أصدر حزب التجمع بيانا حول مظاهرات البحرين جاء فيه : أربعة شهداء ومئات الجرحي وعشرات المفقودين .. هم حصيلة الهجمة الشرسة التي شنتها قوات الأمن البحرينية علي المواطنين المعتصمين في ميدان اللؤلؤة بالعاصمة المنامة ، الذي أصبح " ميدان تحرير " البحرين الآن . وهؤلاء المواطنون الذين ألهمتهم الثورة الشعبية المصرية وملحمة ميدان التحرير بالقاهرة يطالبون بديمقراطية حقيقية ودستورية وبتنحية رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ، الذي يتولي هذا المنصب منذ نحو أربعين عاماً ، وبإصلاحات جذرية ، وحل الأجهزة الأمنية والإفراج عن المعتقلين ومحاكمة مسئولين في الدولة لتورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان . وتصاعدت مطالب المواطنين عبر القمع الوحشي لاعتصامهم السلمي وطالبوا بإسقاط النظام الملكي الحاكم في البلاد ، بعد أن كانوا يطالبون بملكية دستورية يكون فيها الشعب مصدر السلطات ، وتكون فيها الحكومة منتخبة من الشعب ويكون للشعب الحق في محاسبتها إذا فشلت في تحقيق أهداف المتظاهرين وانتخاب حكومة غيرها . ويطالب شعب البحرين باستقالة الحكومة وبدولة مدنية ديمقراطية لا تقيد حرية الإعلام وتجرد مجلس النواب من سلطاته ، ولا تعين الأسرة الحاكمة أعضاء ما يسمي بمجلس الشوري وتمنحه الحق في نقض قرارات مجلس النواب ، كما يطالب بتعديل الدستور لضمان التداول السلمي للسلطة ، كما يطالب بالعدالة الاجتماعية . واستخدمت السلطات الحاكمة في البحرين الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات في اقتحام ميدان اللؤلؤة واقتلاع الخيام التي أقامها المعتصمون وإجلاءهم من الميدان بالقوة وارتكاب مجزرة ضد المحتجين أثناء نومهم رغم وجود نساء وأطفال في الميدان . وظهر وبوضوح أن التحالف القبلي ، الذي يحمل أسم مجلس التعاون الخليجي يشكل الآن جبهة واحدة معادية لحركة الاحتجاج في البحرين ويحاول إيقاع الفرقة بين السنة والشيعة هناك. الآن تنتشر المدرعات الحربية في شوارع البحرين ويتم إغلاق الطرق واحتلال المواقع الرئيسية خوفاً من غضب الشعب . والبحرين هي أحد أهم المعاقل العسكرية الأمريكية ، فهي مقر الأسطول الخامس الأمريكي المؤلف من 92 قطعة بين غواصات وحاملات طائرات ، مما يزيد من أهميتها الإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة التي تريد الحفاظ علي الوجود العسكري الأمريكي هناك عن طريق دعم النظام الحاكم . ويعلن الحزب مساندته الكاملة لحركة الاحتجاج البحرينية ولعشرات الآلاف من المواطنين الذين شاركوا في تشييع جنازات الشهداء ولمطلب الشعب البحريني ، وهو إسقاط النظام الملكي الحاكم في المنامة . أصدر التجمع بيانا عن مظاهرات الشعب الليبي جاء فيه ! يتعرض الشعب الليبي لمجزرة مروعة علي أيدي قوات الجيش ومرتزقة أستوردهم القذافي من دول أفريقية . وتحصد الأسلحة الثقيلة والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية أرواح المتظاهرين الليبيين الذين يطالبون بالتغيير وبالحرية والديمقراطية والكرامة وبإصدار دستوراً للبلاد وبناء مؤسسات للمجتمع المدني . وتطلق قوات القمع الذخيرة الحية .. حتي أثناء تشييع جنازات الشهداء . والواضح أن القذافي قرر إغراق الثورة الليبية التي تستخدم نفس أساليب الثورة المصرية في بحر من الدماء . فقد تجاوز عدد الشهداء حتي الآن ثلاثمائة شهيد إلي جانب آلاف الجرحي . ورغم ذلك تستمر مقاومة الشعب الليبي لليوم السادس ببسالة مزهلة ، ويحرز انتصارات ضد النظام الحاكم ، ويحرر مناطق في شرقي البلاد ، وتنضم مناطق في الغرب إلي انتفاضة الشرق ، وتلتحق عناصر من الشرطة والجيش بقوي الثورة ويتردد أن مدينة بنغازي تم تحريرها بالكامل من قبضة النظام الحاكم . ويواجه حكم القذافي ما لم يشهده طوال أربعة عقود ، ولم تساعده . جريمة التعتيم ، التي ارتكبها ، بقطع وسائل الاتصال الالكترونية ، كما فعل النظام السابق في مصر . وحزب التجمع يدعو جميع القوي الوطنية الديمقراطية في مصر والعالم العربي إلي مساندة الشعب الليبي في ثورته ضد نظام القهر والاستعباد ، وضد محاولات هذا النظام تفجير حرب أهلية لكي يطيل أمد ديكتاتورية فوق جماجم الشهداء الليبيين وعلي حساب مصالح البلاد العليا. رياح الثورة تهب في كل مكان بعد مصر وتونس ، وتشمل ليبيا والبحرين واليمن ... ولن تستطيع كل قوي القهر والطغيان أن تخمد هذه الثورات وتعطل مسيرة التاريخ.