حيث حذروا جميعاً لم أقرأ ما كتبه رجل الأعمال أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الحاكم في الزميلة الأهرام، فما قاله قرأناه وسمعناه من قيادات الحزب الحاكم وحكوماته ملايين المرات، ولم تعد أغنية «يا دي النعيم اللي انت فيه يا شعبي» التي يغنيها الحزب الحاكم ويلحنها أرقاما وإنجازات مقبولة ولا مسموعة بل إن حديثهم عن أرقامهم وإنجازاتهم مفجرا للسخط والسخرية أيضا. لم أقرأ أحمد عز وقرأت ردودا وتعليقات كثيرة علي ما كتبه وفي الأول والآخر لا الحزب الوطني ولا الشعب المصري «أولاد امبارح» فقد عشنا تحت حكمهم سنوات مريرة حتي اختار بعضنا الفراق هربا منهم في بطن سفينة لا يحمل داخله إلا الموت غرقا في بحار المجهول. لم أقرأ أحمد عز ولكنني قرأت في الزميلة الجمهورية يوم 25 ديسمبر الحالي وقد يكون فيما نشر بالجمهورية ردا علي أرقام وإنجازات الحزب وعلي ضياع بلد بسياسات هذا النظام الذي لا يسمع إلا نفسه. تحت عنوان الجمهورية تفتح الملف وتكتب روشتة العلاج: قانون إدارة أصول الدولة أمام مجلس الوزراء.. مخاوف من البيع بعد سقوط تجربة الخصخصة. وفي مقدمة الملف جاء: «الجمهورية فتحت هذا الملف المهم والخطير الذي يتعلق بمصير المئات من العمال في الشركات الكبري مثل غزل المحلة وغيرها ووضعت روشتة شاملة من تصورات الخبراء ورجال الصناعة والمستثمرين عن إدارة أصول الدولة.. حيث حذروا جميعا من مغبة بيع الأصول الكبري لفشل تجربة الخصخصة وتشريد آلاف العمال دون الاستفادة من العائدات». ووصف خبراء الصناعة في الملف تجربة البيع لمستثمر رئيسي بأنها «فاشلة» وأعطوا نموذجا لهذا الفشل ونصحوا ب «خذوا العبرة من شركات بنك مصر». أما الاقتصاديون الذين تم استطلاع رأيهم فقد حذروا من خصخصة الكيانات الكبيرة كما نصحوا بخبرات متخصصة لتشخيص مشكلة كل شركة وطرق علاجها. وهكذا تعترف الحكومة بأن تجربة الخصخصة «سقطت» ويناقش مجلس الوزراء مشروع إدارة أصول الدولة، كان ينبغي أن يقولوا ما تبقي من أصول، وإذا كانت تجربة الخصخصة قد «سقطت» فهل سينجو أصحاب ومنظر التجربة هل سنتركهم دون حساب علي العبث الذي مارسوه في أملاكنا ومقدرات بلدنا، وقد بحت الأصوات مع بداية برنامج الخصخصة محذرة ولم يسمع الحزب وحكوماته إلا أصواتهم؟ لم أقرأ أحمد عز ولم أصدق ولم يصدق أحد غيره وغيرهم أرقامه وإنجازات حزبه وأيا كان قولهم وأرقامهم المردود عليها، فهل ستترك لهم الأحزاب والقوي السياسية ما تبقي من مصر ليجربوا فيه سياسات الفشل وهل ستتركهم يهربون بفشلهم السابق الذي حذر منه خبراء ومتخصصون وسياسيون قادرون علي حكم وإدارة بلدهم المختطفة من أباطرة الحزب الوطني؟