراته حتي الآن ؟
إنها منطقة صناعية ، وتجارية ، وبها أكبر نسبة من المتعلمين والمثقفين ، وصمودها يأتي من أنها تنفق علي نفسها . ولديها اكتفاء ذاتي ، وهناك رجال أعمال من مصراتة قاموا بتأجير طائرات لنقل الجرحي ، وزوارق لنقل السلاح والمرضي ، نحن الآن بلا دولة ، والمجلس الانتقالي لا يملك أي مقومات ، إلا أنه يمثل فقط منظمة شرعية للتحاور مع العالم .
" ومن البحرين" تأتي شهادة ناشط حقوقي ، يتحدث لنا عن المعاناة والقهر الذي يلقاه الشعب البحريني ، بعد وأد انتفاضته من أجل الحرية والكرامة علي يد درع الجزيرة الذي تصدي للانتفاضة الشعبية في ميدان اللؤلؤة.. ولمعرفة المزيد عن الانتفاضة البحرينية ، التقت «الأهالي» هذا الناشط الذي رفض ذكر اسمه ، خوفا من البطش به ، واعتقاله عند عودته للبحرين.
ما أسباب وجودك بالقاهرة الآن ؟
جئت لأطلع علي الثورة المصرية ، وما يحدث بمصر الآن ، وكيفية تحرك الشباب منذ بداية الثورة حتي الآن من خلال شهادات بعض الشباب الذين شاركوا بالثورة ، وقاموا بتشكيل ائتلافات الشباب ، والتحديات التي تواجههم ، لأن ما يحدث بمصر له آثار كبيرة جدا علي عموم الوطن العربي ، وقد رأينا تلك الآثار علي ليبيا واليمن الآن ، ونتمني لهم النجاح كما الثورة المصرية والتونسية ، وأنا متأكد أن آثار الثورة المصرية ستمتد لكل أرجاء الأمة العربية ، عما قريب ، إن شاء الله .
وماذا عن الانتفاضة البحرينية الآن ؟
الانتفاضة قامت في البحرين في 14 فبرايرالماضي ، وشارك فيها الرجال والنساء والشباب ، وهناك معتقلات من النساء والشباب يعانون من التعذيب ، والضرب المبرح ، وبينهم طبيبات وممرضات ومدرسات، ويقدمون للقضاء العسكري .
ما أهم التهم الموجهة إليهم ؟
أولا هذه المحكمة أنشئت تحت قانون " السلام الوطني " وهو شبيه بقانون الطوارئ المصري ، والتهم هي التحريض علي كراهية النظام ، والمشاركة في المسيرات التي حدثت خلال الفترة الماضية ، وهناك الكثيرون والكثيرات الذين فصلوا من أعمالهم ، باسم هذه التهم .
متي صدر قانون السلام الوطني ؟
صدر في 17 مارس 2011 وتم تعليقه في يونيو 2011 ، ولكن المحاكمات إلي الآن جارية ، وكذلك الاعتقال والفصل من العمل .
نعلم أنه كانت هناك انتفاضة ، وئدت " كما قلت " بدرع الجزيرة ، ولكن ماذا عن الحراك السياسي في الشارع البحريني ، وهل ما زالت هناك إرادة لعودة هذه الانتفاضة ، وفقا لرياح التغيير العربية ؟
أعتقد أن الانتفاضة ، قد تكون أوقفت ، أو قمعت ، وصار هناك خوف شديد بين الناس، و قد تكون درسا في مسيرة النضال البحريني ، ولكن النضال من أجل الحرية والديمقراطية لا ينقطع ، فهو قد يكون خطوة كبيرة علي هذه المسيرة .
ماذا عن طبيعة الدولة التي تسعون أو تثورون من أجلها ؟
نريد دولة مدنية ، بها عدالة ومساواة بين الجميع ، علي أسس المواطنة الحقة لكل البحرينيين رجالا ونساء ، وسنة وشيعة ، وأنا كناشط حقوقي أري أن المرأة البحرينية تعاني مثلها مثل المرأة العربية ، فقانون الجنسية لا يمنحها حق إعطاء الجنسية لأبنائها .. كما أن هناك تمييزا في فرص العمل بين الرجل والمرأة ، كما هو الحال في الوطن العربي كذلك قانون الحماية من العنف لم يصدر بعد .
كيف تقيم دور المجتمع المدني في البحرين؟
المجتمع المدني ، قديم ، ويلعب دورا جيدا ، وينسق فيما بينه ، وله دوره البارز في تسليط الضوء علي قضايا الحرية والمساواة .
إذا ما هبت رياح التغيير علي البحرين ، ما أمنياتكم للمستقبل ؟
حلمنا هو الدولة المدنية ، وأن يكون للشعب دور أكبر في حكم نفسه وتكون هناك إصلاحات باتجاه تحقيق العزة والكرامة للمواطن ، إن همومنا واحدة ، لأن طبيعة الأنظمة التي تحكمنا واحدة ، وطبيعة الشعوب العربية أيضا واحدة .. فكل الشعوب العربية تواقة للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، مثلها مثل كل شعوب الأرض.
هل تتوقع تغييرات بالبحرين علي المدي القريب ؟
لا .. صعب ، فالظروف الحالية لا تسمح بالتغيير ، فالانتفاضة بالبحرين لم تنجح في تحقيق أهدافها ..
إذا ما افترضنا ، عدم تصدي درع الجزيرة لهذه الانتفاضة ، هل كانت الأمور ستسير في اتجاه آخر ؟
نعم .. بالتأكيد
"ومن اليمن الذي كان سعيدا" ، فيما مضي ، جاءت إلي القاهرة المحامية والناشطة "كريمة مرشد" ، إلي قلب العروبة النابض ، لتبادل الخبرات ، مع الشقيقات العربيات ، والحلم معا بنجاح الثورات في بلادهن ، وتحررهن من تلك الأنظمة الفاسدة ، البائدة ، من أجل إقامة الدولة المدنية ، التي أصبحت حلما اكل الشعوب العربية.
كيف ترين المشهد اليمني الآن ؟
الشعب اليمني بأكمله ، متفق علي التغيير وبناء دولة مدنية حديثة ، وما يحاول " صالح " أن يصدره للعرب والعالم ، من أن هناك انقساما في الشارع اليمني ، ما بين معارضين ، ومؤيدين له ، غير صحيح بالمرة ، فهناك ثوار بالملايين علي مدي 17 محافظة ، من جهة ، يطالبون بالتغيير وبرحيله ، وبضع مئات من المأجورين مؤيدون له ، ومعظمهم من الحرس الجمهوري ، يلبسون الزي المدني ، وبعض الفقراء جدا الذين يحتاجون قوت يومهم ، والشعب اليمني ، نصفه يعيش تحت خط الفقر.
وماذا عن مشاركة المرأة اليمنية في الثورة؟
المرأة اليمنية ساهمت بالمشاركة الفعالة علي مدي التاريخ ، ليس في صنع القرار فقط ، وإنما في المشاركة في الحكم ، فنحن أحفاد الملكة بلقيس التي حكمت مملكة سبأ باقتدار ، وأكد اليمنيون عدم التمييز بين الرجل والمرأة ، إلا بالقدرة علي قيادة الحكم ، أيضا أروي بنت أحمد الصليحي ، حكمت اليمن 55 عاما ووحدت الدويلات اليمنية ، وعرفت بثباتها وحكمتها ، وحكمت بحضور سياسي واجتماعي ، وجسدت المواطنة المتساوية في زمن ، لم تكن هناك زعامات نسائية ، بعد ذلك ، شهدت المرأة تهميشا وفقرا وإقصاء ، مثلها مثل الرجل ، أيضا كان مضطهدا في ظل حكم ديكتاتوري ، دفع كل طوائف الشعب للثورة عليه ، فالظروف الذاتية نضجت نتيجة للقهر والفساد واقصاء النساء عن صنع القرار ، والاضطهاد الأسري والمجتمعي ، كلها اجتمعت لتكون الظرف الذاتي ، وليأتي الظرف الموضوعي ، بتفجر ثورة تونس ومصر ، التي اعطتنا الزخم فخرج الشعب عن بكرة أبيه ، وخرجت المرأة مع أطفالها ، وافترشت الأرض ، وباتت في الخيام ، بل حولت الخيام في ساحات التغيير ، إلي أماكن دائمة لها ، وقد تشاهدون المرأة اليمنية علي الشاشات منتقبة ، ورغم ذلك لم يمنعها النقاب من أن ترفع صوتها مطالبة بالحرية والعدالة ، كما أن شباب الثورة ، اختاروا أن تكون المتحدثة الرسمية باسمهم " إمرأة " ، في كثير من المحافظات ، ورغم ما يتم الترويج له من أن صوت المرأة عورة لكن اليمنية أذهلت العالم بمشاركتها في صنع الثورة ، ولذلك فالثورة عندنا ليست فقط شبابية سلمية ، وإنما هي ثورة للشباب والنساء ، وأحد المتتبعين للقضية اليمنية قال : لولا صمود المرأة اليمنية في الشارع لانهارت عزائم الرجال وعادوا بعد فترة ، خمسة شهور والمرأة مازالت تقاوم ، كسرت حاجز الصمت والخوف ، رغم محاولات التيارات الدينية علي مدي عشر سنوات ، أن تعود بالمرأة إلي الوراء وتفصلها عن دورها السياسي والاجتماعي .
يوميا يدفع الشعب اليمني من دماء أبنائه ثمنا غاليا لهذه الثورة ، ولكن عادة ما تدفع المرأة ثمنا إما مزدوجا ، أو خاصا ، فهل هذا صحيح ؟
نعم ، فالمرأة يستشهد ابنها ، أو زوجها ، أو أخيها ، أو استشهدت هي ، فإلي جانب أن ضحت هي بنفسها ، كذلك تضحي بأغلي الناس لديها .. في سبيل الحرية والكرامة ، ولا توجد ثورة دون تضحيات ، والمرأة هي أول المضحين ، فمنذ بداية الثورة ، تظاهرت ، ثم اعتصمت ، وافترشت الأرض ، وحولت الخيام إلي مكان دائم لها ، وتبرعت بكل ما تملك ، حتي أن إحدي النساء تبرعت بإحدي " أسنانها الذهبية " لصالح الثورة.
ماذا عن توقعاتك للثورة اليمنية في ظل تشبث صالح بالسلطة حتي بعد تعرضه للموت؟
الشعب اليمني أكثر قوة وإصرارا ، وعندنا القدرة علي الصمود عما قبل ، لقد انتهي حاجز الخوف والصمت ، ولن يعود الشعب اليمني للبيت ، سواء رجع صالح أم لم يرجع ، نحن مصرون علي انتصار الثورة ، والتغيير الجذري ، وليست فقط تغيير النظام ، من القيم إلي العلاقات ، لأن خروج المرأة إلي الشارع هو ثورة ضد العادات والتقاليد البالية الدخيلة علينا منذ التسعينيات ، بما سمي " بسعودة " المجتمع اليمني ، تلك العادات الصحراوية ، فالجلباب ، والنقاب ومنع الاختلاط ، فلم تكن المرأة اليمنية ترتدي مثل هذا الزي الأسود والنقاب ، كذلك الثورة علي المؤسسة الدينية والقبلية الموجودة حاليا ، ولذلك لن تعود المرأة اليمنية إلا بعد القضاء علي تلك العادات والتقاليد البالية ، فلقد كان للمرأة اليمنية حقوق ومكتسبات ونحن الآن في فترة استردادها ، التي ستعود مع دولتنا الحضارية المدنية .
هل تعتقدين أن تعود اليمن ، يمنا واحدا ؟
ما حدث من الثورة الآن ، وحد الشعب اليمني الذي لم يتوحد منذ عام 1994، فقد كره الجنوبي الشمالي والعكس ، وفقدنا كثيرا من الحقوق في الجنوب ، ومعروف أن قانون الأسرة في الجنوب من أرقي القوانين في الوطن العربي ، فالمرأة كانت مساوية للرجل ، إن لم يكن أكثر ، أما عن الشرخ النفسي فاعتقد أن الثورة " داوته " ، والآن نشعر بالوحدة الحقيقية في ساحات التغيير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.