الفاعل معلوم اتكلت «نجوي عبد الحميد» المدير السابق لإدارة الغوص في البحر الأحمر علي الله، قبل عزيمتها القوية وشجاعتها الأدبية، وعزمت علي كشف الحقيقة كاملة، بعد حملة التعتيم المقصودة علي الأسباب الحقيقية لخروج سمك القرش إلي الشواطئ، ومهاجمة السياح وجرح بعضهم، وقتل البعض الآخر في شرم الشيخ. قالت نجوي عبد الحميد لبرنامج العاشرة مساء، إن سمك القرش الذي يشم ويسمع ولا يري، يجري اصطياده عمدا من قبل شبكات من الصيادين، إذ يتم استدراجه من قلب البحر بذبيحة من الفراخ أو الأرانب، حيث تجتذبه رائحة الدماء إلي قرب الشواطئ، فيسهل اصطياده، وبيعه للفنادق الكبري، أو نقله من قوارب صغيرة إلي سفن كبري وسط البحر، تقوم بتصديره إلي دول شرق آسيا. التي يروج فيها أكل سمك القرش، والذي يعد وجبة غالية الثمن في الفنادق داخل مصر أو خارجها، في الدول الآسيوية. يحدث هذا بينما القانون المصري يجرم صيد سمك القرش، الذي لم يكن يتعرض من قبل لمن يغوصون في البحر لرؤية الشعاب المرجانية. في حديثها أكدت «نجوي عبد الحميد» أن القول بأن أسباب مهاجمة سمك القرش للسياح مجهولة، هو زعم كاذب وأن المسألة لم تكن في حاجة لجلب خبراء أجانب، أو ترويج الاتهام الساذج لتحميل إسرائيل المسئولية، لأن الأسباب معروفة للجميع. ومعني كلام خبيرة الغوص التي عملت لسنوات في هذا المجال، أن الجميع يتواطأون لإخفاء الأسباب الحقيقية، لتلك الظاهرة، التي تهدد بنسف السياحة نهائيا، في واحد من أهم المنتجعات المصرية وهو شرم الشيخ، إما لأنهم مستفيدون من تلك التجارة أو مشاركون سرا في تسهيل القيام بها، في واحدة من أكثر قضايا الفساد فجورا، لأنه يصعب تخيل أن تتم هذه التجارة غير المشروعة، دون علم من الجهات التنفيذية، التي ينيط بها القانون مهمتي المتابعة، والرقابة، وهي وزارة السياحة، ووزارة البيئة وحرس الحدود، ولا سيما الموظفة الجسور، تؤكد أن طبق سمك القرش يقدم بوفرة في فنادق شرم الشيخ. دون أن يهتم أحد من الجهات الرقابية، بالسؤال من أين وكيف أتي؟! رد أحد كبار الموظفين في اليوم التالي، في نفس البرنامج، علي ما قالته «نجوي عبد الحميد» فزاد رده الأمر غموضا، لكن اطرف ما قاله أنه لا يعتقد أن طبق سمك القرش يقدم علنا في الفنادق، وهو ما يعني أنه لا مشكلة هناك طالما تم تقديمه سرا! اصبح السر وراء توحش سمك القرش غير المعهود معروفا، فهل تقوم الأجهزة الرقابية بدورها لوقف تلك الكارثة أم تواصل البحث عن متهم آخر مجهول؟ المتهم معلوم فاتقوا الله في هذا الوطن.