فجرت ثورة 25 يناير طاقة الشعب المصري واخرجته من حالة السلبية التي ظلت سائدة معة طوال ثلاثين عاما وحل محلها حالة من الإيجابية والتي ظهرت في مواقف عديدة أهمها خروج الشعب المصري ومشاركته في الحياة السياسية والتصويت في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية. تقول د.سامية قدري استاذة علم الاجتماع ان خروج الشعب المصري وممارسته للديمقراطية يعد حراكا سياسيا داخل المجتمع من الممكن ان يكون له تداعيات وزيادة فيما بعد وبالمقارنة بالفترات السابقة فهذه النسبة في التصويت مناسبة للغاية وان كان يشوبها بعض العيوب والتحفظات مثل حشد الناس في اتجاه التيار الديني والتركيز عليه وهذا الامر من الممكن التغلب عليه من خلال استخدام المؤسسات الإعلامية في الدعوة بضرورة الفصل بين الدين والسياسة والتركيز علي الدولة المدنية وتضيف إذا كانت الثورة قد قامت خلال ثمانية عشر يوما وحققت معظم اهدافها الا اننا نحتاج لوقت طويل لاحداث تغييرات ديمقراطية حقيقية داخل المجتمع.. وتؤكد د.عزة كريم استاذ علم الاجتماع انه لابد ان نضع في الاعتبار الفترة التي لم يشارك فيها الشعب المصري في الانتخابات والاستفتاءات حيث كان يدرك ان صوته ورأيه لن يؤخذ به واري ان هذا ليس نوعا من السلبية بالعكس الشعب المصري كان لديه وعي كامل بما يحدث حولة من فساد وكانت للمعارضة دور واضح جدا في زيادة هذا الوعي الذي ادي فيما بعد للانفجار وقيام الثورة وتضيف لقد حققت الثورة وعياً ديمقراطيا ظهر هذا في احترام الرأي الآخر وقبولة وخلقت الثورة ايضا نوعا من النظام رأيناه في طابور الاستفتاء وحققت نوعا من المساواة وشددت علي ضرورة ان يركز الاعلام في المرحلة القادمة علي مايحدث من ايجابيات والبعد عن السلبيات والمبالغة فيها لان ذلك يحدث جوا من الاحباط ويقلل مما حققتة الثورة من نجاحات ويعطي فرصة لبواقي الحزب الوطني والثورة المضادة لتحطيم المصريين نفسيا فالشعب المصري لديه وعي وقادر علي الاختيار الصحيح بشكل كامل ولكي يحدث ذلك لابد من ان نبدأ للدعاية من هذه اللحظة وفتح الأحزاب علي مصراعيها وبدء عرض كل مرشح لبرنامجه الانتخابي.. ويري د.اسماعيل يوسف استاذ علم النفس بجامعة القاهرة ان الاقبال الجماهيري علي التصويت علي التعديلات الدستورية يعد من اهم الملامح الإيجابية التي تحققت بعد الثورة وان كانت حدثت بعض السلبيات والتي لابد من الالتفاف والنظر لها لتجنب حدوثها في المرحلة القادمة وخاصة ونحن مقبلون علي اكثر من عملية انتخابية في المرحلة القادمة ومن هذه السلبيات قلة عدد اللجان والذي أدي الي ازدحام شديد وسوء تنظيم واكد علي ان عملية ارسال الديمقراطية عملية طويلة تحتاج لمزيد من الحرية وفترة انتقالية لاتقل عن سنة ونصف الستة لنستطيع تكوين احزاب جديدة وتغيير القيادات الإعلامية التي تهدف للهدم وليس البناء.. وتضيف د.راضية الجزاوي استاذة علم النفس ان ماحدث بعد ثورة 25 يناير من تغييرات جذرية في المجتمع المصري يدعو للبهجة فهناك حالة حراك داخل المجتمع ظهرت في تكوين الجمعيات والرغبة في التطوع لخدمة الوطن وبدأ المصريون يخرجون ويعبرون عن رأيهم ويدافعون عن حقوقهم ويطالبون بالمساواة واحترام القوانين وكشف الفساد ولكي تتوالي نجاحات الثورة لابد من فصل الدين عن السياسة لأن استخدام الدين في السياسة غير قانوني .