كعادة كل عام دعا الاتحاد العام لنقابات عمال مصر لاحتفال عيد العمال واستعد بحشد اتوبيساته واعضائه من كل المحافظات والنقابات وتقتصر دعواته على التابعين والموالين له فقط وهم المستعدون دائما للتصفيق الحاد لأي مسئول والهتاف التقليدي ولا سيما «المنحة يا ريس». بهذه الروح التقليدية انعقد احتفال عيد العمال بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات بحضور رئيس الجمهورية عدلي منصور ، ورئيس الوزراء ابراهيم محلب ، ووزيرة القوى العاملة والهجرة ناهد العشري ، وبحضور الوزراء الحاليين ووزراء سابقين على راسهم وزير الدفاع صدقي صبحي ، وزير الداخلية ، وكمال الجنزوري و عصام شرف وعبد العزيز حجازي ، وشيخ الازهر والبابا تواضروس . وشهد الاحتفال تأييدا فجا للشرطة وقد ردد المتواجدون هتافات مؤيدة لها بحضور وزير الداخلية محمد إبراهيم، وقيادات شرطية وكذلك هتافات للجيش عند دخول وزير الدفاع صدقي صبحي ، كما رحب الحضور بشكل مبالغ فيه بوجود كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق ، فيما تذمر أعضاء الاتحاد حاضرو المؤتمر من وجود د. أحمد حسن البرعي وزير القوى العاملة الأسبق وهتفوا ضده هتافات موحدة بأرجاء القاعة «ارحل يا برعي ، والبرعي هو اللي خربها هو يمشي مش هنمشي «. وأكد الرئيس عدلي منصور خلال كلمته : ان هذا اللقاء يعد بمثابة المكاشفة والمصارحة ، وان الدولة تتفهم اوضاعهم وثورتهم ، مشيرا الى أن قطاع الطاقة يمر بأزمة لمسها الجميع خاصة فى قطاع الصناعة بشكل عام بعدما توقفت المصانع وتم وقف العمال الأمر الذي يتطلب البحث عن مصادر بديلة للطاقة أهمها الشمسية وطاقة الرياح واستغلال المخلفات الزراعية إلا أن هذه الحلول تتطلب بعض الوقت لتنفيذها. وتابع « ستعمل الحكومة خلال الفترة القادمة لتنويع مصادر الطاقة فى وقت يمثل البترول والغاز الطبيعي بنسبة تمثل 91% من الطاقة فى مصر. وشدد على أنه لا نية لبيع أصول القطاع العام بثمن بخس مؤكدا نيتها لهيكلة قطاع الأعمال العام لزيادة الانتاج. وأضاف منصور أن حقبا طويلة مضت لم تشهد خلالها مصر تكوين بنية أساسية للصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والنسيج وتكنولوجيا الاتصالات التي باتت تحمل فرص عمل لا حدود لها ويمكن استثمارها للبناء عليها. مؤكدا « سنعمل على تطوير الصناعة المصرية للارتقاء بها إلى ما يوازى الدول التي بدأت بناء اقتصادها معنا فى خمسينيات القرن الماضي ووصلت ذروة انتاجها اليوم. طالب منصور العمال بمضاعفة الانتاج والمال بجد واخلاص قائلاً «أن الدولة تتفهم مطالب العمال فى ظل ظروف صعبة ما بين غلاء الأسعار وعدم المساواة فى توزيع الدخل» ،مخاطبا العمال لكم كل الحقوق طالما أديتم واجبكم بإخلاص كما عهدنا. كما وجه منصور رسالة إلى المستثمرين قائلاً : صونوا حقوق العمال وأقدموا على الاستثمار والانتاج الأمر الذي يعود بالنفع على مؤسساتكم وشركاتكم أولا ويفيد بدوره اقتصاد الوطن. وأضاف منصور « فى الوقت الذي تسعي فيه الدولة للانتاج يحاربها الارهاب الأسود الذي يزهق الأنفس ويقتل قطاع السياحة فى مصر الذي يمثل موردا مهما من الدخل القومي و يمثل الحضارة القديمة لمصر. وفى السياق ذاته قالت وزيرة القوي العاملة ناهد العشري خلال كلمتها فى احتفالية عيد العمال إن الوزراة انتهت من مشروع قانون جديد للعمل سيتم طرحه خلال أيام للحوار المجتمعي حرصت خلاله على إصلاح جميع السلبيات التي أنتجها التطبيق العملي لقانون العمل الحالي. وأضافت العشري» أنتجنا قانون المحكمة العمالية للنظر فى الدعاوي العمالية المقامة بين العمال وأصحاب الأعمال، لسرعة الفصل فيها» مؤكدة أنه فى ضوء تزايد الاحتجاجات العمالية فقد وافق مجلس الوزراء على انشاء مجلس حوار مجتمعي وانشاء مكاتب له فى جميع محافظات الجمهورية لانهاء الخلافات بين العمال ورجال الأعمال برعاية الحكومة. من جانبه أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر جبالي المراغي ان احتفال عيد العمال يتزامن مع انجاز الاستحقاق الاول في خارطة المستقبل والمتمثلة في اقرار دستور جديد لمصر ، مشيرا الى أن مصر تتعرض لمؤمرات اجرامية تنفذها جماعة إرهابية بدعم من بعض القوي الاقليمية والدولية مجددا ادانة الاتحاد لكل تلك الأعمال مشيدا بدور القوات المسلحة ورجال الشرطة فى التصدي لتلك الأعمال. وطالب رئيس الاتحاد الحكومة بتحديث وتطوير الشركات والمصانع التابعة للدولة حتي تكون قادرة على المنافسة، وضرورة الاجراءات اللازمة لاعادة العمال المفصولين إلى أعمالهم مع بحث إعادة تشغيل المصانع المتعثرة والمتوقفة عن العمل بسبب الظروف الاقتصادية.