أقام البرنامج العربي لحقوق الإنسان ندوة بمسرح «روابط» تحت عنوان «مستقبل الدولة المدنية والدينية في مصر» أدارها د. كمال مغيث الخبير التربوي ، وتحدث فيها الدكتور أحمد زايد، استاذ علم الاجتماع عن أهمية الدولة المدنية في الفترة القادمة، وهي الدولة التي تهتم بجوهر الإنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو الجنسي، وتحدث قائلا: بالرغم من اختلاف ثورات العالم عن بعضها، وامتلاك كل ثورة خصوصيتها التاريخية فإن الثورات جميعها تشترك في البحث عن جوهر الإنسان الحقيقي الذي يطمح لحياة اجتماعية وفكرية كريمة، وذلك بعد أن سلبت النظم السياسية التسلطية حقه في البحث عن أدني حقوقه المعيشية والحياتية. ولقد عانت مصر من تلك الظروف لسنوات طويلة، وأخيرا جاء الوقت لنحقق ما نصبوا إليه من مستقبل يقوم علي المساواة بين البشر وترك الحيز لأي شخص ولكل الاتجاهات والرؤي والمواقف لتجتمع في النهاية علي هدف واحد هو أمن المجتمع والمساواة بين الناس بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق، وهذه المعاني هي جوهر ما يسمي الدولة المدنية الليبرالية الديمقراطية الحديثة، التي تتخذ من العدل قيمة محورية في سلوك الدولة كلها وقيمها الحاكمة، فالقانون هو أداة الضبط الوحيدة ورجال القانون هم من يشيعون هذا الضبط في المجتمع، كما أشار الدكتور أحمد زايد إلي أن المدنية قائمة علي المجموع فلا يحق لأحد أن يغتصب، تلك الدولة أو أن يقول إنها ملك له فهي دولة تشارك فيها فئات وأحزاب ونخب مختلفة وكل حزب يطرح سياساته. مدنية شعبية أما الدكتور عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، فأكد ضرورة قيام دولة مدنية لأنها ناتج طبيعي لثورة مدنية قام بها شباب 25 يناير المدني البعيد عن التوجهات الدينية لذا ففي الفترة القادمة لا يمكن لمصر أن تكون غير دولة مدنية بمرجعية شعبية تكون مصدرا للسلطات وأي نظام آخر سيؤدي لاحتقانات وفرض عقوبات، ومن الممكن أن يصل الأمر إلي حرب أهلية وأكبر دليل علي هذا السودان الذي أدي رفع الشعارات الدينية فيه إلي الانقسام. دولة القانون أما جورج اسحاق المنسق العام لحركة كفاية السابق فيري أن أهم شيء هو تطبيق القانون بشكل جاد ولا مجال لمجالس الصلح والطبطبة لأن مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة وتعمها الفوضي، فإذا لم يطبق القانون بصرامة وبحيادية واحترام فلن يتقدم هذا المجتمع. كما دعا لضرورة تجمع كل القوي اليسارية والناصرية والليبرالية لمواجهة الدولة الدينية ولتحقيق دولة مدنية صحيحة، وفي نهاية الندوة تم تكريم مجموعة من المهتمين بحقوق الإنسان ومنهم «نور الهدي زكي» للراحل الدكتور محمد السيد سعيد والراحل جورج عجايبي وتم توجيه تحية خاصة لشهداء ثورة 25 يناير.