يشهد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حالة من الخلاف وشبه الانقسام، خاصة بعد قرار وزير القوى العاملة والهجرة كمال أبوعيطة باعتماد التشكيل الجديد برئاسة جبالى المراغى رئيس النقابة العامة للنقل البري، والإطاحة بمجموعة من مجلس عبدالفتاح إبراهيم رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج والرئيس السابق.. كيف جاء القرار.. وما هى وجهة نظر الطرفين فى الأوضاع الراهنة من خلافات داخل أكبر تنظيم نقابى فى مصر، وانعكاسات ذلك على الحركة العمالية والنقابية.. «الأهالي» التقت جبالى المراغى الرئيس الحالي، وعبدالفتاح إبراهيم الرئيس السابق فكانت هذه المواجهة. "عبدالفتاح إبراهيم" : تم تفكيك اتحاد العمال لأننى هاجمت النقابات المستقلة وتوجهات الحكومة.. ولا يوجد تناقض فى موقفى من الدستور دعنى أبدأ معك من النهاية وقبل الدخول فى الأزمة والانقسام داخل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر.. كيف ترى الحركة العمالية المصرية الآن؟ الحركة النقابية المصرية مهلهلة الآن وانشغلت بالصراع فيما بينها مثلما يحدث الآن فى الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، واتحاد عمال مصر الديمقراطي، وكلمة السر فى هذا الصراع هى وزير العمل كمال أبوعيطة بسبب تدخلاته، كل ذلك يحدث وهناك أكثر من 25 مليون عامل بأجر فى مصر تضيع حقوقهم المشروعة كل يوم، خاصة فى الأجور والاستقرار فى العمل، وكان الأجدر بالحركة النقابية أن تكون المحامى والمدافع عن حقوق هؤلاء لكنها منشغلة الآن كما قلت لك (!!). وزير القوى العاملة كمال أبوعيطة يقول إنه لم يتدخل فى شئون الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وإنما استجاب لرأى الأغلبية التى تؤيد جبالى المراغى الرئيس الحالى للاتحاد؟ هذا غير صحيح فكمال أبوعيطة يتدخل فى شئون الحركة النقابية المصرية بشكل سافر، وهذا يظهر ليس فى الاتحاد العام لنقابات عمال مصر فقط، بل فى النقابات المستقلة أيضا، وعندما طلب منى دعم د. أحمد البرعى راعى التعددية النقابية فى مصر والوطن العربى فى انتخابات منظمة العمل العربية، وعندما طلب منى الموافقة على قانون التعددية النقابية، وعدم مهاجمة الحكومة خلال هذه الأيام، وقوبل ذلك بالرفض منى على أساس أننى محامى العمال فقام بالإطاحة بي، فهو الذى رفض اعتماد قرارات الجمعية العمومية الشرعية والتى حضرها أيضا جميع رؤساء النقابات، بينما وافق على التشكيل الجديد فى يوم واحد!! أنت متهم بأنك متناقض فى قراراتك، فأنت الذى انسحبت من لجنة الخمسين بسبب إلغاء نسبة ال 50% عمال وفلاحين، ثم عقدت مؤتمرات فى معظم المحافظات لتطالب العمال بالتصويت بنعم؟ نعم.. انسحبت من لجنة الخمسين لأنها قضت على نسبة ال 50% التاريخية التى كانت من أبرز مكتسبات ثورة يوليو 1952، وقلت إنه إذا كانت هناك أخطاء فى تمثيل العمال والفلاحين فالمشكلة كانت فى الضوابط التى تسأل عنها الحكومة، وفى الوقت نفسه تلقيت وعدا من رئيس الجمهورية القاضى العادل عدلى منصور بمراعاة حقوق العمال والفلاحين والتشريعات المرتقبة، ومن هنا كانت مصالحنا الفئوية فى كفة، ومصالح الوطن فى كفة، فقررنا أن ندعو للتصويت بنعم على الدستور وخارطة الطريق التى تقودها قواتنا المسلحة الباسلة. ما هو الخطر الأكبر الذى ترى أنه يحيط بالحركة العمالية الآن خاصة اتحاد عمال مصر الذى يضم أكثر من 6 ملايين عامل ويوجد به 24 نقابة عامة؟ الخطر هو ما فعله وزير العمل عندما اعتمد التشكيل الجديد برئاسة جبالى المراغى وأصبحت لجنة إدارية هى التى تحكم الاتحاد، وهذا معناه أن الوزير من حقه التدخل فى أى وقت، بينما كان التشكيل السابق نابعا من الجمعية العمومية الشرعية التى حضرها جميعا رؤساء النقابات العامة. يقولون إن مجموعة صغيرة من مجلس الإدارة السابق هى التى كانت تتحكم فى الاتحاد وتظهر فى مقدمة الأنشطة بينما الأغلبية كان يتم تجاهلها؟ هذا غير صحيح، فلترجع إلى المؤتمرات العمالية التى عقدها خلال فترة وجودى كرئيس للاتحاد منذ 9/9/2013، ويظهر على المنصة جميع من يحضر المؤتمر من مجلس الإدارة، كما أن الدعوة كانت توجه للجميع. جبالى المراغى يقول إنك تحالفت مع وزير العمل بعد ثورة 30 يونيو وقمت بالإطاحة به؟ كان هدفى الإطاحة بمجموعة الإخوان المسلمين الموجودة فى الاتحاد وطالبت من جبالى المراغى طردهم من الاتحاد لأنهم إرهابيون، وعندما لاحظت تقاعسا منه حدث ما حدث، ثم بعدها عقدنا جمعية عمومية وأطحنا أيضا بالعناصر التى فرضها علينا وزير القوى العاملة فى مجلس الإدارة ومنهم خالد شعبان وعماد العربي، ثم حضر جبالى نفسه اجتماع الجمعية العمومية وكان اللقاء تاريخيا بمعنى الكلمة. هل توجد بينك وبين رئيس الاتحاد الجديد أى مشاكل شخصية؟ بالعكس جبالى صديق عزيز جدا وقيادى عمالى محترم، وأنا رفضت تنفيذ مخطط الوزير كمال أبوعيطة عندما طلب منى فى السر إرسال تشكيل جديد للاتحاد لمواجهة تشكيل جبالى المراغى حتى يصبح هناك صراع بين الطرفين ويكون مبررا للوزير لحل الاتحاد وتعيين لجنة إدارية من الخارج. هل تفكر فى الانشقاق عن الاتحاد؟ مستحيل فأنا حفيد أحمد فهيم مؤسس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ولن نسمح بتفكيك الاتحاد العام حتى لو على جثتنا. ماذا تقول لوزير القوى العاملة كمال أبوعيطة؟ أقول له أنت الذى قلت إنك لم تتدخل فى شئون النقابات، وتدخلت، وأنت الذى ناديت بعودة ال 12 ألف عامل المفصولين ولم يعودوا لعملهم، وأنت الذى وعدت بالسعى والضغط من أجل الشركات المتوقفة وعودة الشركات التى صدر بحقها أحكام نهائية بعودتها للدولة ولم تنفذ (!!)، وأنت الذى هللت لقرار الحد الأدنى للأجور الذى لم يطبق حتى الآن رغم أن القرار قال إنه سوف ينفذ فى يناير 2014.. فماذا قدمت سوى التدخل الإدارى فى شئون النقابات (!!).