كانت أجهزة المخابرات الأمريكية واحدة من أطراف كثيرة فاجأتها الثورة المصرية، ويعقد كبار مسئولي الأمن القومي الأمريكي اجتماعات متواصلة مع عدد من الخبراء والمتخصصين لبحث أسباب الثورات الشعبية التي أطاحت بعدد من حلفاء واشنطن واستخلاص الدروس المستفادة من ذلك علي ضوء التجربة المصرية معني ذلك أن البحث والنقص سيشمل الديكتاتور الشيلي نبوشيه والرئيس الاندونيسي سوهارتو والرئيس الفلبيني ماركوس وصولا إلي سقوط مبارك. من أجل مصلحة مصر أصدر وزير الشئون الخارجية الهندي بيانا حول التطورات الأخيرة في مصر رحب فيه بقرار الرئيس مبارك بالتنحي استجابة لرغبة الشعب المصري، كما رحب أيضا بالتزام المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالتأكيد علي الانتقال السلمي للسلطة في إطار زمني محدد من أجل إرساء إطار عمل للحكم يتسم بالانفتاح والديمقراطية، كما أننا نفخر أيضا بعلاقاتنا التقليدية والوثيقة التي تربطنا بالشعب المصري وتتمني لهم السلام والاستقرار والرخاء. شرم الشيخ:مبارك بين الكافيار وشبح العزلة ومطاردة الثورة لثروته نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا من شرم الشيخ تحت عنوان مثير اقتبسته من عبارة جاءت علي لسان إحدي العاملات في مطبخ (الفيلا) الذي يقيم فيها الرئيس المصري السابق، إذ تقول: "لسنا متأكدين إن كان مبارك محدد الإقامة هنا أم يمضي عطلة".. وقالت العاملة: "لقد وصل إلينا طعامه المفضَّل، والذي يأتينا التموين منه فقط عندما يتواجد هنا في شرم الشيخ، ويشمل ذلك أشهي الأغذية الأوروبية والكافيار، وأجود أنواع اللحوم وعلب الشوكولا السويسرية". وبعد الحديث المقتضب عن حياة البذخ، التي تقول التايمز إن مبارك لا يزال يواظب عليها في شرم الشيخ، رغم أنها كانت أحد الأسباب التي حدت بشباب الثورة للإطاحة بحكمه بعد ثلاثين عاما من وجوده في السلطة، تنقلنا الصحيفة إلي عالم التكهنات بشأن الوجهة المقبلة للرئيس المصري السابق. تقول الصحيفة إنها علمت أن من بين تلك الخيارات المطروحة أمامه إمارة دبي، أو مدينة العين في إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو مدينة بادن بادن بألمانيا حيث قد يضطر للذهاب إلي هناك لمتابعة علاجه الطبي الذي كان قد بدأه في أعقاب إجرائه عملية جراحية فيها العام الماضي. تنقل الصحيفة عن عمال "الفندق" تأكيدهم إنهم شاهدوا مبارك في المبني، لكن جري تحذيرهم بشدة من مغبة مناقشة أي أمر يتعلق بوجوده هناك.