«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ظل اجواء احتفالية بتحقيق النصر.. القرضاوى يؤم متظاهرى التحرير غداً بصلاة الجمعة
نشر في الشعب يوم 17 - 02 - 2011

فى ظل أجواء احتفالية بتحقيق النصر على نظام مبارك، يؤم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين مئات الآلاف من المسلمين بصلاة الجمعة غداً التى تقام بميدان التحرير، فى المظاهرة المليونية المنتظر أن تشهدها ساحة الشهداء "ميدان التحرير" سايقا.
ومن المتوقع أن يشهد الميدان غداً أجواء احتفالية كبيرة احتفالاً بنتائج ثورة 25 يناير وعلى رأسها تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، كما يؤكد عبد الرحمن سمير عضو ائتلاف شباب 25 يناير.
شهيد يبتسم
وفي صفحة "كلنا خالد سعيد" التي يديرها الناشط المصري وائل غنيم" على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، صورة لشاب مصري مجهول الهوية يبدو واضحاً أنه كان يضحك حين قضى قتيلاً في إحدى المظاهرات قبل أيام في القاهرة.

وكان وائل غنيم قد نشر الصورة في الموقع ليساهم مع "مستشفى الهلال" الذي ترقد فيه الجثة منذ أيام في القاهرة بالبحث عمن يتعرف إلى هوية صاحبها، وتحتها كتب يقول: "آسف على الصورة، بس أرجو من الناس المساعدة.. شهيد لا نعرف له بيانات و تنوي إدارة مستشفى الهلال دفنه، نرجو ممن يشاهد هذا الخبر سرعة نشره على كل صفحات "الفيسبوك" للاستدلال عليه والتعرف على هويته وأهله".

وما إن نشرت الصورة التي لم يتم التعرف على هوية صاحبها حتى الآن، حتى أثارت عواطف معظم أعضاء الصفحة، وهم بمئات الآلاف، فكتبوا معبرين عن مشاعرهم متأثرين بابتسامة القتيل، إلى درجة أن بعضهم اقترح أن يتم دفنه في ميدان التحرير ليكون "قبر الشهيد المجهول" نواة لنصب تذكاري اقترحوا إقامته في الميدان لمن قتلوا في "ثورة 25 يناير".

ويبدو أن الشاب تعرض لإصابات بالغة قضت عليه أثناء مشاركته في إحدى المظاهرات، فمات وهو يضحك وانتهى المشهد على ابتسامة نادرة لفتت انتباه عشرات الآلاف في صفحة "كلنا خالد سعيد".

حتى أن أحد الأعضاء كتب يقول "لا أحب النظر إلى الأموات لكني تأملت هذه الصورة طويلاً ودعوت أن أكون مثله شهيدا". كما توجّه الكثيرون له بالدعاء وبالتمني بأن يتم دفنه بسرعة، لأن إكرام الميت دفنه.

متحف الظالمين
وفى إطار الإحتفالات ذاته، طالب عدد من أعضاء القوى الوطنية فى البحيرة بتحويل مبنى مباحث أمن الدولة فى دمنهور، الذى تم إحراقه فى جمعة الغضب إلى متحف، وقال علاء الخيام، منسق الجمعية الوطنية للتغيير "المكان تحول بالفعل إلى مزار سياحى، حيث يجاور ميدان الساعة الذى حوله الأهالى إلى ميدان الشهداء، بعدما شهد مقتل 3 من أبناء المحافظة".

مبنى أمن الدولة المحترق أصبح مزاراً سياحياً يرتاده الأهالى، ويتطوع عدد منهم بشرح تفاصيل المبنى قبل احتراقه لزواره، مبيناً غرفه وما كان يتم بها، فهذه غرفة التحقيقات، وهذه غرفة التعذيب، أما الغرفة المبطنة بعوازل الصوت فهى للتعذيب بالكهرباء، وهنا الحجز، وبمجرد الوصول إليه يستطيع الزوار أن يقرأوا كلمات المساجين التى كتبوها على جدران غرفة الحجز، فضلاً عن غرفة الكلاب، التى اندهش زوارها من حجم الاهتمام بها، حيث اكتست أرضيتها بالرخام، فى حين كانت أرضية الحجز من التراب.

الأهالى زوار المكان حاولوا الحفر فى أرضيته بحثاً عن سجن كان يشاع وجوده تحت الأرض، لكنهم لم يجدوا شيئاً وأعد الأهالى قائمة سوداء بكل المتعاملين مع "أمن الدولة" وقرروا وضعها فى المقر بعد تحويله إلى متحف، واقترح الأهالى تسميته "متحف الظالمين"، وكتبوا على جدرانه من الخارج هذا الاسم.

د. محمد جمال حشمت، القيادى الإخوانى، والنائب السابق، رفض الحديث عن ذكرياته السيئة فى المكان، وقال "سئم المصريون سوء العذاب من ظلم وتفزيع فانتقم الله منهم"، وعلى جدران غرفة الحجز، روى معاذ عباس السيسى، نجل أحد أعضاء الجماعة قصته قائلاً "قضيت فى هذا المكان الضيق 3 أيام مع 4 آخرين، حتى صدر قرار باعتقالى، بتهمة الاشتراك فى مظاهرة لتأييد فلسطين، ورغم أننى كنت خارج البلاد فى توقيت المظاهرة، وحصلت على براءة لكن رجال أمن الدولة أرادوا الانتقام وحطموا شقتى بالكامل".

أضاف محمد مدنى، أحد المعتقلين فى هذه القضية "ذكريات مؤلمة، مكان شعرت فيه بالظلم والقسوة والقهر، تم اعتقالى فيه بعد صدور حكم محكمة ببراءتنا، أخذونا دون سؤال ودون أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، ولا نعرف شيئاً هناك عن العالم الخارجى، وفى الحجز لم نكن نرى أى وجه سوى رجل كبير السن، كان يأخذ منا النقود ليشترى لنا الفول والفلافل، وكان واضحاً أنه عامل فى المكان وكانت اللمبة فى الحجز لا تعمل وطلبوا منا نقوداً لشراء واحدة فأخذوا النقود ولم يأتوا باللمبة، وكنا نتعامل نحن الخمسة داخل الغرفة باللمس، ومع اعتراضى على إحراق المكان، إلا أنه أصبح معلماً شاهداً على الظلم وإهدار الكرامة الإنسانية".

وأشار الدكتور عادل العطار، منسق حركة كفاية بالمحافظة، إلى أنه دخل المكان بعد احتراقه وصوره وتذكر أنه كتب قصة قصيرة عن احتجازه فيه أطلق عليها اسم الذئاب وتحكى عن استخدام الكلاب فى التعذيب، أما أحمد ميلاد، أمين حزب الغد فى المحافظة، فقال "كنت متردداً فى البداية فى دخول المكان، لكننى دخلت ووقفت طويلاً أمام عبارة كتبها بعض الناس على الحائط وهى (لكل ظالم نهاية) فذكرتنى بطريقة معاملة الضباط لمن يدخل هذا المكان بكل تكبر وعنجهية".

شعوب المنطقة والنموذج المصرى
وعلى صلة بالثورة المصرية، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن ثورة الغضب تنتقل بسرعة لمزيد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في إيران، وأن شعوب المنطقة تحاكي النموذج الثوري المصري، فضلا عن النموذج التونسي.

وتوقفت "نيويورك تايمز" في تقرير بثته، الاربعاء، على موقعها الإلكتروني، مليا، أمام الاحتجاجات التي استمرت اليوم في إيران، وقالت إنها تعد الأكبر منذ نحو عام، موضحة أن العاصمة الإيرانية طهران شهدت موجة احتجاجية جديدة خرجت من الجامعة أثناء تشييع جنازة أحد طالبين كانا قد قتلا على يد الشرطة أمس الأول الإثنين.

وأضافت "أن الطلاب المحتجين في مواجهة النظام القمعي الحاكم بطهران حرصوا على أن يلفوا جثة الطالب بعلم إيران، والذي وصفوه ب"الشهيد" فيما تعرضوا أثناء تشييع جثمانه لمثواه الأخير لهجمات من جانب قوات الأمن الإيرانية.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن حالة المجتمع الإيراني في خضم الاحتجاجات الراهنة تعيد للأذهان ما حدث من قبل في تونس ومصر، وأن المحتجين الذين خرجوا لشوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية برهنوا على أن قمع النظام بقسوة لاحتجاجات سابقة لم يخمد عزمهم أو ينال من إرادتهم.

وذكرت أن حشود المحتجين الذين تدفقوا اليوم جاءت ردا بليغا على ما ذكره أمس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن هذه الاحتجاجات مصيرها الفشل.

كانت دول غربية عديدة من بينها الولايات المتحدة قد أدانت بشدة أعمال العنف التي وقعت ضد المتظاهرين في إيران، ودعت السلطات الإيرانية إلى احترام التزاماتها الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وخاصة حرية التعبير، وإطلاق سراح كافة الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم تعسفيا.

وفى المقابل، دعا نواب إيرانيون إلى "شنق" زعيمي المعارضة مير حسين موساوي، رئيس الوزراء السابق، ومهدى كروبى، رئيس البرلمان السابق.

ارتباك صهيوني
وفى الشأن ذاته، كشفت صحيفة "معاريف" الصهيونية، عن أن الأحداث الأخيرة التى وقعت فى مصر والدول العربية تسببت فى قلق واضح وعميق لدى رؤساء المؤسسات العسكرية الصهيونية، الأمر الذى أدى بهم إلى الاستعداد لمواجهة واقع جديد ومجهول.

وقالت الصحيفة الصهيونية، إن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست "شاؤول موفاز" عقد اجتماعاً خاصاً أمس من أجل الوقوف عن كثب لما يحدث من تغيرات وتطورات فى الشارع العربى وكيفية الاستعداد لتلك التغيرات الحاصلة فى المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن موفاز قوله "أن هذه التغيرات تشكل تحذير استراتيجى للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية خاصة ولإسرائيل عامة بسبب ما هو مقبل"، مضيفاً "أن اتفاقية السلام مع مصر هى هدف من الدرجة الأولى ومصلحة لكلا البلدين"، كما أثنى موفاز على موقف الجيش المصرى والذى اعترف من حيث المبدأ بمعاهدة السلام بين البلدين.

وأضاف موفاز "إن ما يحدث فى المنطقة الآن من شأنه أن يغير سلبياً عملية توازن القوة المعروفة فى الشرق القاسط"، مضيفاً "أن ما نعتبره إجراءً ديمقراطياً للتغيرات الحاصلة فى المنطقة كما حدث فى تونس قد يتمخض عنه فى نهاية المطاف سيطرة الإخوان المسلمين وقوات متطرفة أخرى فى مصر وغيرها"، على حد زعمه.

على خطى ثورة مصر لإسقاط القذافى
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "الباييس" إن المتظاهرين الليبيين يطلقون على اليوم، الخميس، "يوم الرحيل" وهو الاسم نفسه الذى أطلقه المصريون على يوم الجمعة الذى رحل فيه الرئيس محمد حسنى مبارك، وذلك رغبة منهم فى تنحى الرئيس معمر القذافى.

مشيرة إلى أن بعض الناشطون نظموا احتجاجات فى ليبيا من خلال الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، واتبعوا الخطوات نفسها التى سار عليها المصريون حتى فى تسمية أيام المظاهرات.

وأضافت الصحيفة أن النظام الليبى قام أيضا بمهاجمة قناة الجزيرة الإخبارية الفضائية فى نقلها للأحداث والتى تم وصفها بأنها "حقيرة"، وأيضا انتقدوا القنوات المحلية الليبية بأنها نقلت فقط المظاهرات المؤيدة للقذافى وتجاهلت تماما المعارضة له فى بنغازى والتى تطالب بتنحيه.

وانتقدت الصحيفة موقف القذافى الذى لم يكن محددا فى المظاهرات التونسية والمصرية، حيث إنه أعلن فى عدة مناسبات رفضه للمظاهرات التونسية وبعد تنحى بن على قام بالدفاع عن هذه الثورات وبالمثل مع مصر، حيث إنه قال على مبارك "إنه رجل فقير لا يملك المال لشراء ملابس له"، وهو الآن يوجد فى نفس الموقف فما سيكون موقفه.

ومن ناحية أخرى نددت منظمة حقوق الإنسان "ووتش ليبيا" غير الحكومية باستخدام الشرطة الليبية للرصاص الحى لتفريق تلك المظاهرات، ونددت منظمة آخرى "تضامن الحقوق الإنسانية" ومقرها جينيف لوجود قناصة فى أسطح بعض البيوت لقتل بعض المتظاهرين، حيث حتى الآن وفقا لشهود عيان تم قتل 13 متظاهر وجرح عشرات آخرين.

أربعة قتلى على الأقل
وقتل أربعة أشخاص على الأقل الأربعاء في مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد النظام الليبي في مدينة البيضاء (شرق) بحسب مواقع للمعارضة على الانترنت ومنظمات غير حكومية ليبية مقرها في الخارج.

وقالت منظمة (ليبيا ووتش) المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها في لندن إن "قوات الأمن الداخلي ومسلحي اللجان الثورية فرقوا تظاهرة سلمية للشبان في مدينة البيضاء مستخدمين الرصاص الحي" ما أدى إلى "مقتل أربعة أشخاص على الأقل واصابة عدة آخرين".

وأشارت مواقع معارضة أخرى بينها موقع (ليبيا اليوم) ومقره في لندن إلى سقوط أربعة قتلى من المتظاهرين بالرصاص الحي.

ونقلت منظمة (هيومان رايت سوليداريتي) التي يوجد مقرها في جنيف عن شهود قولهم إن قناصة متمركزين على السطوح قتلوا 13 متظاهرا واصابوا عشرات اخرين بجروح.

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على الانترنت عشرات الشبان الليبيين المتجمعين الليل الماضي في مدينة البيضاء وهم يرددون "الشعب يريد اسقاط النظام" في الوقت الذي اشتعلت فيه النيران داخل مبنى بينما خلت الشوارع من عناصر الشرطة.

ووجهت نداءات عبر موقع فيسبوك لجعل الخميس (يوم غضب) ضد النظام الحاكم بقيادة العقيد معمر القذافي منذ قرابة 42 عاما. الا أن التظاهرات بدأت قبل ذلك، في بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) حيث أصيب 38 شخصا بجروح ليل الثلاثاء الأربعاء.

وبدأت هذه التجمعات المعادية للسلطة وهي نادرة في ليبيا بتأثير من حركة الاحتجاجات الشعبية التي اطاحت بالانظمة في تونس ومصر.

ودعا الاتحاد الاوروبي ولندن ومنظمة العفو الدولية الاربعاء إلى تفادي اللجوء إلى القوة في الوقت الذي طلبت فيه واشنطن من طرابلس "اتخاذ إجراءات محددة تستجيب لتطلعات شعبها وحاجاته وآماله. ليبيا تندرج من دون أدنى شك في هذه الخانة".

الجيش ينزل الشارع
وفى البحرين، قتل أربعة أشخاص على الأقل واصيب العشرات بجروح خلال تفريق قوات الامن البحرينية للمتظاهرين المعتصمين في دوار اللؤلؤة وسط المنامة حسب ما اعلنت عائلات الضحايا والمعارضة.

واوضح ان اعدادا كبيرة من قوات مكافحة الشغب حاصرت المعتصمين من جميع الجهات، وبدأت باطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ثم هاجمتهم لتفريقهم وتفكيك خيمهم.

واكد محمد المزعل نائب رئيس اللجنة التشريعية في مجلس النواب البحريني وعضو كتلة الوفاق المعارضة في حديث لبي بي سي سقوط القتيلين وقال ان ثمة عشرات الجرحى في المستشفى بعضهم حالاتهم حرجة.

ونقلت وكالة الانباء البحرينية عن العميد طارق حسن الحسن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية تصريحه بأنه قوات الامن دعت المتعتصمين الى مغادرة المكان " حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم".

وأوضح أن قوات الأمن حرصت طوال الفترة الماضية على ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين و المتواجدين بالدوار من اجل فض تجمعهم بالطرق السلمية ، للوصول إلى أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات.

واتهم بعض المعتصمين بانهم عمدوا إلى استغلال هذا المناخ المتسامح من اجل السعي لفرض ممارسات غير قانونية ومضايقة المواطنين والمقيمين وإيقافهم عند نقاط تفتيش أقاموها للمركبات والمارة في محيط الدوار.

غضب المعارضة
وقد تقدم عضو المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان (أعلى مؤسسة حقوقية رسمية في البحرين) الدكتور عبدالله الدرازي باستقالته من عضوية المؤسسة لما آلت إليه الأوضاع الحقوقية. وكان رئيس الهيئة ويدعى سلمان كمال الدين قدم استقالته في وقت سابق هذا العام.

كما تنظم جمعية الأطباء البحرينية اعتصاما حاشدا للأطباء في حرم مجمع السلمانية الطبي. وتقول الجمعية إن الحكومة تمنع ارسال طواقم الاسعاف لجرحى المواجهات.

أما الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجبهة الوفاق، وهي أكبر تكتل للمعارضة الشيعية في البرلمان البحريني، فنفى قيام السلطات الأمنية بمطالبة المتظاهرين بإخلاء ساحة اللؤلؤة قبل عملية الاقتحام. وطالب سلمان في مقابلة مع بي بي سي الحكومة البحرينية بالاستقالة، وإجراء إصلاحات عاجلة.

وكان الالاف من المحتجين المعارضين للحكومة احتلوا وسط العاصمة البحرينية المنامة بعد مقتل اثنين من المحتجين في مواجهات مع قوات الأمن خلال الأيام الماضية.

ويدعو المتظاهرون الى اجراء اصلاحات سياسية والى استقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي لايزال في منصبه منذ استقلال البحرين عام 1971.

كما طالب المحتجون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وهو ما وعدت الحكومة بتنظيمه، وكذلك يطالبون باصلاحات دستورية، وانهاء ما وصفوه بانتهاك الحقوق المدنية.

ومن العوامل التي زادت في التذمر الشعبي للأغلبية الشيعية في البلاد نسبة البطالة العالية في البلاد والفقر وخطوات تتخذها الحكومة لمنح الجنسية لعرب سنة من خارج البلاد بهدف التأثير على التوازن الديمغرافي.

وعلى الجانب الاخر، خرجت مسيرتان مؤيدتان للملك في مدينتي المحرق والرفاع بالبحرين.

قلق امريكي
وفي واشنطن توالت التصريحات الداعية الى ضبط النفس تجنب استخدام العنف اذ دعا البيت الابيض السلطات البحرينية الى احترام حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية.

وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان واشنطن تتابع عن كثب الوضع في هذه المملكة الصغيرة، مؤكدا ان اوباما "يعتقد ان البحرين، مثل كل دول المنطقة، ينبغي ان تحترم الحقوق العالمية لمواطنيها في التظاهر واسماع معاناتها".

وكانت واشنطن اعربت عن "قلقها الشديد من اعمال العنف الاخيرة التي تعرض لها المتظاهرون في البحرين".

ودعت في بيان اصدره المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي جميع الاطراف الى ضبط النفس والامتناع عن اللجوء الى العنف.

واشاد كراولي في اول رد فعل لمسؤول امريكي على الاحداث في البحرين باعلان الحكومة البحرينية فتح تحقيق في الحادث واشارتها بانها "ستطلب من السلطات التشريعية النظر في اي استخدام غير مبرر للقوة من قبل قوات الامن البحرينية".

مسيرة في الأردن للمطالبة بإصلاحات
كما شهدت مدينة أربد شمال الأردن مسيرة شارك فيها نحو 1500 متظاهر احتجاجًا على الفساد، طالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية.

وشارك في مسيرة أربد، ثاني أكبر مدن الاردن وتبعد نحو 90 كم إلى الشمال من العاصمة عمان، شخصيات نقابية وحزبية ونسوية.

وانطلقت المسيرة تحت عنوان ضد الجوع والقهر، وذلك من أمام مسجد أربد الكبير بعد صلاة عصر أمس.

وندد المحتجون، الذين حملوا أعلامًا أردنية ولافتات تدعو إلى وقف ارتفاع الأسعار وتحسين الرواتب ورفع مستوى معيشة المواطنين، بما اعتبروه بيع الدولة لمؤسسات القطاع العام وخصصتها.

وفي نهاية المسيرة وزع المشاركون عريضة تتضمن مطالب من أهمها خفض أسعار المحروقات، وتعديل قانون الانتخابات، ومحاكمة الفاسدين.

وأشارت "بي بي سي" إلى أن نحو ثلاثين طالبًا جامعيًا أردنيًا كانوا قد وقفوا أمام الديوان الملكي في عمان للمطالبة بإصلاحات دستورية على غرار وثيقة ماجنا كارتا للحد من صلاحيات ملك الأردن عبد الله الثاني.

ورفع الطلبة لافتات كتب عليها نريد ماجنا كارتا، والشعب يريد تشكيل حكومته بيده، و نريد إصلاحًا سياسيًا دستوريًا جذريًا.

وقال باسل البشابشة، المنسق العام لحركة شباب من أجل التغيير: نطالب بأن الملك يملك ولا يحكم، ونريد حكومة نيابية وقانون انتخاب يعتمد القوائم، وإصلاحات اقتصادية.

ووثيقة ماجنا كارتا هي وثيقة بريطانية صدرت لأول مرة عام 1215 للحد من صلاحيات الملك، واعتبرت أقوى مواثيق الحريات في إنجلترا، وتحولت فيما بعد إلى باعث وملهم لدساتير العالم.

اشتباكات في صنعاء
وفى اليمن، أصيب خمسة أشخاص على الأقل بجروح جراء اشتباكات اندلعت أمام جامعة صنعاء لليوم الخامس على التوالي بين متظاهرين مطالبين بسقوط النظام وآخرين مؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح.

وبحسب وكالة "فرانس برس" فقد خرج حوالى ألفي متظاهر غالبيتهم من الطلاب من حرم جامعة صنعاء باتجاه ميدان التحرير القريب حيث مقر الحكومة، لكن مناصرين للنظام معتصمين أمام الجامعة قاموا بمهاجمتهم على الفور.

ووقعت مواجهات بالعصي والحجارة عن سقوط خمسة جرحى على الأقل، ثم تدخلت القوات الأمنية المنتشرة في المكان وأطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.

وأشارت الوكالة إلى أن هذا هو خامس يوم من المواجهات العنيفة بين المتظاهرين من المعسكرين.


انفتاح كبير فى المغرب!
وفى سياق متصل بالاحتجاجات الشعبية، قال مسئول مغربي كبير ان بلاده تواصل الاصلاح رغم الازمات التي يعرفها العالم واكد ان الاندماج الاقتصادي العربي يمكن من تجاوز عدد من الدول العربية لأزماتها.

وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي ان المغرب يواصل دينامية الإصلاح في إطار تلاحم متين بين العرش والشعب، وأنه يستطيع مواجهة تحديات المستقبل بقوة ومناعة أكبر.

وقال الفاسي الفهري في تصريحات بثها التلفزيون المغربي الليلة قبل الماضية إنه "بالرغم من الأزمات التي يشهدها العالم اليوم، فإن وتيرة الإصلاح بالمغرب تتقدم يوما عن يوم، وهناك إرادة لتحديث اقتصاده".

وأشار الوزير المغربي إلى الورشات التي بدأها المغرب من قبيل البنيات التحتية وقطاع الاتصالات، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مذكرا بأن المغرب كان سباقا إلى العديد من الإصلاحات التي مكنته من الحصول على "الوضع المتقدم" في إطار علاقاته مع الاتحاد الأوروبي.
وحول القلق الذي تعرفه الدول العربية بعد ثورتي تونس ومصر، قال الفاسي الفهري ان المغرب ما فتئ يلح على الاندماج الاقتصادي العربي الذي يمكن من تطوير اقتصاديات البلدان العربية وإعطاء الفرص للشباب، مشيرا الى تعثر الاندماج المغاربي وتجميد اتحاد المغرب العربي الذي يجمع بلاده منذ 1989 مع ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا. وقال ان تكلفة عدم قيام اتحاد المغرب العربي "ندفع ثمنها يوميا"، وأضاف "لو كان الاتحاد المغاربي الذي يعد ضرورة حتمية قائما، لما وقع ما وقع في تونس".

وتحيي الدول المغاربية اليوم الخميس الذكرى الثانية والعشرين لتأسيس الاتحاد الذي رأى النور في 17 فبراير 1989 بمدينة مراكش، في ظل تلمس تونس لمستقبل ديمقراطي انبلج فجره بعد الثورة ودعوات للتظاهر احتجاجا على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والحريات في بقية دوله، وثنائيا في استمرار اغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر ونزاع الصحراء الغربية.

ويتهم المغرب الجزائر بانها اختارت "السير في الاتجاه المعاكس" بالاستمرار في إغلاق الحدود وربط ذلك بحل قضية الصحراء "مع العلم بأن المغرب اقترح منذ سنوات فتح نقاش مع الجزائر حول الملفات الثنائية والتعاون وفصل قضية الصحراء عن مسألة تطبيع العلاقات بين البلدين"، حسب وكالة الانباء المغربية.

وحذر وزير الخارجية المغربي من اضطرابات قد تعرفها مدن الصحراء الغربية، وقال إن الجزائر وجبهة البوليزاريو "ربما تستغلان الاضطرابات السياسية التي تجتاح بعض الدول العربية لإشعال الاضطرابات في المنطقة".

واضاف ان "أعداء الوحدة الترابية المغربية ربما يستخدمون هذه الاضطرابات لدفع جداول أعمالهم قدما، لان ما تتطلع الجزائر وجبهة البوليزاريو لفعله هو خلق بعض الفوضى في المنطقة"، داعيا الجزائر الى "طي صفحة خلافات الماضي" والتركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي وحثها على التركيز على استئناف الجهود المتوقفة منذ فترة طويلة لإنشاء منطقة اقتصادية إقليمية تشمل أيضا تونس وليبيا وموريتانيا، كما قال.

دعم ومشاركة
وتشكل دعوة للتظاهر بالمغرب يوم الاحد محور اهتمام مختلف الفاعلين بعد اعلان منظمات وجمعيات حقوقية وسياسية مشاركة ناشطيها ودعمها لهذه التظاهرات فيما اتخذت الحكومة المغربية سلسلة اجراءات اقتصادية للتخفيف من اعباء ارتفاع الاسعار وقررت تشغيل الاف من العاطلين عن العمل.

وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن حكومة بلاده تتعامل ب 'انفتاح كبير' مع المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشباب المغربي.

وقال خالد الناصري حول تعامل الحكومة مع مطالب مجموعات على صفحة فيس بوك الاجتماعية لتنظيم تظاهرات احتجاجية ' لا أحد يشك في مشروعية المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهؤلاء الشباب وأنها مطروحة في الأجندة الوطنية ونتعامل معها بانفتاح كبير على مختلف القوى السياسية والاجتماعية'.

وتطالب هذه المجموعات باصلاحات سياسية ودستورية للوصول الى ملكية برلمانية ومحاربة الفساد وحريات الاعلام والصحافة واطلاق سراح معتقلين سياسيين. وقال الناصري "سنستمع لهذه المطالب وهناك حركية في اتجاه الاستجابة لها كي لا يقال إننا نكتفي بالاستماع، بل نتفاعل معها من أجل العمل جميعا لبناء الديمقراطية المغربية المتفردة التي تمثل المدخل للعدالة الاجتماعية وحل جميع المشاكل". وأوضح أن هذه القضايا "مطروحة منذ مدة في إطار مسلسل إصلاحي ضخم يقوده الملك محمد السادس في تناغم تام مع نبض الشارع".

وأبرز الناصري أن الحكومة "تعاملت دائما مع المطالب الاجتماعية، بما فيها تلك المعبر عنها في الشارع العام، بكثير من الانفتاح والتفهم لأن المغرب يتميز بأنه يتصدى لمعالجة المشاكل في إطار حوار دائم يفسح المجال رحبا أمام كل أشكال التعبير الحضاري".

وذكر الوزير المغربي أن الحكومة "تتعامل بكثير من الاطمئنان إزاء الاحتجاجات المرتقبة وتعتبرها أمرا عاديا في إطار المناخ الديمقراطي الذي يسود المغرب لأننا نثق في الروح الوطنية وتماسك أفراد الشعب المغربي، وفي مقدمتهم الشباب الذين لا يشك أحد في التحامهم بالقضايا الوطنية الكبرى".

كما أشار إلى أنه "لا تعارض مطلقا بين المطالب الاجتماعية والسياسية واستمرار التعبئة الوطنية للدفاع عن القضايا الكبرى المتمثلة أساسا في الوحدة الترابية والبناء الديمقراطي والبناء المؤسساتي في ظل مناخ الاستقرار الذي تنعم به البلاد".

وعبرت 20 جمعية حقوقية ومدنية عن دعمها لمطالب ما يعرف ب"شباب 20 فبراير" ولكل الحركات الاحتجاجية السلمية المعلنة من أجل الحقوق والمطالب المشروعة.

تغيير الدستور
وقالت الجمعيات، إنها تدعم تلك المطالب، وعلى رأسها تغيير الدستور، باعتباره القانون الأسمى في البلاد ، مشيرة ً إلى أن "إقرار دستور ديمقراطي يشكل المدخل الأساسي لبناء دولة الحق والقانون في بلادنا". وشارك في البلاغ الذي صدر عقب اجتماع عقد بمقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان كل من العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، منظمة العفو الدولية فرع المغرب، المرصد المغربي للسجون، الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، جسور ملتقى النساء المغربيات، المرصد المغربي للحريات العامة، الجمعية المغربية للنساء التقدميات، الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء، جمعية عدالة، الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، المركز المغربي لحقوق الإنسان، منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، منظمة حرية الإعلام والتعبير، الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، منتدى بدائل المغرب، منتدى المواطنين.

وتداول المجتمعون والمجتمعات حسب البلاغ "الظرفية الراهنة على المستوى الدولي والإقليمي والوطني عقب الانتصارات التي حققتها الثورتان التونسية والمصرية، انطلاقا من مرجعية حقوق الإنسان الكونية التي تشكل الأرضية التي ينطلق منها المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان في التعاطي مع قضايا الحرية والكرامة وحقوق الإنسان والديمقراطية".

وسجل المجتمعون استمرار انتهاك الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، "والتي كانت دائما وراء الحركات المتواصلة للمواطنات والمواطنين في مختلف المناطق للاحتجاج وللمطالبة باحترام الحقوق والحريات وبضرورة إيجاد الحلول للمشاكل اليومية لمختلف فئات الشعب المغربي".

وافاد البلاغ أن المجتمعين "تدارسوا عددا من المبادرات المعلن عنها من طرف مجموعات مختلفة ومتنوعة من الشباب، وأساسا منها الإعلان عن أشكال من التعبير والاحتجاج السلميين يوم العشرين من شهر فبراير 2011 بعدد من المدن المغربية، للمطالبة بالتغيير الذي ينشد تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".

ودعت الجمعيات الدولة المغربية إلى التعامل ب"شكل حضاري مع مبادرة 20 فبراير، وإلى ضرورة احترام إرادة المواطنات والمواطنين في الاحتجاج السلمي وضمان حقهم في التعبير بشكل حضاري عن تطلعاتهم في وطن ينعمون فيه بالحرية والكرامة والمواطنة بكافة الحقوق".

ومن المقرر ان تعقد هذه الجمعيات اليوم الخميس مؤتمرا صحفيا لتقديم بلاغها ورؤيتها لتظاهرات الاحد القادم.

وحسمت جماعة العدل والاحسان شبه المحظورة، اقوى الجماعات الاصولية المغربية، قرارها بالمشاركة بتظاهرات الاحد. وقال حسن بن ناجح، مدير مكتب الناطق الرسمي باسم الجماعة، ان الجماعة قررت المشاركة بالتظاهرات.

الا ان الاحزاب الرئيسية لم تعلن موقفا حتى الان وان كانت مواقف الصحف الصادرة عنها وتعاطيها مع هذه الدعوة تتباين.

وقالت منظمة الشبيبة الإسلامية المغربية المحظورة والتي مارست اغتيال ناشطين يساريين في سبعينيات القرن الماضي إنها لا تعارض الاحتجاجات الشبابية، في الوقت الذي شددت فيه على أنها ضد العنف والفوضى والعدوان.

الأسد يتدخل لتخفيض الأسعار
وفى سوريا، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد ثلاثة مراسيم صبت في خانة تخفيض أسعار السلع الغذائية الحيوية التي أثقلت كاهل السوريين في الأشهر الأخيرة الفائتة.

وطالت المراسيم التي أصدرها الأسد تخفيضات في الرسوم الجمركية وتخفيضات أخرى في رسم الإنفاق الاستهلاكي وشملت التخفيضات الجمركية مواد عديدة أبرزها الشاي والبن والحليب ولأنواع من الفواكه، فيما طال تخفيض الانفاق الاستهلاكي مواد الزيوت والسُمون النباتية والحيوانية والبن والسكر بأنواعه المختلفة.

اضافة الى تخفيض رسم ترخيص طلبات الاستيراد. ويوحي تدخل الأسد لتخفيض أسعار عديد السلع الغذائية وفق بعض المراقبين إلى تقصير الحكومة في ضبط الأسعار التي راحت تشتعل فوق القدرة الشرائية السورية.

وفي ذات السياق طالب وزير المالية السوري محمد الحسين في لقاء عبر التلفزيون الرسمي التجار وجميع الجهات المعنية بتجارة التجزئة بالالتزام بالتخفيضات التي نصت عليها المراسيم الرئاسية بحيث ينعكس ذلك على السعر النهائي للسلع والمواد الواردة لكي يتلمس المواطن التخفيضات بشكل حقيقي وفق تعبير الوزير السوري والذي يشغل موقع عضو قيادة قطرية في حزب البعث الحاكم أيضاً، وذهب المسؤول السوري إلى دعوة المواطنين للتبليغ عن حالات عدم الاستجابة لهذه المراسيم.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أسعار بعض السلع والمواد الغذائية في سورية ارتفعت بشكل لم يسبق له مثيل، كما تشير إلى ارتفاع مؤشر الغلاء ما بين 100 بالمئة إلى 145بالمئة، الأمر الذي رتب أعباء إضافية على كاهل المواطنين في ظل محدودية الدخل.

ويشدد الأخصائيون على أن هذا الارتفاع في أسعار المواد الغذائية على المستوى المحلي لا يمكن تركه على الغارب وعدم ضبطه أو التخفيف منه والقيام بالإجراءات التي تخفف منه إلى الحد الأدنى والذي يتحمله مواطننا المغلوب على أمره في دخله أولا وقبل كل شيء والشروع في تقديم الدعم الزراعي وتشميل سلع تمس الاستهلاك المحلي وبشكل كبير بالدعم الزراعي للتخفيف من كلف الإنتاج وإيفاء الحكومة بالتزاماتها لجهة الزيادات الدورية على الرواتب والأجور ليس في القطاع العام فحسب بل حتى في القطاع الخاص وإلزام أرباب العمل على تقديم هذه الزيادات ليتمكن المواطن من تلبية احتياجاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.